Tuesday, December 29, 2009

شوق

أذكر الجهد في الانتظار لا تسأل ..  الأرض تبدو لي بلا ألوان ها أنت قد أدبرت منذ الأزل لا تجدني .. و السماء تعلم ترقّبي و الكلمات ذات حديث خاص بيني وبيني عنك تحضرني .. أكابر بالانتظار أذرع الوقت بالاهمال لا شيء يتغير فيّ سوى عيب السؤال عن زمن توضّح الصورة عنك كيف تراك تكون ..  لديّ   ..   الأناة في التريّث للوقوف عند بعض أنفاسك سأقبل حينها عليك .. و أخبرك بصلف الأنثى مدى غضبي في انقضاء الزمان لا تأتي ..أكاد أرتبك و أنا أناور في اصطفاف الكلمات عنك ... ذلك الحياء و شيء من الاهتمام بالخصوصية و اختلاط العادة عليّ في الاهتمام بأشياء كثيرة في نفس الآن ..  يعادل انقضاء هذه السنة جنوح فكري و تلك النقاط التي أضع بين الجمل .. أنا أخفي الكلام هل تعلم ..حين تبصر بي سأدعوك لمناورة الفهم .. ما بين النقاط .. و ان أحسنت ستوشوشني بعض الكلمات التي أخفيت ... سأعتقد يقينا بجمال ظنّك بي و أنسى كلّ الأعوام التي انتظرت .. ما بين ظلّ السّماء و ألم الشوق بتحفّظ اللاّهية عن التجمّل ما بين الأحياء ..  ستعلم أنّه كان لي مع الزّمان وقفات تدبّرت فيه لذّة التفكّر فيك ..كان اليوم كالبارحة الذي يأتي سواء .. أخطىء بالتعبير .. فمهارتي أربكتها سنوات الخدمة في التجرّد من الوصف حتى كدت أنسى حسن التّبرير .. و لم يظلّ بي غير الكلمات التي تداركها الاعياء .. يا أنت .. لا أستعجل الاقتراب .. تعوّدت ذلك الحراك كنت في مثل هذا الوقت من العام المنقضي أجالس الحرب على غزّة و لا تغادر عيناي مشاهد الشّهادة و الانتظار .. ما أسمّيه انتصار .. بعد ستين عاما من القتل الأعمى ظلّ بالكثيرين حبّ للشّهادة لم يرحلوا.. حين كابدت السّماء عناء البقاء حيث هي ظلّوا .. يقرأون للجهد عناوين الصّمود و يسمّون ذلك رغبة في الوجود.. اهترأ قلبي العاجز عن الحب في انتظار ما سيأتي   ..  و كلّ مرّة يئنّ داخلي من ألم ذوي القربى لا يتشاغل بهم حين الانتظار بل هو منهم كالجسد الواحد يسهر معهم  لصباحهم الذي لا يأتي ... يقول أحد شعرائهم أنهم يظطرّون لسرقته و أقرّ له بذلك  ..  فبئس ما بدت تعلو الجدران .. البارحة في المنام هشّمت ساقيّ العابرتين من وطني الى وطني بأمر من خارجية فريعن .. ما ظننت أن المرور من بلدي الى بلدي يسمى تسلّلا و لم تأتي أنت لتطيّب خاطري في انتظار محموم لألم لاحق سيحبّه كلانا بشغف المنتصر لذاتيّته حين لقاء  و اهتمام ببني الجلدة .. سمر و بيض و سود و من لم أسمّي  ..  و يستغرب أحدهم كلمة انتصار لغزّة .. وددت لو أسأله لو  ظلّ ثابتا كشجرة زيتون سألوها الاعتراف بهم فأبت فأعملوا فيها معاولهم ونيرانهم و لكنها ظلت مسمّرة بالأرض ألا يدعوا ذلك انتصار ..حين تغزوا روحي سآلف ذلك منك و سأدعم غزوك متى احتضن هواجس المقرّة بالاهتمام .. فأنا يا وليفي لا أنكر عليّ تعدّد موانئي .. كلّ هذه الأرض التي سكنها سلفي وطني  ...  لم أتّخذ لي جوازا لأني لا أقرّ بتأشيرة العبور لوطني ..  ففي عقلي تخلد أنت للحبّ .. و يخلد وطني لمشيئتي فيما أقرّ له .. بحجر منه ينطق ذات علامة كبرى و يخبر عن العابر خلفه.. كذلك تخلد بروحي حرّية الأوطان .. أمدّ يدي  لصدرك و لا تستغرب ذلك منّي تعلم كيف أربّط على الجهد داخلك و أسعد بفوضويّة مشاعرك التي يعتريها الغلوّ ..تقبل ذلك منك و تدعوني للهدوء في أن أطوي صفحتي الأخرى..  للانشغال بك زمنا وتغضب حين عودتي.. تفهم اصراري في قرص أنفك و تضحك .. أنا الآن هناك بين مساحة ظنّك و راحة يدك التي تضعين بين قلبي وبيني .. تمسكين كدأب حوّاء في الاقناع رشفة من النّفس الذي زفرت .. وبينهما أظلّ أصلّي شكرا لأنّي اهتديت أخيرا لقبلة ما كنت لغيرها سأولّي .. وجهي   مهما انتظرت  .               

Sunday, December 27, 2009

الخلّ الودود

تعال .. خذ  وترك من الدهشة .. تلك الحقيقة صارت حبيسة ميناء غريب نحو الضفة الوسطى .. و أنا سأندهش بدوري كنخب للتحامل على ظنّك بأنّ الديموقراطية   شيء موجود .. انها يا صاحبي كالعنقاء و الغول و الخلّ الودود .. شأن غريب عن هذه الدّنيا و مفقود ..أصخ السمع هل ترى ذلك الغربيّ الذي ادّعى حكم الشعب لأوطانهم منذ عهود..  ألم تر كيف أن أغباهم قد حكمهم لثماني سنوات و شعبيّته لم تكن بالأمر المعقود.. كانت قوّة المال صهوته فهل اعتقدت حقا بزيف خبرهم المقصود ..حيّز الكرامة هو ديموقراطيّتي .. لا تهمّ أسماء الحاكمين فالسّماء سرجي المنضود ... لا تدخل في سجال معي لتدلّل على التعدّدييّة و استقلاليّة السلطات و شفافية قوانين ممثّلي الشعوب ..  أنظر قانون معاداة السّامية و أخبرني ان كنت تفهم سببا للمماهاة بين الصهيونية و اليهود .. وهات أنظر الى وجهك ان كنت تجزم بأن قوانين الانسانيّة التي بشرعة أممهم المتّحدة قد حشرت ان كان لها في واقع هذا العالم وجود .. تحيا الخرافة في مهزلة السياسة بتمثيل ركيك من أهل السياسة الق..ود .. يمسكون برأينا و يطيحون به ذات الشمال و ذات اليسار و حين ندوخ تعتقد أنت بحقيقة الخرافة و أظلّ أنا أجزم بأن أربعة ليس لهم وجود الغول والديموقراطية والعنقاء و ها ..  الخل الودود  ..  فالدّنيا في الأصل يحكمها البعض لفائدة "النّخبة" ذوي الجود ..احذر التقليد .. لكي لا تنسى الطّيبة في التعامل مع هذه الدّنيا تذكّر .. الدّهشة احساس جميل عند الاختلاف في الرّأي ..سأنجو برأيي و ستنام على اعتقادك المزدوج نتيجة الظن بأنّ للدّيموقراطية وجود .. علّمني أحد أساتذتي سياسات الحكم المختلفة في هذه الدّنيا بأنظمتها الرئاسيّة و الرّئاسويّة و ما لم أعد أذكر الآن .. و لكنّ الديموقراطية اندهش أيضا .. انها رابع ثلاثة ليس لهم وجود ..الخلّ .. و العنقاء و ... ههههههه نعم أحسنت الحفظ من التّكرار ..نعم ..ذاك هو ..الخلّ الودود.            

لن أقسم على هذا

رجعت أدراجي و نظرت جيدا لم يكن عسر الانتباه يخالج ادراكي بالوهم ..كان ذلك الرئيس على مرمى حجر يعانق فتى أشعث أغبر و يربّط على ظهره و الفتى يتملّص ينشد الفكاك منه فهناك حريف ينتظر شراء كيس أسود بمائة مليم ... لم يكن يسع الصبيّ خسارتها .. تسمّرت حيث أنا .. أفرك عيناي و أقرص وجنتي الممتلئتين من البدانة .. و راجعت نفسي..هل شربت شيئا يا بنت ..لم أشرب غير قهوتي الحلوة ..و كان الرّئيس لا يزال حيث هو يعانق الصّغير و الفتى يتلوّى.. كان الأمر على درجة من الجسامة لم يكن هنالك على مرمى عيني حرس و لا شرطة فقط روّاد السوق من بني جلدتي المبالين بحبات الطماطم والبطاطا ..و حادثت رجليّ المتسمرتين فضولا أسرعي بالمضي يا مجنونة .. حين انتبهت لتركه الفتى و تقدّمه نحوي كنت سأبدأ لحظات جنون مراهقة التقت فنّانها المفضّل مع تعديل في المقاصد و الأحاسيس ... صرخت عاليا و جريت في الاتجاه المعاكس ..تعال يا فتى ...لا تذهب .. مدّني بكيس أسود  ..   

Sunday, December 20, 2009

دونك .. الألم

الألم ... ذلك الأسف الذي يخبرك بأنه كان عليك أن تعيد حساباتك ذات مرّة في أن تتّخذ ذلك الطّريق دون الآخر و أن تهدي أنفاسك لأحدهم دون الآخر و أن تعانق ظلّ أحدهم دون الآخر و أن تملأ أحايين أحدهم دون الآخر و أن تجتهد في استرضاء أحدهم دون الآخر و أن تنعش ذاكرة أحدهم دون آخر و أن تحبّ يوما من أيام عمرك دون آخر و أن تقول كلاما دون آخر و يغضبك كلام أحدهم دون آخر و أن يضجّ قلبك لفقد أحدهم دون آخر و أن تدرك فيك سبيلا دون آخر و أن يصيبك الاعياء من أمر دون آخر ..الألم تلك الدهشة التي تحضرك و أنت تنظر لراحة يدك لا تفكّ رموزها .. و تستشرف أمسك لا تذكره ..و تذهل ذات مساء عن النّاس فلا تجد اللاّك ..بين الفينة و الدّهر تنقضي أنفاسك حين  ألم ...عالقا بين ذاتك و السّراب ..و تلعق من الجهد ذلك الخدر برأسك حيث لا يطالك الفهم الا بقدر .. و تنتبه فلا تحصي فرصة و لا  حادثة و لا أمرا يلتحى خطواتك السابقة.. لا تجد رصيفا ينتعلك حيث أنت بعيد المنال .. كفكرة ..تظلّ ام تبق.. تبادر أم تتحفّظ و تنسى.. كتلك الكلمات النّافرة تألفك فلا تنسى جهد المحاولة .. ..و تأبى .. الألم ذلك الشّرخ ما بين الفينة و الفينة في ألاّ تعبأ بؤولئك اللّذين حضروك و غيرهم ممّن لم تلق .. الألم حين بداهة يحضرك الغباء فتنس .. أن تحقّق النّظر من حولك لكي ترى ..  فأجريت العادة على الادراك فالتقمتك الملهاة ذات تصميم و ظللت شاردا دونك ..الألم       

