لم تكن الكلمات الأولى متعثرة ولا سهلة التوقع تماما كذكرياتي عن سنة ثمانية وسبعين وذكرى معلمتي للسنة الأولى تقاسيم وجهها وحتى إسمها كنوع من الإختبار لهذا الشيء داخل رأسي ببساطة الأمر بديع .. هكذا أفصل من الزمن ما مر منه لأستعيد ما كنت أظن طريقا وعرة للمدرسة حتى رأيت تلاميذ احدى قرى مدنين وهم يسعون بين طريق وسماء بلا أي بناية على مرمى البصر بمكان مقفر متجهين أو عائدين من الدرس .. عدت إليكم بعد وحدة بإضمار لأدفع لكم بكل سواد قلبي بعض أفكاري التي مع أجواء العيد تطالعني كقربان قابيل ليست صالحة إلّا لتلفظوها .. إفعلوا حري بكم ذلك فقد كان لي في هذا الركن من عقلي الكثير لأخجل منه من فرط الركاكة والإنطباعية .. أنا لا أفعل ذلك بإضمار فهنا مرفأ لترهاتي تخرج أحيانا كأبشع ما يكون عليه القبح أو طيبة كولد إستسلم لحجر أمّه فاعفو عني واعلموا أني لا أتوخى ذلك في عملي سلّم الله المواطنين من ذلك حتى ينقضي وزري .. المهم تذكرت وأنا أطل عليكم هذا الوقت العصيب قبل الإنتخابات نعم سأعاود ذلك ولكني لن أنصحكم وقد إخترت مرشحي للرئاسة ولمن سأصوت في التشريعية وسأبقي ذلك لنفسي ولكن سأذكركم بقصّة وإن كنت أجزم أن خديعتنا ليست بالمتوقعة ولكن الهوان منا متمكن .. يحكى أنه كان زعيم نحالنا القمل وأشياء أخرى لا تنزع من الرجل إلا وفقد المروءة لم يسرق من جيوب المواطنين فرنكا واحدا لكنه ظل عمرا بقصر الرئاسة وجلب جيشا من اللصوص منحهم الوطن بلّوشي وعندما غلبته الشيخوخة ولأنه شاب على كره خرافات ذلك الأعرابي ويكره الخوانجية إستجلب قوّادا ليحكم الدولة وطوينا صفحة الخرافة نحن من تستهوينا الحكاوي تمتعنا جيدا مع علي بابا والأربعين حرامي .. أيدي تمتد لتسرق كل ما تطاله فوق أرض الوطن وما تحتها وبلا هوادة حتى ميزانية الدولة .. كل مجرم لهم فيه ذنب وكل معوز جاع وبات بالعراء وكل مصاب بالسرطان لم يلق العلاج وكل ولد زنا يتألّم وكل بغي فقدت آدميتها في دار بغاء تشرف عليها الدولة وكل طالب لم يسعف بالنجاح لفقره وكل سجين إغتاله جار قوّاد للشعبة وكل صبّاب فقد المروءة لقفة معونات يتلقفها كالكلب إجرام الدساترة .. أزيد .. كل مدرسة متهالكة وكل مستشفى مغيب وكل مدينة غرقت في حفنة ماء وكل كوخ من الطين بني بالشمال الغربي وكل ضيعة للدولة أهملت وكل محكمة قسر عدلها بين الفقراء وكلنا جرم إقترفه الدساترة . ليس حقا علينا أن نتذكر هل تابوا ولما علينا أن نصدق أن الغول والعنقاء بعثوا حقا أكثر شهداء الثورة قتلوا بعد ترحيل علي بابا تذكرون ذلك المال الذي كان يوزعه الدساترة لبث مزيد من الفوضى . كل مسكين في تونس له بجسده منهم طعنة فلا تصوتوا للمجرمين واصرفوا وجوهكم قبل الثورة
كل ذكرى ترقبونها لأنها تبعث في أوصالكم إحساسا بالآدمية إستحضرها لتدعم إختياركم .. أنا يس لي في الوطن باع ولا ذراع يعبرني كما يطيب له كنكرة أرى مكاني هل يقرأ هذه الخاطرة عشرة ! ليلك يا وطني حزين تلوكه الفردانية فهل نتنفس صبح المواطنة
!!
ليس مقبول منّا أن ننسى حسن
No comments:
Post a Comment