بين الأنا و النحن

أحيانا حين أحتار ماذا أكون و أنسى ملامح وجهي أعيش التّيه بين سراب الجهد و انقضاء الأعوام لا أنكر الشّيب مع القلب الفتي الذي ما نزلت به الذّاكرة يوما و لا كان له في الحكاية أيّ عنوان ..حين التّيه أخط كلمات على عجل و أتدبّر لطف الفعل بداهة .. و أنسى مابي ...هامة بلا وجه و لا عينان .. أحيانا يتدبّر الزمان الوقوف عندي ذات وجه  من الماضي و آخر علاه النسيان . عندما زمن الغضاضة أدّعيت أمرا جاءتني به الأعوام وعدا ما منه مفرّ ولا  سلوان .أبذل عمري في الملهاة  ..  أذاكر بعض تفاصيل الآن و الناس داخل جهدي  خاطرة يأوون اليها أشباحا مبهمة لا يفصّلها حديثي عنهم ذات فناء أو شتات أو رحيل أو هذيان .. ما أشدّ طول قائمة من أمقتهم ..من باعوا تلك الوجوه البريئة ذات مكر أو ربح سريع أو حين خذلان . هذا الشّتاء قد حلّ كم أحبّه .. و ما أكبر سخفي في نسيان أولئك الذين يلتحفون السّماء أينما كانوا بعراق أو بغزة أو في جبل هناك في أفغانستان يؤلمهم برد الوجيعة من مكر ذوي القربى و طمع سامريي العصر و اجحاف فراعنة هذا الزمان ..  سوف أنسى ثم أعود فأذكر و أراجع قائمة الاهتمام فأفتح نافذة الانتظار لذاكرة أخرى هلاّ تأتي و تسعف قلبي بغير هذا الاحساس وتندبني السّلام .. حين نختال بالوهم ونلبس فعل الانسانيّة حكم القدر و يسأل غبي أين عدالة السماء .. أقول هذه الأرض أسرجت لفعلنا .. و سبق حكمه ألاّ تظالموا بينكم .. فمن اجترأ على الحكم تبّا له بقبح فعله فليصرف قلبه حيث يريد ..غدا لناظره ..قريب      

Thursday, December 17, 2009

نموت ..نموت ..ويحيا

انهارت على السماء و زفرت نفسها الأخير.. فكرة بعثت من رحم  الجهد و ظلت طريقها نحو البلادة ففقدت بريقها و ضاعت عنى و انتهت .. لطالما طاردت وسع السماء فكان ضيق المسافة يهديها قصر النظر ..اليوم احتشد السحاب  ابيضا أجوفا علوّ الهناك و عظم الخالق و بداعة المخلوق ..ولم أكن أنوي التدبّر حين تطلّعت في أيات خلق الله و أنا أسرق النظر للسماء من وراء زجاج سيارة كنت بها أسير ..تعاليت يا من هديت قلبي نعمة تدبّر جمال خلقك و سر ربوبيّتك في نفسي و في جميع خلقك  .....أنت يا رحيما بنا و قد اعتمر فعلنا القبح فرحمت وغفرت و أنعمت.. اليوم كالبارحة و كثير من الغد وجدت الوطن مختزلا في سلام منشد أسمعه الثامنة صباحا من المدرسة المجاورة و لعبة قدم يتحدّث عنها في كل زمان .. انتبهت لكون البناء له اشتراطات أخرى غير التثمين و المدح ..و يعيش الوطن ...تختلط الأولويّات حين بذاءة و تدفّق الأموال للراقصات و المغاني و أشباه الرجال و يدعى أحدهم جمالية للرقص الشرقي المغرق في الرجولية يقول ..قبحت ثقافتكم التي تنادون فيها للاسفاف كقوم لوط.."أمّن اتّخذ الاهه هواه "فكان كالدابّة بل هو أظل .. لو بعثت فيك ياوطني بغير حال و كنت حيث يتّخذ القرار .. لأغلقت وزارة الثقافة و فوّضت كلّ المال الذي يصرف فيها لوزاراة لدعم الانسان و أبدأ بمستشفى صالح عزيز للأورام الخبيثة و لأحكمت الاحصاء لكل فلس يصرف لأهنىء عيش مرضى مستشفى الرازي و دلّلتهم كثيرا فلا يشقوا بفقدان عقولهم.. لو منحت بعض نفوذ لأغلقت كل المهرجانات الصيفية و أوقفت دعم البذاءة السنمائية ... للكلمات ذاتها معاني عديدة أستمع .. أصيخ السمع هل تسمع يا كلاندو ..نموت ...نموت ...و يحيا الوطن ..هذه قناعتي أيضا ..أن نموت ويحيا لغيرنا بخيارات أقل كارثيّة و توجّهات يمكن وصفها بالانسانيّة ..ادعموا رفع الألم لا هزّ الأرداف و تغريب الاحساس..حتى ..يعيش الوطن..خارج حماسة النشيد  

Saturday, December 5, 2009

نم

نم اذا شئت .. فما دمت حيّا سيلوكك التّعب . واهدأ .. كنفسك العميق أثناء تلك الفترة التي تنفصل فيها عن نفسك و تسلم الروح للسّكينة ..تريّض بالسّبات عن وجع الآخرين و الكثير منك .. هنا حين تستلقي كجسد بسيط .. يداك بالكاد مشرعتان الى جنبك الأيمن و تبدأ في حساب الجهد  أو تشرع في تسبيح سريالي يهدهد بعض خاطرك الأعلى أو تنطلق في حديث غريب مع الذات ..مشاحن قليلا و فيه الكثير من المواساة .. حين أخاطب ذاتي ذات نوم يكون الكلام عادة مرهقا مثلي و لكنه جميل كهذا الضيف الذي يحلّ بفناء روحي فأنظر بعينين ناعستين للجدار الماثل أمامى و أقول لروحي دمت اذا شاء ربك على سلام في سلفية من تحبّين من بعض ذلك الزمن الجميل .. و أنظم قافية أو اثنتين لا أدري .. فدائما ما يغيب عنّي كثير مما قلت ..و أحسب طيور النّورس من بعض موانىء الجهد ..  واحد.. ثم طار .. كانت سماء يومي خالية من طيور النورس الاّ من بعض الوجع بقدمي جرّاء الاصطدام ببعض زوايا غرفة الطعام .. أضحك مكرا لراحتك حين استكانة للنوم .. وأجمع قبضتى ملوحة لغدي  بالعزيمة على التّغيير ..و بعد النوم أنسى..و أعود لراحة الاعتياد و قليل من الانتظار لنهاية اليوم .. حين يأتي النّوم أدير صفحة يومي و أغالب النّعاس لأخاطب بعض نفسي ثم  أشهد بالألوهية لربي و بالنبوة لسيد العالمين ثم أغفو فرحة بسطرين خطّا على عجل لأحداث يومي لا ظلم فيهما لأحد يا صانع الجهد ورافع السماء بدون عمد أحمدك على نعمة الايمان .. نم و ارحم ذهنك من الشّتات فعند النّوم تعود الى سيرتك الأولى خاليا من التّهافت على السّراب و عاليا عن العذاب .. نم فالنوم كان للعالمين آية في فتية ناموا أمنة بعد أن آووا الى كهفهم ..هل ترى جهدك المطويّ لهذا اليوم بعد أن جعل لك الليل معادا.. حين عروج للسماء  .. تمسك روحك حينا لا عبث في ما جرت به المقادير .. تلطّّف بنفسك و ابحث لك عن ميناء السكينة لذ به اذ استطعت ما حرمت شيئا الاّ وفّيت جزاء الصبر أمنة حين نوم                 

Wednesday, December 2, 2009

أوهام نسوية

نون نسويّة ترفع راية كنوع من الجبر(الحساب) المفهوم من أهله ..تشيح النّظر عن آلام الكثيرات و تزيّف آلامهن ..نحن بكلّ خير سمعت .. ففيما  نحيبك يا هاجر .. تغير هرموني و لاريب بعث بقلبك العجوز رفاهية البكاء فأحنيت هامتك للعمل في خدمة الغير أيضا لتطعمي ابنك ذي   الأربعين ربيعا  .. بين البطالة القسرية و الاستئناس للراحة يطالبك الغرّ بثمن علبة السجائر و زجاجة الخمر ..قالو أنّك صرت في العالمين منارة ولو لا أنّ عيني أبصرت بك تلهثين على لقمة الجهد لصدّقت ... و لكن رأيت وقوفك على مشارف الشّقاء بعين مشرئبّة للهناء فصدّقت عيني و علمت..أنهت فاطمة دراستها و انتبهت لاعالة عائلتها حين يأتي المساء كان لها مع البذل صفحة أخرى و مضى الزمان و ظلّت بلا حياة حين ألتقيتها كانت تضطجع على جنبها الأيمن صدقتني القول "ان الفراغ جل ما جنيت ". حين تصير أخبارك زيفا و مناورة لجني النجاح أمعن النّظر فيك و أنت تجتهدين حين تتركين لمصارعة الحياة تندبين الهدوء و تنفيذا للوصيّة ..البارحة ذكرت قول الحبيب عند وداع هذه الدّنيا " ألا و أوصيكم بالنساء خيرا " وقد وجمت .. بعض شقاءك من جهلك أنت .. تسرفين في   الجهد و كان لأيّ شيء أن يكون بمقدار ما أجلّ التّمنّع لولا انتبهت لضياع المروءة ههنا و حيثما سرت .. حضرت سناء و قالت " بتّ على وهم غنيمة و اذا بي الجفاء واليت ظننت أن غير جسدي الفتي أحبّ الغبي فبعد زمن لفظني و ما علمت ما جنيت .. تلك الأخرى باشرت مثل فعلي وهي بغير حالي هلاّ أعلمتني لما أنا خسرت .. في بعض تلك العلب ألقي بعض منّي و بعد يوم صرت هامدة المشاعر لم أهتمّ عند تكرار ذات الخطأ ذلك الولد الذي لقيطا أنجبت ..لم أره و لم أفتن ببعض صرخته فلحضن جديد سرت ...و أحيانا لا يضيرني الليل حين يأتي فلم يعد هناك سبب للتخفّي وقلّما لبذاءتي انتبهت .. نون نسوية تملأني حيرة و تفكيرا .. افتحي عينيك .. يطيح بي الخدر ..  أراها حين تمضي ذات فجر تتأبّط رغيفا وبعض أمل لتعيش اثني عشر ساعة من الرقّ الجديد في الاشتغال لذلك الأجنبي الجلف الذي أتى يتصيّد العمالة الرّخيصة بهذا البلد..تيبّس عودها و ذات يوم أغلق المصنع فألقي بيدها المسكينة .. لقد صارت مدمنة للرّق ..رحلة البحث عن السعيدات رجعت منها بيد فارغة و أخرى لا شيء فيها .. بعضهن يتوهّمن السّعادة و يلتبس عليهن الخيال بالمأمول ..حين مجون أو حين شهوة  أو ذريعة أو استكانة ظننّ الوهم حقيقة و ليتهن ينتبهن الى السراب يذاع عنهن حقيقة .. ارجعن للانسانية متى شئتنّ .. البداية ستكون حينما تنتبهن بأن ما يقال محض افتراء ..عليكن .       

Tuesday, December 1, 2009

انفصال

سقط القناع وحلّ وجه الرّعونة في ذلك الذي يشتهي النّوم وهو ظالم ... يملأ بطنه بآخر قلاع الافك و يدّعى ممارسة الحرّية في أن يقلّب وجهه حيث يشاء ..كان لأكثر من عشريّتين حبيبها و أشتهى منها الجهد و السّهر لأجله .. وحين تعتّق في ركن بيته حبّها...  داس برجليه أمسها و أخرج في علنه أنيابه وفي وجهها كشّر وزمجر اذ قال خذى أذيالك وارحلى ما عاد بي موطىء لك يا أيتها الكريهة ارحلى.. كان حين سراب يغفو على بعض صمتها و بات الغرّ لصمت غيرها يشتهي حين ضياع مروءة نسى يوما حنت على كثير من رداءته وصيّرت من يومه غدا . تبكي أمامي حسرة و لا أرى لكربها مخرجا .. امرأة تلفظ كالسّراب ممّن منحته زهرة عمرها .. لا أفهم كيف تغفل عينه عن ظلمها و التّرك ان لم يكن باحسان فربّ السّماء غدا يقتصّ لها .. تلك التي راودت يومه فاستبدل الطّهر بغيّها يا رجولة شابتها الرعونة فأذهبت رشدها   .. حين أعيتها الحيلة من احتباس الغدر بظلوعها وباتت تندب الفهم في انطلاق حياة بدون غدر من كان يوما الطيف الكامن بجهدها بعد أن حملته مرات بالنفس الدّاخل لرئتها و زاغ الفهم عن بذلها ... زفرته و ان بحرقة ... كانت عيناها قد احمرّتا ببعض ذلك الدواء الذي يكنّى بالبكاء .. كانت قبل الهجر أنثى و أما و كثيرا من الأشياء و بعده صارت أشياء كثيرة لاتنتهي .. رجل أو في زمان شبّه لها ... بعد تربّص بالغدر و رعونة الاشتهاء مدّ يدا ضالمة و ببرودة ..اغتالها             

Sunday, November 29, 2009

HOMMAGE

Il y a des jours ou l'on se reveille avec ce sentiment étrange qu'à la vie manque bien quelque chose ... soi     .Vous vous emparez alors de l'amertume, ecoutant Nina Simone sa voix rauque vous dira trop sur votre peine refoulée depuis votre jeune age et vous oserez à peine comme moi penser encore..  le temps est pour l'immense frustration des petites existences ... ne sachant m'identifier par rapport à l'autre , aux autres existences, effacée par leurs peurs rages exibitions, je me colle au néant ne supportant plus les peines que ressentent les autres et que moi meme ressent pour eux je me reveille des jours avec le sentiment que la vie s'est anéantie .Je prends un long souffle , juste pour me rassurer que je respire encore et me demande si je garde ma raison pour malmener mon etre dans les duels demesurés de la vie avec ses apats .voyant  un port très loin à l'horizon , je refoule ma deception ne pouvant débarquer je me contente d'embrasser de regard ses cotes et me laisse aller à la nostalgie  ,sachant que la vie sans moi était bien une réalité et non une vision illusionnaire du déprime je me suis permis un post en ma faveur sous le chant ensorcelant mon ame de la grande Nina SIMONE .

Friday, November 27, 2009

جودة الحياة ببلاد الفرح الدائم

جمعت شتات ذاكرتي داخل خبىء و ألقيت بها على الرّف ثم عدت و  سوّيتها داخل نضد من ذاكرة الأيام و وقفت أدير ظهري لجدار المعرفة أستطيب سكون الركون اليها و أستدلّ على الجهد ببعض الظّن حول قليل من تفاصيل الناس لأدّعي أنّي بالدّاخل أهتمّ تماما بما يجري كما أتجنّد لتتبّع ما يدور خارج الحدود الفاضحة لتفاصيل الذات .. مدّ يده اليسرى أو اليمنى وطلب حسنة كان البرد قارسا وكنت في زيارة ميدانية لمستشفى الأمراض العقلية ببلاد الفرح الدائم كان لا يلبس ما يجنّبه قسوة البرد ووجدتني حينها أفكر ان كان المريض العقلي أو عليل النفس عموما يهتمّ بما يشعر به من برد .. انتبهت اليه وجاءني غيره ثان وخامس و احتبست الدموع داخل قلبي .. لما لا يوفّر لهؤلاء الضّعاف ما يجنّبهم ذلّ السؤال و قسوة البرد ..حين مدّت احداهنّ يدها من خلف نافذة تطلب سيجارة تدبّرت أمر الحصول عليها و التكفّل باشعالها لها بعد أن سمحت لي الممرضة الواقفة خلفها وراء النافذة بذلك ..يومئذ شعرت بي تتنازعني المرارة و الأسى والفرح برحمة ربي وبما أنا فيه من النعمة ..  وكانت الغلبة للألم حتى تدبّرت أمر التناسي وقد عاد أحد المدوّنين ليخرج ذات المرارة ويرميني بها في وجهى فتذكرت مستشفى الرازي للأمراض العقلية ذلك الذي يمتد على بضع هكتارات و ينقصه الكثير من العناية  وبه مرضى  بحاجة ماسّة لمن يكفل أقصى الرّفاهية لهم الا أنهم لا يجدون الا الحدود الدّنيا من العناية و هم بحاجة لدعم الاطار الطبي و شبه الطبي وصيانة البنايات الموجودة و احداث غيرها .. انهم بأمسّ الحاجة لما يسمّى بجودة الحياة وليس من المعقول التعويل على عوائل المرضى بل على الدولة القيام بذلك بالاستعانة بجهد الجمعيات الأهلية والمؤسسات الاقتصادية والقيام بتوعية وطنية لصالح هؤلاء الأبرياء الذين يحسون الجوع و البرد والقيض و العطش و تنهكهم قلّة الرفاهية في المستشفى وهجر ذوي القربى لهم وبحاجة ليعيشوا انسانيتهم بالترفيه عليهم و ابتكار ما يقرّب الناس منهم ..لنخرج من ظلال الجفوة التي يعاملون بها و ردود الفعل الشائنة نحوهم .. هؤلاء الذين لا يملكون وسع الدّفاع عن أنفسهم و يتألّمون بصمت وجوههم العادية الجميلة الضعيفة سترونها مثلي..صادقة في علّتها طيبة المظهر و الوضوح .. علّك يا وطني المشاحن لجودة الحياة تنتبه على قدر وسعك لهؤلاء وتغيّر من تسمية شوارعك الواهمة .. للجهد في خدمة من ضاقت الدّنيا وذوى القربى بهم الاّ منك .. تمدّ لهم يد الحنوّ و تكفل ضعفهم يا وطني المداوم على ما تدري.. 

الحمد لله

اليوم عيد الاضحى و طبعا لم يكن بالحج تونسي تخوفا من ذلك التجمع الانساني الحاشد من العدوى بالانفلوانزا سيئة الذكر . كان ذلك قرارا  أفتى به مفتي الديار وقلنا أهل الذكر أعلم . وقد شاهدت كغيري مالتخذته المملكة السعودية من اجراءات حمائية بمطاراتها و احتشاد ثلاثة ملايين حاج هم بألف خير والحمد لله كما رأيت أن موت نحو أربعة حجاج بذلك المرض في تجمع بشري يبدو أمرا غير مذكور و حمدت الله الذي حفظ زوار بيته الحرام و كذّب كل التوقعات التي بالغت في التأكيد على النتائج الكارثية لهذا التجمع الديني و سبحان الله و بدون أن يذهب أي تونسي للحج أو يعود منه وجدت أن الانفلوانزا ومع بداية الشتاء بدأت تعصف ببلدنا و قد تم التأكيد على سرعة انتشارها حاليا ببلادنا و يمكن أن أعدد حالات غلق لبعض المدارس و الأقسام نتيجة انتشار المرض . و الجميع يعلم أن المرض يعكّر الوضع الصحي للانسان في أسبوع على أقصى تقدير وطالما أن الحجاج ظلّوا بمكة لعشرة أيام فقد سلموا باذن الله من كلّ سوء ولذلك فلما تم حرمان التونسيين كافة من الحج ... على الأقل كان من الممكن التقيد بتوصيات السعودية بخصوص الفئات العمرية التي يسوّغ لها الحج و استثناء فقط الطاعنين في السن و أصحاب الأمراض المزمنة ..سمعت أن حصّتنا من الحجيج سنويا 10 آلاف حاج وهؤلاء كان من الممكن أن يقع اختيارهم من الكثيرين الذين يتوقون للحج الا أنه يقع استبعادهم من القرعة للاشتراطات العمرية في السنوات العادية .و التوعية كان من الممكن أن تضمن سلامة الجميع .هذا الكلام من متحسّرة لفوات الفرصة على الكثيرين من التوانسة الذين تاقوا لحج البيت والاستطاعة توفرت لهم الا أن القرار حرمهم ذلك .أسأل الله العفو و العافية لي ولهم ولوالدي و لجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم و الأموات و لأتقياء بلد الفرح الدائم.. بل لأهله كافة و الحمد لله.      

Tuesday, November 24, 2009

ألم

ما أحوجني لوهم جميل و لبعض الخلل في الذّاكرة .. أشتهي تلك العيوب الأنثويّة ..  التي قد تهديني اللامبالاة و بعض الأنانيّة ..أتمنّى لو لم يكن الفهم أمرا مؤلما و بهذه الشدة الكارثيّة .. ليتني لم اعي معنى الكلام ولم أغرم يوما بقوافي الشّعر العربيّة ..حين أدهش ذات ألم من خفق قلبي لمستحيل لا يبالي بالقدوم وكشف البلاء  عن ناظري و مقلتيّ..أتحيّن السذاجة برفق لا أعي أيّ المرافىء قد تظلّ جهدي و الأوطان باتت معقلا للغوغاء و لكل الدّنايا وقديما كانت نعما هيّ ..أدري لما يتجمّد عقلي حول انكسار الارادة تلك التي تحذف الصراحة من قولي وتحبس الوضوح داخل حلقي يا وجع من رحلوا أبصر بنا واشدد أزرك برمينا في البحر ..اجمع ذكريات أحبّائك و بطولاتهم و أصمّ صوت الخزي لدينا .. أنظرني أنتبه اليك فقد عجلت اليك يا أيّها الوجع لترضى و أغثني بركابك شدّني الى حيث هم ليحيا قلبي بغير ذعري من الغد الآتي بتفاصيل الهزائم المتتالية و النكبات.. فصّلت الآيات لتلتئم الشّمائل فأشربنا الخديعة .. كلّ الأشهر الحرم انتهكت والحقّ غفا بمعصمي سبيّا بنظرة خشية للزمن الذي يمضي .أعتقد الوقوف  ذات محطّة دون أن أبلغ الجهد بملىء عيني بغير الجحود لمّا كنّا ذات نقاء .. وأندب حظّ هذا الزّمان منّا .. أنّا على رداءتنا لا نميز مروؤة ولا صلحا مع الذّات ولا مع الأخ الجنب ولا نهتم لضعف بعضنا..هو الاقطاع قد أذهب عقول بعضنا فعتوا على عته و ظنّوا علوّا وهم في الادبار جثيّا ..أكاد أسمع للحظ بعضهم يسأل هامان صرحا ليطّلع على السّماء كتلك الملهاة الأولى و أعظم بليّة ..ما أحوجني لأن لا أفكّر .. لأكون غيري فأنسى انتظار ألم يخبرني عن بعض مجد خطّه الأسلاف وقيل ذلك زيف وأسرجوا للتجديد منعا للتدبّر .. قتل الانسان كيف قدّر .            

Sunday, November 22, 2009

كابوس

زارني البارحة في المنام أصحاب الفخامة و السيادة والسعادة والجلالة ..فجحظت عيني من محجريهما و مزّقت  شعر رأسي غضبا بعد أن ضجّ  قلبي الغفلان من شرّ ما رأيت ..بين راحة الغفوة التي أهداني ربّ العالمين و تسميم منامي بحضورهم فيه رغم أنفي تقلّبت على الجنبين و كدت أموت غيضا..كنت في الصّحوة قد قرّرت أن أكفّ عن الاهتمام بقصص التوريث و التمسّك بالقعود على الكرسي حتى يحضر هادم اللّذّات و صرفت النّظر عن أخطاء النحو و البلاغة في خطبهم ذات قمم للأوطان و ظنّهم السّيّء بأنّهم صفوة الخلق و كان ظنّي الدّائم بأنّ شدّة سؤالهم يوم الحسم والحساب يجعلهم بنظري أشقى العباد وان كانوا لا يعلمون..حضروا جميعا و وجه الواحد فيهم كظيم و تذكرت ضياع المروءة بين أبناء الجلدة من سوء تدبّرهم أمور الناس فانفجرت في وجوههم أتدبّر أمر طردهم من حلمي شرّ طردة حينما احتبس الادراك داخلي يعلمني بمكبوت اليقظة . كانت مرّتي الأولى في النّظر اليهم من قريب .. كان شعرهم الفاحم بالسواد يثير غيرة شعري المختلط بشيب لا يذهب  .. و أردت المزاح مع بعضهم على وجه التّحديد بذلك الشأن ثم عنه عدلت لم أحبّ استبقاءهم داخل رأسي ما أبشع بقاءهم فيه حتى في الحلم ..كانوا يحملون معهم مظاهر بهرجهم و أحيط بي و لم أغبطهم حتى في المنام .. فقد كنت أحتفظ بقدميّ في الحقّ مغروستان .. أنّي لا أرى أفضليّة بالتّحمّل بأوزار مسؤولية السؤال عن عذاب الدّنيا لفلان وفلتان .فقد علمت جزع ابن الخطاب رضي الله عنه من سؤال رب العالمين له من تعثر دابّة في احدى مسالك الخلافة حينها .. فعلمت بعين قلبي أنّ من طلب الرّياسة هو بالفعل من كان ربّنا منه غضبان الا من رحم الرحمان.. حلّوا برجلهم وبجيادهم وبركبهم بحلمي فليت نفسي كم أن وجودهم مبعث للهذيان . قاطعت وجودهم داخل حلمي تماما كما هو دأبي و سلّمت لربّ العالمين نجاتي من رمزية الحلم و شؤم ما نطق به وجودهم داخل رأسي و أنبت اليه أمر التلطّف بي فهو الدّيّان .. من البحر الى النهر أصبت آخر الأعوام المنقضية بغيض ادارتهم لشؤون كافة الأوطان حين صارت الكرة آخر أسباب  الفتنة فيما بين شعب وشعب أيقنت أن غيظي سبب حضورهم عندي فطردتهم كافّة شر طردة وأحصيت الحاضرين جميعا لم أجد فيهم بعض الرياسة كان أحدهم سيدا لأحد مرافئى أسمّيه اسماعيل هنية و آخر أحب سياسته الخارجية بلطف همّه بما نجرع صاحب الجلالة المبجّل حمد بن خليفة آل ثاني ليتهم يصيروا قابلين للعدوى ليحملوا جميل ما هم عليه لبعض أولئك الذين سمّموا عليّ أحلامي و تركوني بعد أن أطردتهم رهينة وجع الرّأس و الأماني .       

Friday, November 20, 2009

حزمة تفاهمات

لا أرى الهدهد قال ..ضحكت من قوله وتسائلت وهل في بلاد الوحوش ظلّ للهدي عنوان .. علّها الحمّى أذهبت عقله و صرفت ادراكه عن النّظر .. كنت قد بدأت أحسب بنات آوى الحاضرات و أنا أميل لتجنّب زبد البحر و ملوحة النسيم عندما حلّ ظلام جديد   .. لم أتمّكن بعده من الحساب كنت كمن يتخبّطه الاجهاد من المس لا أنظر خلفي و لا قدّامي..  أسمع تنفّس صاحبي المقعد في شهيق يتلوه شهيق كان لحلول الظّلام دائما على نفوسنا وقع شديد فقط بنات آوى لم يكنّ يهتممن به ...  يواصلن الفحيح  ....  و في طفرات يعوين..   يصدّعن الأقدام والرؤوس و يماثلن طقوس أزلام العصور القروسطية في استعباد أرواحهن بمجانيّة المصروع على جيفة الفتاة . ونظرت لحزمة التّفاهمات المملاة على عجل .. و طبخة الفتنة السريعة بين قطيع الهنا والهناك و ان كان الجميع سواء في أكل فتاة الجيفة و الصدّ عن النّظر .. وبكيت غياب الهدهد .. علمت أنه رحل .. عن الدّنيا بلا ريب .. أكلت دابة الأرض منسأة الرّسول و دلّت أفّاقي الأرض على افتتاح سنوات أن لكل امرء ما سعى    ..  و تذكّرت كيف أنّ المستحيل ممكن بلا ريب ... في الظنّ حينما تهشّ على غنمك بأنّك سفير لحزمة التفاهمات تلك تأتي لتمليها على جزء من القطيع و تصعّر ظهرك لباقي البقيع وتقول يا غنيمتي امسحي فمك اليوم لا ثغاء بعد الآن و لا اختلاف في الألوان ... هناك حاجة مرحليّة لألقي ببعضكم في البحر حفاظا على حزمتي الغالية التي تضمن لي قيادة القطيع و قهوة مستوردة غالية و بعض امتيازات لن أخبر عنها حفاضا على الآداب العامة .. لقد شأت ياقطيعي أن أهشّ عليكم بأكثر قسوة ... بعد الآن لا صوف و لا لبن سيمضى لثاني القبلتين فلتنزع عن نفسها القبلة شوكها و دهان التعب عنها و الجوع ... اليوم أهتم للجلد المكوّر بعد انتهاء اللعبة ستنفخن يا بنات آوى تلك النار التي اشعلتها وبعض الحلفاء ..تطلّب ذلك منى قليلا من الجهد فما أشدّ العصبيّة ههنا ..ستزول العلاقات بين القطيعين مرحليا حفاظا على كرامة المرحلة الراهنة وانظروا لابني يثغو مثلكم لا أقبل تمرير عصبية ذلك القطيع الآخر بعد الآن .. أطلق صاحبي زفيرا بعد شهيق مجهد وبكى و سألني ان كان سيطلق النّفير الآن ..كنت واياه نبكي مفازة جاست فيها الضباع وبنات آوى و الذيب و كلّ سبع جائع و شبعان .. كانت الظّلمة الجديدة قد جمعت فصولا للتّيه لغير القطيع المخزي للمرّة  الأولى  ..بين الوطن السعيد و الأخضر وأم الدّنيا و الشهيد بعد المليون و شجرة الأرز و الرافدين ما أغبى سير القطيع على صوت الغربان النّاعقة وحزمة التفاهمات و المكر المتعالي في كوننا نشهد كلّ مرّة مخاضا جديدا لوجودنا ..زفر رفيق الدّرب زفرته الثانية المحكمة .. كان يجيد الكلام أفضل منّي و اشتهى أن ينبت له من فوق الجلد الأملس صوفا ليفنى كعلامة فارقة ..و يدخل ذلك القطيع حتى يهشّ عليه من بين الغنم ..ويكأنّه ابتذل عقله لما اشتهى ... وتلك أمنية النّعسان عندما يحلّ بفنائه النّعاس...  فيبدأ في التّشاغل بحساب القطيع الافتراضي .. أي صاحبي اجمع كيدك كيفما شئت .. لا يفلح القلب الولهان بدعم القطيع في التحوّل لبعض تلك الشّياه ألا ترى ..حينما أنام على وطن يأكلني السّهاد و يلفظني جاحظة العينين و سأسرّ اليك يا صاحبي بعيدا عن بنات آوى بأنّي مثلك رأيتني في المنام وقد نبت لي الصّوف و طالت أذنيّ و قد أطرقت رأسي آكل من العشب و عصا الذّيب تهشّ عليّ من كلّ حدب و أنا لا أكترث لباقي القطيع و لا اليك و لا لغياب الهدهد و لا لنتيجة المباراة ولا للنائمين في العراء ولا لمن ماتوا أمام ناظريّ على شاشة الجزيرة الاخبارية ولا لحقنة الانسولين التي يجب أن أعطيها لأمي و لا لكتابي و لا لحزمة التفاهمات المعلنة ولا الخفيّة .. كلّ لام النّفي الى انقطاع النّفس تحظرني حينما في المنام أرى نفسي شاة يهشّ عليها الذّيب و لا تجفل بل تظلّ حيث هي الآن  .          
 

      

Tuesday, November 17, 2009

اغفاءة

غفت الكلمة و تمطّت .. خلعت زينتها و ظلّت عارية من الزّيف .. راقبت اقتراب فكري منها فأدارت له ظهرها .. ثم عادت فتمطّت و اجتمعت للمعنى وتبدّت كان فكري حينها شاردا يقبّل السماء المفتوحة في انتظار الألفة ليسعد.. ببعض الكلم غيرها ..حين غفت تلك المجنونة كنت من أشدّ معجبيها .. و علمت رواية أنها تلبس عديد الأقنعة  .. والفرح لديها عند كل قناع تزيله ظلّ لقوس قزح .. كنت أهتمّ للمسمّيات و أرفع وجهي لأري عينيّ السماء  لكي لا ينسيا ألوان الطّيف و يفرحا و انتبهت أني أدهش كل مرة لتقوّسه .. و احتلاله للسماء . غفرت لذات الأقنعة الجفاء و قلت سأصرف جهدي نحو الفعل .. حينها   ..  بلغت من زمني المساء كانت الظلال تدعوني للغفوة أيضا صرفت اهتمامي عمّا ظلّ من زمني . حضر الجهد و أهداني آخر أنفاس التعقّل و أبدى لي غمار الوحدة و عديد الكلمات الضالّة .. و كانت هي تألف اجهادها و تطردني كلّيّا من طواحين الصّور و لزمن فهمتها حينها كنت قد ألفت .أوامرها وتجشمت خطر القعود بظهر يعاند الريح و يتمطّى بدوره أينما وجد .       

أنا 2

أنا خبزيستية و لوني الأخضر لكن ذلك لا يمنع أن لي قلبا أعقل به ويدا كففتها عن الحرام و لسانا اشتغلت به بنفسي وبالله و تركت أمر الناس لخالقهم فهو الذي في السّماء الاه و في الأرض الاه و اليه نردّ فيجزي كلّ بفعله ..علمت أنّي اذا ما انتهى نهار عمري وحلّ ليله ما حملت سوى فعلي رفيقا حتى راقبت قوله تعالى "ومن يعمل مثقال ذرّة شرا يره "فعجلت للالتفات عن الدّنيا كي لا تطالني سهام غدرها و علمت أن الدنيا وطني الملىء بمن هم مثلى خبزيستية لا لون سياسي لهم ينامون على أمل الفعل و ينهضون صباحا و بعضهم يصلّي و الآخرون يسارعون لشرب القهوة ثم يسير جميعهم لبعض الفعل حيث تسيّر دواليب الدّولة .. تطال العبثية بعض ألحاظنا و لكنّا نواصل العيش سوية فرادى وجماعات و يظل البعض على تواضعهم و الآخرون يتهافتون على الأثقال يسومون وجوههم بأنفسهم يجتهدون في النفاق و يتحمّلون أوزارهم و أوزار من ظلموا يشرون عرض دنيا لن يظلّوا فيها سوى ساعة كانوا فيها يتهافتون .. أنا خبزيستية أحب الخبز الحاف و ما ستر من اللباس و أشتهي سبل الترفّق بأخي و يضجّ قلبي لأتراحه.. لا أحبّ ظلم أحد و لا نهب أحد و لا السخرية من أحد و لا التداعي على أحد و لا ظنّ السوء بأحد و لا تمجيد أحد و لا تأليه أحد و لا تزكية أحد و لا تحمّل وزر أحد ..أنا خبزيستية لا أقرّ الفضل لغير الله و لا صفة أفعل التفضيل لسواه ولا أصنع محاريب للناس أتعبّدهم و لا أخطىء في ادراك منزل المطر من المزن الّاه..أنا خبزيستية أجزم بأنه كما نكون يولّ علينا و أنه كما ندين ندان و أن من جافى أمر  الله و رسوله بالامتناع عن الظّلم سواء بقول أو عمل سيلقى رقيبا لا يضيع لديه شيء و أنا خبزيستية أتمنى حسن الخاتمة لي و لقومي جميعا لعلمي بأن الحياة ساعة لا أكثر للتعارف تنقضي عنّا جميعا .. فنردّ لعالم الغيب و الشهادة حيث توضع الموازين بالقسط فتلقى كل نفس ما قدّمت محضرا و الحكم يومئذ لله .. فتعسا لمن كثرت يومها مغارمه و أنفضّ عنه مريديه و كلّ من بالدنيا أحنى له الجباه 

Monday, November 16, 2009

لا الاه الا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين

لا أحب ّأن أحبس الحزن في بعض الكلمات لأنّي أعتقد أنها تظلّ قاصرة عن اثبات الألم و لأنّه من الصّعب أن نبرّ الرّاحلين بالرّثاء عليهم و الكثير من الحزن يتشتت بين الجزع على من خلّفوا وراءهم و الألم لفراق من نعرف .. ولكنّي وجدتني أكتب و قد رحل أخ كريم في السادسة و الثلاثين يقول البعض أنه توفّي بانفلوانزا الخنازير ...درسنا سوية في الثانوية منذ خمسة عشر سنة خلت و هو من بين الأجوار  و قد علمت بزواجه من فتاة فاضلة خلال شهر أوت المنقضي وهي أيضا من بين أتراب الصبا .. رحمة الله عليه ما أطيب خلقه سبحان الحي الذي لا يموت سبحان الله العظيم أسأله برحمته أن يرحم موتانا وموتى المسلمين ويعافي جميع مرضانا و مرضى المسلمين و يفرّج كرب المكروبين فهو ولي ذلك و القادر عليه .    

Saturday, November 14, 2009

الّي في عينك حلا موش من المنتخب جا" "

آنا في الحقيقة نفهم في الكورة على خاطر ملّي خلقت و آنا انتبع في الافريقي الّي في الحقيقة عندي أحب من المنتخب و لأسباب عديدة انو جمهور الافريقي .. طلعت و الا هبطت الهيئة المديرة .. ينجم في كل مرة تفسّد الأمور انو يوقّفها عند حدها أما الشّعب التونسي ما عندو حيلة جامعة الكورة تتعامل معانا قولش عليها مونارشي من القرون الوسطى تخبطلنا في عصابنا كيف القرنيطة وما عندنا ما نأثروا فيها هذاكة علاش و لأني عندي أنتسدون في العيلة متاع مرض السكر انحب الافريقي أكثر من المنتخب ..اي حتى في هاك العشرة السنين الشايحين..كمشة كبارات يجبدو في المالية من جيب الدولة ويمدو فيها للقورة راتي ما يفهموا شي في الكورة   ..عملة صعبة و كان تحطت في تنمية العباد والبلاد خير.. تتمد لقمة باردة لأجنبي جاي ما نعرف منين ولا من رقيب . ياخي معقول انّو منتخب وطني تتلمّدلو على الأكثر توانسة يعيشو في خمسين األف دولة أجنبية لا يعرفوا بعضهم و لا لعبوا ضد بعضهم و لا عندهم لحمة ياخي هذومة كيفاش يلعبوا على المريول .نهارت الّى تحكى على البنزرتي باش يراني المنتخب ردّوه حكايتو فارغة و الّى هومة أدرى بمصلحة البلاد ياخي موش هومة الّي مكسريلنا روسنا بشعار "الى في عينك حلا موش كان من البرة جا " الله لا تربح الّي ما يحشمش .شوفو المنتخب الجزايري الّي على الرغم من نصف الخسارة لعب و أقنع أما نحن يا كبدي ناقص كان باش يقعدو يعملو شيشة في وسط الملعب .. من البارتي متاع الذهاب ضد نيجيريا بانت الحكاية أهوكة علاش سمعت التوانسة تصفق ضد المنتخب في آخر اللعبة في المقهى الّي مقابل الدّار ومعظم التوانسة تأسفوا أكثر على المنتخب الجزايري الّي انشاالله يتمكّن من الترشح على خاطر ملاعبيتو رجال وقفوا اليوم كيف ما يلزم و عكستهم الكورة ..بالله عاد أرحمونا و فكّونا من هاك الكمشة وجوه المصددّة الّي كل مرّة يجيبونا التالي ونتمنّاو انو الفلوس الضايعة على منتخب الضايعين والمدربين الفاشلين تتحط في حاجة تصلح و كان فمّة فلوس زايدة وما عندكم فين تحطّوها أبداو قيدو أسامي هاني من جملة اللي باش يتطّوعو باش تعطيوني غرفة ...و مدّو للشعب الكريم خلّيه يعيش ياخي هاك المدرب الفرنساوي لومار اللي ما يشم شي في الكورة يخلص بالعملة الصعبة يا كبدي ما يحزّم الكورة الأرضية باش تقوم تشطح و آنا الي باش تدفن عظامي في ها الأرض نموت هكّاكة ... يزيّيونا عاد على القليلة طردو المدرّب و أعضاء جامعة كورة القدم الكل ومالاخّر ماضبية الملاعبية يبداو من تونس ويلعبو في تونس على القليلة يعرفو لعب بعضهم و تكبسهم العيشة في البلاد موش يهز فاليجتو ومعادش يهمّو طابت و الا تحرقت .و بالنسبة للافريقي الي نموت عليها ماضبية زادة الطردو هاك الأنترينور الله يهلكو باش يقضي علينا ها الفرنسيس ماوراهمش الربح و دامت الافريقي جمعيتي الحبيبة الغالية و انشالله تفرحنا في موسم التسعينية سنون ميسالش و انشالله مربوحة للجزاير الماتش الجاي .   

Thursday, November 12, 2009

تطفّل

كنت راجعة لمنزلي و الزمان قد جاوز منتصف الليل بقليل ..كنت راجعة من توصيلة سريعة لقريبتي وتملّيت الشارع و رأيتها مجدّدا ككلّ ليلة ..لم يكن من الصعب ملاحظتها بجسدها المكتنز و حركتها البطيئة في عبور الطريق من ضفّته اليمنى الى اليسرى ثم العكس ..وهي تتأبّط حقيبة و تمعن بدورها النظر في السيّارات العابرة .. من السّهل الادراك عن سبب تواجدها بالطريق و سبب حركتها البطيئة يبدو أنه عادت حركة الهوى لتصيب الرصيف ببعض القيء ... ووجدتني أشفق عليها .. منذ ما يزيد عن عشرة أعوام كان هناك غيرها و أقسم أني أنقل ما حدث ... انتهت المسكينة مقتولة بأحدى الحضائر المجهولة ..وكانت على غير هيئة هذه ..عجوزا نحيلة سمراء و كانت تتخذ لها من الشارع الرئيسي منطقة  خاصة تذرع الرصيف جيئة و ذهابا ..و تسبّ اذا شاءت .. و تطلّعت الى الجديدة و تمعّنت فيها .. كانت لا تزال محتفظة بمظهر عادي لولا تواجدها الغريب على حافّة الطريق متحفّزة لوقوف أحدهم .. أغضبني منها أن نظرتها لم تكن تعكس أي ألم أو توجّس ممّا تمتهن ..فقط الترقّب لحريف ..انقشعت الشّفقة و حلّ الغضب متى ينجلي الكبد .. لا أرى غيره يساور وجه الشارع الرئيسي بعرض لتجارة الجسد ..الّليل كعادته لم يكن مباليا و كنت مستيقنة من اجهاد الأرصفة بثقيل الخطايا والمتع المجهدة و ظننت أن بعض من اغتال الحياء من القلوب و سرق بسمة الشفاه كان ليفرح ببعض تلك الشّعارات الممجوجة التّالية للمبالاة تلك التي تتطفّلت على ذهني و أذهبت الاهتمام بتلك المسكينة .. كان بافروتي يصدح داخل روحي باحدى تلك الأغنيات الحزينة ولم آبه فقد افتقدت شجن العبارة بذلك الصوت الرهيب .. استمعت بدون جهد فتلك كانت احدى متعي الخاصة المحبّبة .. وانتقلت من جهد التألّم لتلك .. لمتعة الامبالاة على صوت بافروتي و وصولي الى البيت .   

Sunday, November 8, 2009

أنا

سئلت عمّن أكون و قرّرت أن أجيب و أنا لا أدري  .. حقا ان كان من الممكن اختزال الذّات ..أقول أنا كيان افتراضي ليس لي من الواقعية سوى ضمّ الوجع المتهالك على أبواب كثير من النّاس لأعلم .. ليس فضولا عمّا يحدق بنا جميعا من الأنحدار و لكن غرم الانسانية و الاهتمام للآخر و لا شيء غير ذلك ..لا تخطيط للأمس و لا ترقّب للغد ويومي نظر في أحداث من أحب أحتار ان كان الشعب المصري سيتخلّص من وجع الوقوف في طابور  الخبز و ان كان اللبناني سيشفى من الطائفية و أبهت لما يصير للأقلّيات المتألمة داخل الوطن العربي من البحر للنهر و أضجّ بالعلمانية ببلدي وينهكني ترقب الجلاء كل الجلاء عن بغداد ..أحسب وجوه الشّهداء من أرض ثاني القبلتين و أنهار لجحافل المنافقين داخل أمّة الاسلام هؤلاء الذين باتوا سرطانا يهدي أمّتنا كقصعة لجياع العالم .. و أحلم نفسي ببعض  بطولة .. و في كلّ ذلك أنا فقط انسان .. حمقاء لا أغادر الوجع بسابق اضمار

 عمري الافتراضي أقسم سبعة عشر عجافا لم أزد بعدها فكرا فقط بعض الاجهاد و ألاحظ الناس من بعيد لا أخالطهم .. الرّيبة أحد خصالي و سحري تقييد الذّات .. أكره كلّ الشّعارات التي قد يرفعها أيّ انساني عربي و أشتهي لنا جميعا قليلا من الفعل و التحرّر من تأليه بعضنا بعضا و التدنّي أمام أطماع بعضهم ليحيق بنا كثير من كيدهم  فنغفو على ألم الجار و نصعّر الخدّ لدمائه اذا أريقت نتكبّر على وجعه و نسرف في اللاّمبالات ..أنا شيء ما ..لا يمكنني أن أقول حقّا ما أنا فلم يسعني قط التّفكير ..وبدون ادّعاء هذا سؤال يقتضي شيئا ..من التدبير ..ولن أستعجل الجواب أي أخي . ..              

Saturday, November 7, 2009

أنا لست فاطمة و ان كان المسمى من أحب الأسماء لقلبي

بكل حيادية أجدني مظطرة للكتابة في شأن ليس من المنطقي الكتابة فيه طالما أن الصورة لاتظل ضبابية و من لا يملك رؤية واضحة فمن المنطقي ألاّ يتدخّل و الاّ كان بدوره آداة للتظليل ..شدّني تواتر الشعارات على البلوغسفار حول مسألة ايقاف احدى المدوّنات و التّعريض ب"توقيفها" و الحديث عنها و كأنها شهيدة و كأنها قديسة تسبقها الملائكة لتعلن طهارة قلمها و فكرها بحيث لا يسوغ أن يقع التحقيق معها أو توقيفها ولو تحفظيا . أو تجميع الأدلة ضدها . في الدول الديموقراطية التي تحترم فيها الشعوب مؤسسات الدولة و القانون لا يقع الخوض في مسألة هي من أنظار القضاء حتى يقول كلمته و لا يتم الحديث أصلا الا متى ثبت بالدليل القاطع ما يخالف ما تم القضاء به أما أن يظنّ أيّ كان بحصانته من التتبّع داخل أيّ مجتمع مدني فهذا شيء يسمى شريعة الغاب و ليس مجتمعا مدنيا . للذين سيمقتون كلامي انا أتقبّل ذلك لكني أتسائل أين المنطق في طريقة تفكيركم الأمر ليس حميّة و الانتصار لأي شخص  بدون الوقوف على الحقيقة فالرجاء أن يتريّث الجميع في اصدار الأحكام المسبّقة و للّذين لا يفهمون آليّات العمل القضائي و التتبع العدلي أبسّط لهم بعض أبجديّاته :ان الضابطة العدلية و هي في هذه الحالة "القرجاني" تتولى معاينة الجرائم وتتولى البحث فيها بصورة مبدئية و خلال ذلك يمكن بطلب من الظابطة العدلية  استصدار اذن قضائي في الاحتفاظ بذي الشبهة  لمدة لا تتجاوز في كل الحالات ستة أيام حتى يتم القيام بالأبحاث الازمة و الدليل على ذلك أنه يحتفظ بها بمركز الاحتفاظ  ببوشوشة و بعد ذلك يحال على النيابة العمومية لتقرر بشأنه ما تراه على ضوء الأبحاث الأولية  فاما بترك سبيله لعدم ثبوت قيام أي جريمة ضده أو توجه نحوه تهمة من أجل جريمة معينة و يحال على المحكمة المختصة ليقع محاكمته طبق نص الاحالة .وبالتالي فلكل من غلى قلبه من أجل المدونة فاطمة وعدم وضوح سبب الاحتفاظ بها أعلمهم أنها لا تزال في اطار البحث الأولي ولم يصدر ضدها أية تهمة بعد وهي بحالة احتفاظ و ليس ايقاف ومن المعيب الحديث من باب الجهل بحقيقة الأمور و تهويلها عن تقييد  الحريات و الا كان الأمر نوعا من الذاتية و الغلط الواضح و التسييس المجاني لاجراء قانوني و بالتالي فان  لم يقع اعلام المحامية  بسير الأبحاث فذلك  أمر بديهي لأن دور الدفاع يتحقق انطلاقا من توجيه التهمة على ضوء الأبحاث الأوّلية فأي دور للدفاع قبل ذلك معدوم فماذا اذا قررت النيابة عدم  توجيه أية تهمة ؟ .وألفت النظر الى أنه يوجد قانون خاص يتعلق بالجرائم التي ترتكب بواسطة وسائل الاتصالات الحديثة و أن الحريات داخل المجتمعات الحديثة تحدّها الظّوابط المعينة بالقانون الوضعي و لذلك يمكن المرأ نقد القانون وحتى انتقاده ولكن لا يجوز أبدا مخالفته . و لذلك  من يظن أنه له الحق بقول ما يشاء فليسأل أهل الاختصاص في القانون أو ليطّلعوا ببساطة على نصوص القانون الوضعي بالرائد الرسمي للبلاد و يثقّفوا أنفسهم فلا يعذر أحد بجهله للقانون .أنا ليس لي أي انتماء سياسي أو حزبي وما أقوله موضوعي من وجهة نظري و أنا ومع اختلافي الشديد مع المدونة أرابيسكا انما أردت أن أبسّط وجهة نظر قانونية لما يحصل و ازالة بعض الفهم الخاطىء للقانون و آليات العمل القضائي التي يحدّدها القانون و للتأكيد على أن التدوين يجب أن تظل له ظوابطه والا صار التظليل و انتهاك المنطق و القانون هو السمة الغالبة فيه . وفي الختام لكي لاتضحك          بقية الأمم من جهلنا وقلة احترامنا لمؤسات الدولة التي لا ترادف أي حزب أقول" تريثوا ولا تتسرّعوا "...هههههههه لا مهواش كلام عادل امام أنا أعني ما أقول أنظروا لشيراك كان رئيسا سابقا وفرنسا التي حكمها تحاكمه بالعربي هذا اسمه علوية القانون و لم أسمع بوجود مدونين ملائكة يمشون في الأرض و هذا العالم الافتراضي له ظوابطه و من أدراكم لعل البنيّة يترك سبيلها لعدم كفاية الحجة .ما هذا المنطق الممجوج أو هي حرب استباقية على الطريقة الأمريكية . و للمندفعين لا لأصحاب الحسابات الضيّقة أقول ان أهمّ سمة للعيش داخل المجتمع المدني هو احترام القانون مادام قائما ومن لا تعجبه القوانين فهناك أساليب حضارية للتغيير أما الانحراف عن مقتضياته فالجزاء المقرّر به يبدو أمرا بديهيّا  و ليعالج كل واحد فينا نقص الفهم عنده بالسؤال ثم ليتحدّث بعد ذلك .. و لكلّ من سيشتمني شكرا أنا من تابعي قوله تعالى "وادفع بالتي هي أحسن"  وأرجو أن يعمّ بعض الخجل بقلوب بعض المدونين بهذه البلوغسفار لتسرّعهم في الحكم عوضا عن الاحساس بالحزن ..

Monday, November 2, 2009

خواطر مرورية

منذ عدة أعوام كنت أستمع لتبرّم البعض من معارفي من الحركة المرورية  سخطهم من الاكتظاظ ..الهمجية وبعضهم كان يزيد على ذلك بانتقاد هندسة الطرقات  وكنت أجد ذلك تفكيرا غير سوي .لأنه بالنسبة للاكتظاظ فلطالما اعتقدت أن لكلّ الحق في السّير بسيارة على الطريق العام وبالتالي فلماذا الغضب من أمر نسوّغه لأنفسنا و أما الهمجية فمن لازم الحيطة و الحذر سلم ما لم تسبقه يد القدرة في صرف البلاء و الا فالهمجية على الطريق أمر مبالغ في الهزلية أحيانا حتى أنك بقليل من العمق ستضحك كثيرا من تصرف بعضهم .فقط أني كنت أعتقد أن هندسة الطريق أمر بالغ التعقيد و فني بحت لا يجوز الخوض فيه من العامة لأن الحكمة في نظري تظل حكرا على بعض أهل الاختصاص ..حتى نظرت هذه المدة و قد غادرت حكمة القواعد و الاختصاص لنظرية المؤامرة .ههههههه ..على الأقل أنا أعترف بجنوح عقلي ...المهم أني و اعتبارا لكوني من مرتادي الطريق الرابطة بين الكرم و أريانة مرورا بالبحيرة و المطار كانت الطريق لمدة سالكة لا مشاكل و لا اختناقات مرورية ولا مطبات حفرية و لا مشاكل هندسية طريق مستقيم و يمكنني بالقليل من الاجتهاد لولا الحياء أن أكتب فيه مرثية ..نعم فقد انتهى ذلك الطريق و تغيرت معالمه على نحو كبير .فخلال الربيع حضرت شاحنات و أجهزة عجائبية  فتم نقره و ازالة ما كان صالحا منه وبدون أي مبرر أعيدت كسوته و حينها تأسّيت على ضياع الصالح و الأموال العمومية ليعاد للطريق نفس الوجه مع مخفّظات سرعة بديعة و كأنّا نسير جميعا بسيّارات هامر قادرة على تذليل الصعاب -مؤخرا تدخلت الشركة التي أتمت الأشغال لتحدث تعديلا في مخفضات السرعة لتسهيل السير فوقها -المهم أني لم أفهم سبب اعادة طريق جيدة على مسافة مهمّة و الحال أن الكثير من المناطق تندب التّعبيد و يا حسرة على مدينة مدنين الطيبة ..المهم .. المصيبة ما حصل بعد ذلك في هندسة الطريق الذي تم تعويج استقامته لندوخ في الدوران في بعض أجزاء البحيرة . وكأن البلدية تعمل على تكريس شعار اعرف بلادك ..الأمر في الواقع بنظرية المؤامرة يأخذ بعدا آخر ..فعلى مستوى السفارة الأمريكية و بعد أن كان الطريق سويا يفضي على مسافة قصيرة الى البحيرة مباشرة صار الطريق محوّلا نحو تفريعات متعددة  و عجائبيّة و اختناق مروري بائس و غريب حتى أنك بالفعل لا تفهم اذا دخلت في هذا الانعراج أو ذلك الى أين يمضي بك الطريق .. و ان كنت تسير عكس الاتجاه اللازم و في الثاّنية اللاحقة ستحدث كارثة مرورية تصيب أهلك و الكثير من العائلات بالكمد ..أنا لا ابالغ و لكن هندسة الطريق صارت كارثيّة و  تفوق أشد درجات الغباء في التصميم ..و من يعرف حالها كيف كانت لا يمكنه الا الرثاء لما صارت اليه  ..أما أنا فهذه الطريق علّمتني ألا أجلّ بعد اليوم أهل الاختصاص و أن أنصف المتبرّمين في تشدّقهم بحماقة مهندسي الطرقات و بخيارات المجلس البلدي ..و ثانيا أني صرت أجد انحرافات ذهني نحو نظرية المؤامرة نوعا من التّسلية فاليوم نظرت الى جانبي الطريق .. لتلك العمارات الفارهة التي تنتظر من يدفع المال لشرائها و جزمت أن الطريق الجديد بكثافته المرورية المتزايدة يوفّر لأصحابها اشهارا  مجانيّا..طبعا الأشغال لا زالت مستمرة و لم تنته بعد و لكنّ الأكيد أنها ستظلّ على تعقيدها الحالي فيا حسرة على البساطة التي كانت عليها و يا أسفي عليّ و على غيري من مستعملي هذه  الطريق ما أتعس أيّامنا مع كل هذا التعقيد ..اليوم لم أفتح نافذة السيارة لأترك النسيم يلقي تحيّته عليّ فهو على علمي مشحون ..بأمور كثيرة لا أفهمها ..في الأخير لم أشهد اختناقا مرورياّ قط الا ووجدت على مرمى حجر شرطي مرور يسير حركة ..المرور        









































































































































  ..

Saturday, October 24, 2009

السّير على الحافّة

كالعادة حينما تردادني الكلمات بدون سابق انذار تتطفّل على عقلي و تملي عليه ما تريد حين يغادرني الأنا و يحل بي ذلك الأنا الآخر ليختلط أمري عليّ بالحاح ..توقّفت عن العمل و قد ضجّ قلبي بكلمات لم اكن متيقّنة ان كانت تحتمل أي معنى بعد أن ظلّت تقنيات اللغة امكانات الماضي . كنت قد خرجت بحثا عن العلف للخروف الذي قرّر أبي احضاره قبل شهر من موعده  و أنا أفكّر بيني وبين حالي من اضطراري القسري للعناية به لما ظلّ من الوقت و التفكير فيما اذا كان من الهيّن بعد مرور الوقت  التقدم به كقربان لربّ العالمين . سامح الله أبي فكلّ هذه الأعوام كانت عيناي تفيضان من الدّمع عند ذبح خروف ظل عندنا ليوم وليلة .. و ما ترى يكون حالي مع هذا الضّيف الذي سيمكث لشهر و ليس هناك غيري للعناية به .. توقفت عند البائع الأول و سألت عن سعر العلف .. تردّده في الجواب جعلني أشكّ فيه ولذلك فقد قمت بالتجوّل في المنطقة كلّها حتى لقيت بائع علف غيره و أيقنت أنّ الأوّل سارق و فرحت أن كهولتي قد أسعفتني بأذن يمكنها التّمييز عند محاولة التّظليل ..ألقيت بالعلف بالسيّارة و رحت أنفض ما التصق بأدباشي منه و أنا أتحسّر على ما نال السيارة من أوساخ وانطلقت في طريق العودة الى المنزل كان هناك سبعة صبية على جانب الطريق الواحد تلو الآخر يتبارون في عدم السقوط عن حافّته ..كانت تلك أحد البهلوانيات التي مارست طيلة أعوام الصبا .. أطلقت نفير السيارة سعيا لتشتيت انتباههم علّ بعضهم يسقط عن الحافّة و لم ينتبه منهم أحد.. ظلّوا على تركيزهم و كدت أتوقّف لملاحقة خطوهم و السّير على الحافّة مثلهم .. كنت في ما مضى أرفع يديّ كتقنية للمحافظة على التوازن تماما كما رأيتهم يفعلون الاّ أنّي وبخلافهم لم أكن أتبارى مع أحد ..كنت ألهو بالسير على الحافة و كلّما قلّ عرضها كنت أجد متعة في عدم السقوط .. وأحيانا كنت أسقط بدون سبب و تدمى يداي وركبتي فأغضب و أحرج قليلا من ضحك البعض من رعونتي و لكنّي كنت أرجع للسير على الحافة مجدّدا ..تمنّيت لو وقفت و لكنّي لم أفعل فلم يكن من الممكن أن أفعل ذلك و قد يظنّ بي الخبل ..  ظلّ عقلي مشغولا بذلك و قد تهيّج بلهفة لعمر الصبا ..  لمجرّد حدث واحد هو السّير على حافة لا يزيد ارتفاعها عن عشرة سنتمترات و عرضها كذلك ..الكثير من العمل ينتظر الانتهاء منه .. أمّا أنا فأجدني أقلّب فرصي الممكنة للسّير مجدّدا على  أيّ حافّة    

Friday, October 23, 2009

علبانيّة .. مقيتة

خلقت في بداية السبعينات  و كانت البلاد حينها علبانيّة ..المناهج التّعليمية ترتكز أساسا على المواد العلمية و لا وجود للخلفية العقائدية سوى في مادة وحيدة تسمّى بالسّير و العبادات وتتناول أبجديات السيرة النبوية وأركان الاسلام الخمس و تتطلّب القليل من حفظ آيات القرآن من قصار السّور و بالثانوية ولنحو ثلاثة أعوام ندرس مادة التربية الاسلامية لساعتين أسبوعيا وكفى ..و تنتهي علاقة التونسي عند ذلك الحد بالدين وفي هذا فليتنافس المتنافسون .. طبعا اليوم وفي أيام الكهولة أتملّى ذاتي كصنيعة العلبانية لأنّي أظنّ على المصطلح الفعلي "العلمانية " أن يعبّر على شيء من السياسات المعتمدة في شتى القطاعات بداية من المناهج التّعليمية نهاية لما يصدر عن نوّاب الشعب من ...قوانين  ..و العلبانية من كلمة علبة بمعنى ذلك الشيء الفارغ الذي جعل ليحتوي كل شيء الفراغ و التسويف و حتى الرّداءة ..يقول تعالى "و ما خلقت الانس و الجنّ الا ليعبدون " كم من تونسي سينظر لهذه الآية الكريمة على أنها لاهوت و تنظير بل كم من تونسي يحسب الشيطان فكرة كرتونية من خرافات الزّمن الغابر ..أقول علبانية لأن حرّيتنا العقائدية و أرواحنا ضمّت لعلب الجري في الدّنيا جري الوحوش فصار المرأ فينا يتجرّأ على الله قولا وفعلا و يخاف الناس و يوقّّر من لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ..و صودر حقّنا في المعرفة الحق .. ولا أدري اليوم اذا كانت رسالة الغفران بما تضمّنته من شرك أو قصّة السّد بما تضمّنته من مجادلة عن سرّ الوجود قد تنفعني و قد مضت سنوات الشباب جميعا من دون أن أحبّ الله أو الرسول كما ينبغي لي أن أكون .. معتقدة بأنّي بأفضل حال لمجرّد الايمان بأن الله موجود ... اليوم وقد تخطّى بي العمر أيام الشّباب أقرأ القرآن فأبهت لما ضاع من عمري و ما فرّطت في  جنب الله وكم كبائر استصغرها قلبي الأعمى عن أبجديّات الايمان .و لا أدري لماذا العلبانيّة قد صادرت العقيدة في حين أن الدولة العلمانية بحق تسيّرها حكومة تقنوقراط تعتمد بالأساس على مؤسّسات الدولة فلماذا انحرفت الفكرة ليصير هناك عداء لعقائد الناس ..لو كنت يهودية لتلقّيت تعليما دينيا خاصّا صارما داخل هذا البلد دون أن يعترض أحد ولكنّي مسلمة و لذلك فانّ ما و جدت  التّسويف و الالتفات عمّا هو غذاء لروحي والا كيف تدرّس رسالة الغفران للمعرّي بما فيها من تهكّم على المعتقد الديني للمسلم وتقدّم لي على أنّها مادّة أدبيّة دسمة و لقد ظننت ذلك فعلا و أذكر اليوم كم شغفت بما جاء فيها ولم ينكر قلبي الجاهل حينها شيئا مما كتب ..ان كانت الدّولة علمانية فلا ضير ولكن ذلك لا يعني أن نكون دولة لا دينية تهمّش البعد العقائدي لمن يرغبون فيه هاهي  اسرائيل كيان  علماني و لكن حرية المعتقد عندهم مكفولة .  و رحمة بالأجيال القادمة أصلحوا المناهج العلميّة حتى لا تصنعوا وحوشا للمستقبل و تجعلوا من هذا الوطن مفازة ... انا نقضّي سنوات مديدة على مقاعد الدراسة و لذلك فمن واجب الدولة أن تقدّم معلومات مستفيضة عن العقيدة خلال السنوات الأولى بالذات و الا فكيف يمكن للمرأ أن يعرف حلالا أو حراما ..يا الاهي اني أتفاجأ بالكثير من الشّرك فيما أعمل اليوم و أنا على عتبة الأربعين فيا علبانية الثلاث و الستين عاما كم من مسخ أهديت الدّنيا ..  اليوم مررت من أمام مقبرة الجلاز و كان هناك موكبا لدفن شخصين و تسائلت ماذا عنّي حين أشيّع .. هل أحسب سوداوية .. كلا انها عقيدتي لقد شاهدت أحبّة يرحلون ناسا كانوا بيننا لم يكن المرض فقط سبب موتهم و لا التقدّم في السّن بعضهم مات بسكينة بدون أي سبب وفاة طبيعية ..هذا وجه للأمر و الآخر أن الحياء و الأخلاق قد عدمناهما في شوارعنا و بوسائل النقل العمومي و حتى بالمسجد ترى أمورا مبهتة..صرت على عتبة الأربعين و أنا العلبانية لا أكاد أجد للحياة معنى لا أستقيم على حال وقد عوّجت العلبانية هامتي و جهامتي و ارادتي و حوّلتني فقط على بلادتي لا أكاد أغادرها متجهّمة الاّ لأعود اليها على عجل ... فالعلبانية لا تهدي سوى الخواء بئسا ما هي .. و  للعلبانيين غيري أنا حرّة في التبرّم من الخواء حرّة في المطالبة بالرجوع عن مصادرة حرّية المعتقد حرّة... على ما أعتقد ..        

Tuesday, October 20, 2009

ادبار

حضر اللّيل متسربلا بشبهة نهاية ..و انكفأ دوني يصيخ السمع للنّهار المدبر..  في حديث الملائكة العارجين للسماء محمّلين بسجلاّت خلق كثيرين ... يصّعّدون وقد تثاقل اللّيل يغرس ألف حكاية مملاة من وهم تلطّف الخلق بعضهم ببعض وحديث عن الوسطية و القبول بالآخر و المحاكمة مرافعة متماثلة للتشدّق باحتكار الحكمة .. و الليل يدري أن مكمنها السماء . قال لا تلومي برودتي.. فأنا أتحجّر  من عسير ما أجد على هذه البسيطة من جمود البشر .. و أقبل الفتى بجهده المعتاد يمسح عن وجه الدنيا ما عبثت به أيد لاهية و الليل يدني عليه نظرات جليدية قاسية ... يأخذ القمامة و يرميها في  الحاوية و يعاود الدفع أنظر اليه كلّما شقّ عليّ النّوم .. و أنصت لحسيس نعليه أتبسّم لجرّه رجليه المنهكتين و أكاد أعبث بجدّه لأثنيه عن ارهاقه لذاته بتزيين وجه المدينة القبيح ,الذي خبّرني الليل بأن لا جهد يجمّله أبدا و مرّت سيّارة عابثة ...  ألقى البليد منها علبة جعة فارغة للطريق  مرّ المعذّب لمنتصف الشارع وحمل العلبة و ألقى بها بالحاوية و انقبض صدري . ليتك تكون على غيرجدّيتك يا فتى و ترحم عظامك المهترأة من كيدك المتزايد في اجهادها .و أفّ لذلك المسخ ما أقبح فعله .. دنا الليل من نافذتي وزأر قال كفي عن لؤم التّجسّس .. فقلت انما أحنو على الفتى باهتمامي  ولا أكيد الاّ لنفسي أشقيها بمراقبة عذابه .. فانصرف بأذيالك عنّي يا أيّها المدبر باقبالك .. ثمّ جاس أحدهم تحت النافذة يتقيّأ رعونته والليل يشتهي طحن عظامه يصيح بي ما أشدّ ابتذالكم للزمان يا هذه و انقطع النفس عني من الدّهشة حتى اختنقت ..  ما لي و الدّنيا ومن فيها .. جلست لفراشي غير بعيد عن النافذة وعلى جنبي الأيمن اقتداءا بالحبيب اضطجعت و غالبت نفسي في التململ نحو اليسار و بالكاد تذكّرت التشهّد ..  قمت بحساب صنف من البشر ممن عرفت أحصيت قرابة أربعينا منهم , ثمّ التقمني الكرى فنمت   ...  دون تفصيل الحديث مع ليل منهجيّ اخترق الوجود ليكون من الماضي فغير بعيد لصباح مدبر جلست ..             

Monday, October 19, 2009

تطرّف

حين تعتقد أن صورة الأشياء و المشاعر أوضح في رأسك من أن تغفل حقيقة أنّها جزء من ذاتيّتك التي تحكم كلّ مافيك ..حينها تكون متطرّفا .. فالوضوح أوّل دروب زيغ البصيرة..  حينما تعتقد أن ما تظنّ هو الحقيقة المتماهية مع ما هو موجود و تجلس لبعض قهوة تقلّب مساحة الظنّ لدى غيرك تعنى بغير شأنك فأنت فضولي و المليح أن يحشر رأيك ما بين شفتيك و قهوتك فتبتلع كلامك .. مابين سخف الجهد وارتسام فكرة أبتلع مثلك الكثير من الغباء و التطرّف ..مع بعض قهوة..  أنت .. الذي لا أرى ..و لم ألتقي ..ذلك الحبيب الذي لم أسعد بأن ألتقي  ..عفوا فالعبارة مخلّة بالأدب و لكني  لا أعنى بغير العلم بسماء تلتحف و جهك المجهد بحبّ الله و النّوم على بصيرة بألم من هم حولك ..بروح تسكن جنبيك تطلع الدنيا على الرّفق بالناس بظهر الغيب .. تجلس متأدّبا في صلاة بقلب منيب و تعتمر الاحتساب ..ما أشدّ وطأة الغربة ..ولكن حسبي الاصرار على الثّبات حيث أنا .. ما  بين أمل أن تبصر بي و فرح البقاء بين جنب الله أفرح بالرّضا بما منّ عليّ من نعمة البصيرة ..بين الاطمئنان لقليل الأفكار التي أبتلع بين رشفة قهوة و خبر و حسرة الخطو تحت السماء المتلبّدة بالغيوم بدونك ..مرّ زمن و ظللت على طفولة مشاعري و قد ظهر الشّيب متحدّيا جمود قلبي و تصميم خاطري في الانتظار على مفارق الجهد أملأ عقلي بشتّى مشارب الظنّ و فيك أزعم اليقين و يسمّى ذلك عند النّاس ..تطرّف                    

Saturday, October 17, 2009

غربة

ظللت أفكر لبرهة ..ماذا لو حلّ بعضهم بمنزلنا و ادّعى أنه ملكه لأن الربّ وعده ايّاه و صدم عقلي ..قلت فلتكن لي عقليّة الغرب الانسانيّة و أتفهّم أن ذلك الأجنبيّ لقي الأمرّين من الغربيّ نفسه و انّ الأمر يتجاوز مسألة تهجيرنا من منزلنا و انبتاتنا قسرا عنه و أنّ الأمر ربّانيّ تلى ألف سنة من التيه ..فأصابتني لوثة ولكنّي جزمت أنّي لن أترك بيتنا ولو هلكت دونه ..ثم فكّرت في جارنا الدّكتاتور و سنوات العذاب التي جرّعنا أنا وعائلتي و خمّنت على طريقة رعاة البقر أن يأتوا كالرّعاع فيحتجزوه زمنا ثمّ يعلّقوه على مشنقة صباح العيد وتجمّد الدّم في عروقي و الله لأهلكنّ بين قدميه قبل أن تغتاله أيد أجنبيّة متوحّشة لطالما خطّت فصول الألم على جبهة الانسانيّة.. كثيرا ما نخطىء في تحديد أولويّاتنا و سريعا ما نغفل صفحات التاريخ تطويها رعونتنا فنقع في ذات البذاءة التي صرعت كرامتنا .. ظللت أدّعي التفكير و قلبي يمضي سريعا أولويّاته بفطرة القدامى لا أتسرّع في مصالحة أخطاء الماضي و جمد رأسي بين راحتي ..لماذا ننسى ..ما أتعس تشرذمنا داخل الأوطان رحل علي و عمر و عثمان و قبلهم أبا بكر و ابن العاص و ابن الوليد وخلفهم قادة كغثاء السيل بل أوهن ..بعضهم في خريف العمر يتنادى مع الجياع علينا و نسوا أنهم  بنفس القصعة معنا و مثلنا سيكونوا بأفواه الّلئام لقمة  ..  لم يقنع رأسي بالمكوث حيث كان ..و طأط نحو الأرض رقبتي وعيناي ما أشدّ و طأة الهزيمة على قلب جوعان للمسرّة ..أحلم ذاتي كلّ ليلة بأنّه لا يزال فينا بعض الرّجال وبعض من عزيمة لتكون الحقيقة على الأقلّ فينا معلنة ان لا تملأ شوارعنا بألف ألف مسيح دجّال و أن يكون فينا أصحاب فضيلة و أترك نفسي للغربة أعتمرها ما شاء لي الله أن ألبث في رحابها كي أفكّر لبرهة و أتّخذ القرار بأنّ الغربة على مرارتها فعل حكيم لكي لا أفقد منطق من أكون على مشارف خريف سادس و ثلاثين يرقبني من قريب ..         

Wednesday, October 14, 2009

ما بعد التّيه ..عود على بدأ

خرجت بنات آوى للغابة و الضّباع والثّعالب يرفعون آيات العرفان والتقدير ..و ظلّت الأرانب يتهافتن على أكل العشب الذي رزقهم ربّ السماء ..ضجّت الغابة بالأهازيج و ضاقت ببعض أهلها بما رحبت لا يجدون حيث تصرف رؤوسهم بمنأى عن آي النفاق خوفا من أن تتلبّسهم فيهلكوا دون وعيهم ..علت النتونة أرجاء الفلاة حتى اختنقت الملائكة فضجّت بدورها وعرجت للسّماء ما ظلّ على الأرض مقام و قد كثر فيها الكمد و العناء ..اقترب الحمار من الحشد فالتقموه وعادوا للهتاف و التصفيق ..اقترب آخر و لقي مصير سابقه ..و اقتربت الأفعى فلقيت التّرحيب ..الوحوش تعرف بعضها بعضا و تنتخب شرارها باعتراف فطري و بدون اقتراع و لا تشبيب فكلما هرمت عظام الأوحش منها عشقوه و كأنه نبيذ كلّما تعتّق غلا و لو أنّ بذرته الأولى فعل اختمار و عنب رخيص و اسم مذاع لغير العلوّ دنا و الثرى أشرف منه يعلمه الحمار و الأرنب و الضبع وحتى الفراشة و ان لم يظهر عليها اكتراث و لكن العلم لا حدود لاختراقاته ..هكذا وقد على بالغابة الصخب و العواء و النباح لا بلابل في الغابة فقط منكر الأصوات علت بالتطبيل و قالوا هذه الأشجار و هذه السماء و أديم الأرض و عشبها من صنعنا فوقّّعوا معاهدة الصلح وادخلوا في السّلم سنجعل منكم للغول ترياقا و نعدكم بالحفاظ على عديد أجيالكم فمن جاء دوره اقتراعا فليتقدّم و لا يكبّدنا عناء الجري في أثره ..و تلى الضبع نصّ المهادنة كان ..ذجلا بما كتب و ان تعدّدت أخطاء النحو و الصّرف  ..صفاقة الضبع لا تجعله يفهم خطئ الكلام واللغة و الذيب ظلّ سيّدا للوحوش يدّارك ارهاقه وقد بلغ الوهن فرائصه يجتهد في البقاء واقفا على مؤخّرة سمينة.. يرسم على محيّاه القاتم وجها حكيما لذلك الذي يربّط على ذيله ينتظر أمرا ليقبضه ..و الأرنب الألثغ العائد من التّيه لمن يعرفه ..يتسائل كيف تفتّح الأرض عن هؤلاء مجدّدا ألم يردهم التيه فكيف عادوا الى الغابة و كيف اجتمعوا و تذكّر أنّهم كغيرهم سيعلون في الأرض مرّتين ... لم ينطق كلاما و حدّث نفسه همسا فلم يظلّ بفيه سنّ وهو يعلم بنات آوى لن يشفي غليلهنّ بعد هذا سوى طحن عظامه فادّارك أمره و حيّا على النّجاة وهو يعلم أنه قد يدفع في الغد للغول ليدفع به لخبر كان ..ظلّي يا وحوش ارتعي و اجتمعي وقرّري واقترعي على حياة الأرانب و اتّفقي غدا ربّ السماء ينزّل بك التّيه مجدّدا فامرحي ما شاء لك  أن تفرحي..             

Tuesday, October 13, 2009

"البؤساء"

هناك شيء في عيون الناس و حركاتهم تجعلني أنظر الى كل واحد منهم كأنه جان فالجون يخرج من رحم القصة الى الواقع المعاش ..لا أدري ان كان الأمر من وحي الصّدفة أو لأنّي أشكو ذهانا يجعلني لا أرى الاّ المأساة حيث تتطلّعت ..مسنّون عديدون بصدد العمل يعانون المشقّة بكنس الشارع أكاد أراهم في كلّ مكان و أحسّهم كذلك الفالجون تضيق بهم الدنيا من أجل رغيف خبز ..حركاتهم المنهكة أصلا بانحدار خط العمر ..أراهم ينكفئون للأرض يرفعون عنها أدرانها و الاجهاد يدفع عنهم أي ظنّ بحسن الحال ..لا أعلم سوى أنّي لا أبالغ بمعاينة بؤسهم هؤلاء الذين كان قد آن لهم أن يرتاحو ولا بأس ان كانت راحتهم بالقليل الذي يضمن لهم الكفاف ولكنّهم حيث هم بؤساء بالعيش ..الخرافة في أنّك بعد أن يمضي عليك دهر من الزّمن تتغيّر فصول الانهاك لتتحوّل للركود عند هؤلاء زيف معلن ..يحضرني حديث بعضهم لي حول الحراسة ليلا رجال ستّينيون لن يفقهوا حجم المعاناة التي يعيشون يخبرون عن أعوامهم المديدة في السهر و ارتياد برودة الليل لحظة ادبار التاريخ بأحد فلوله يسامرون التّعب ..ونساء هزيلات يعانين أمراضا مزمنة بين مسح و كنس وشقاء وجوههن المجهدة خبر معلن لا يكاد يخفى و ان تجّملت المدينة بغيرهن ..عيونهن المرتابة من حصول الرّاحة يوما مثقلة بالحزن ..لقد شاخ الوطن ببؤس ضعاف القوم فيه و اقامتهم بدار الجهد حيث كان من العدل أن يرتحلو لبعض راحة و ما من صريخ ..لن يكون الاّ لقريحة فيكتور هيغو مصداقيّة الوصف  ليعبّر بالصدق عن بؤسائنا فما أشبه فانتين و كوزات بالعديدات ممّن نلاقي ههنا و ما أشبه الكثيرين بجان فالجان ..ههنا حيث يختلط الأسى باللامبالات أدرك أن حجم العناء يسوّق لهؤلاء على أنّه قدر و أذكر قول ربي "أرأيت الذي يكذّب بالدين ،فذلك الذي يدعّ اليتيم ولا يحضّ على طعام المسكين .."وأتسائل ان كانت اللامبالاة أحد آيات النّفاق وتخبرني نفسي بأنّها تعلم الجواب ...   

Monday, October 12, 2009

التّطفية ..ساعات آثارها ..كارثيّة!!

مشيت نوصل في خالتي لدارها ..مخكم ما يمشيش لبعيد راني مسالمة برشة و حياتي الكل مالوسطيّة عمري ما خرجت..و بالتالي فآنا نحكي على دار  خالتي بالحق ..المهم وقفت نحكي معاها في الكرهبة و الشتا خيطين من السماء نشوف في زوز وليدات مابين ثلاثة و أربعة سنين يلعبو ووسطهم بالطبيعة أمهم الّي كانت لاهية بالكلام في التلفون ..هاكة المشهد انتبهتلو و لفتّ انتباه خالتي الّي قتلي اللي الأم عمياء و خدمتها انها تتسوّل بهاك الوليدات الّي يا كبدي هومة الي يساعدو فيها باش تتنقل بالدارجة "يقاودو فيها "بثلاث نقاط على هاك القاف ..شعر راسي وقف ..هبطت ما غير قدرة و شقّيت الكيّاس وهاك الممسوخة عاملة روحها تحكي في البورطابل ..مرة تنوّح و مرّة تصيح وهاكة لوليدات تحت رحمة ربي ..و الشتا نقصد المطر ..المهم طلبت هاك النّومرو الأمني العزيز على خاطر آنا مع الصغار ما نفهم شيء وهاك الولاد كانو في وضعيّة تهديد لحياتهم و قاعدين يتجرعو في العذاب ..كيفاش عرفت سامبل كيف قربت لهاك الغولة شميت ريحة الشراب واحد..و سألت لوليّد اذا كان أكل والجواب كان النفي  ثنين .. عاد هزّو عليّ شرحت الوضعيّة على خاطر نعرف الّي في هالبلاد فمّة مراكز ينجموا يعطيو للولاد ظروف عيش كريمة و يتم تأمين الأمان ليهم ..قالولي هانا جايين تعدّات نص ساعة و آنا انمخطل في المرا بعثت ماكلة للولاد وتحجّجت اللي لازم ياكلو قدّامي ..وما جا حتى حد ولّيت عاودت كلّمت قالو هانا جايين وتعدّى الوقت وكبشت المرا باش تمشي .وهاكه الّي صار بلاش عصا بيضة الوليد الكبير شد أمو الّي تتطّايح من السكرة و قدّم بيها القدّام و آنا ما قدرت باش نعمل حتى شي .. ضاهرلي هاكه الزوز ولاد مكتوب عليهم باش يذوقو المر في بلاد الفرح الدّائم خالتي قتلي الّي سمعت الّي هاك المرا عطاوها دار 2626 في العقبة يحب ايقول الي هي كانت بعيدة ياسر على الدار الي الوليدات كانوا يلزم يكونوا فيها متخبّين من الشتا و الخوف وغيرو و خالتي قتلي الّي المرا عادة ما تبات في الشط وهاك الولاد معاها بالطبيعة مادام شفت بعيني عينة مل الخطر الّي يعيشو فيه الصغار كل شي متوقّع من مرا تشرب الشراب والدور في البلاد بلاش عصا بيضة معملة على عقل وليّد صغير عمرو ما يفوتش الأربعة سنين .آنا عمري ما حبّيت ننقد العباد والاّ الهيئات على خاطر عمري ما نحب نحكي على حاجه ما عانديش خلطة و لا علاقة بيهم ..لكن على خاطر هاك الزويّز ولاد الّي ما توفرتلهمش الحماية وقت كان لازم تتعطالهم حبّيت نحكي عليهم..التنظير في النصوص القانونية حاجة هايلة الّى يقرا مجلة حماية الطفل يعرف هذا ..أما الواقع ..راهم طفّاوني و آنا حاولت كمواطنة صالحة حاولت باش نحمي ها البلاد في هاك الزّوز صغيرات أمّا يا حسرتي عليهما ..نقوللكم الحق راني تبّعت خطواتهم يمشيو في الكياس تحت الشتا هازين هاك الأم السكرانة سروالها طايح والصغير لابس شلاكة عبد كبير نومرو 44 ما نعرفش كيفاش قعددت في ساقيه .. الله يتولاّهم برحمتو فهو وليّ ذلك و القادر عليه .     

Friday, October 9, 2009

نوبل .. للبلاهة ؟ اي نعم

امنحو جائزة نوبل لي أيضا على سبيل التغيير ..لما لا فقد تقنعوا الشعوب أن لكم مصداقيّة  .. فتمنحونها لامرأة عربية أو هي بربرية أو عفوا تونسية   أو اذا أردتم لشبه غبيّة .. لا تفهم سوى نظريات المؤامرة الجدّية ..و التي لا تكاد تخفى عمّن كان في المهد صبيّا ..حضر الرجل منذ بعض الأشهر و حاول التّنفيس من آثار سابقه الكارثيّة ..كلنا نعلم الأخبار ولم نشهد بالتاريخ أشدّ منهم دمويّة.. حتّى أنّه في القانون الدّولي تتحمل الدولة أيّا كان أشخاص حكّامها المسؤوليّة .. سحب جنوده من العراق فرارا  لحاجته لهم بأفغانستان النديّة .. لا انتصارا لمليوني شهيد ولا اذعانا لنسائم حرّية .. امنحوني جائزة وقولو عنّي ما تشاؤون سرّا أو علانيّة  .. تدّعون صلفا مبادىء و انسانيّة .. و تلك حروبكم و دماء الناس من كل عرق أريقت بلا ذنب أو دنيّة .. سياستكم البيضاء نعمّا هي .. أثخنت في الناس و أشهدتهم أتعس فصول الدهر دراماتيكية .. منحوه الجائزة يبتدعون سنريوهاتهم الأشدّ بلاهة و هوليوديّة .. أنظروا سأعطيكم سببا لتعطوني جائزتكم البهيميّة .. يحصل أن أبكي لمشهد مؤثّر في صور متحركة أو بأفلام سنمائية .. أنا بقلبي كثير من الجهد في مواكبة آلام الناس و أقلها انسانيّة ..لم أغيّر المحطة أتتبّع أخبار الحروب التي تشنّنونها على الدّنيا تحيّزا لجحافل الراحلين و الثكالى والأيتام و المعوّقين و أسود لحظاتكم ديموقراطيّة . جائزتكم التي أسميتموها تبرّكا بعرّاب أشدّ أسلحتكم دمارا و شموليّة.. لا أريدها فقط استعرت سخفكم لأبين  لذاتي كم أن الدّنيا تشقى بمثل هذه البشريّة .. ولأستيقن أن ليس لكم علينا سوى في الغباء والدمويّة و اللاانسانيّة ... علويّة .. فتبا لمثل جوائزكم تكريما لمبادىء اصطلح على كونها كونيّة ..   

آآآآآآآخ خ خ..يا ويلي

اني أعترف بذنبي و تقصيري فقد انشغلت عنك بعد أن تحفظت عليك خوفا عليك كثيرا و انزعاجا منك قليلا فقد كنت تحدث الفوضى حيث سرت ..تطأ حيث تشاء ما تشاء و أنا النكدة من تعهد المنزل بالصيانة تدبرت سجنك حيث قضيت.. منكر فعلي و ان لم تكن ملكي حتى أعتني بك و أنتبه اليك ..فبعد أن اقتلعتك من براثن كلبة أخي القبيحة و اسراعي لانقاذك نسيت أن أذكرك سوى للحظة الادبار الى المنزل بعد يوم شاق في العمل .. لست مجنونة فقد افتعلت المشاكل الكثيرة تنبيها لكونك تلقى الأمرّين منّا و أنّ نهايتك لن تكون سعيدة ..لقد أحصنت اغلاق الباب لألاّ تخرج فتطالك أنيابها .. ومن حيث لا أدري قضيت عليك .اليوم علمت من أمي بأنك انتهيت جوعان ..عطشان يا أسفي ليتني تركتك تأكل من خشاش الأرض و لكنيّ نسيت ..علّك تعلم أني اليوم ملئت كمدا عليك و أنّي لقيت جزائي لوعة تعصف بصدري لقلّة انتباهي .. وانّي أذكر لما عدت من السوق و فتحت الباب الخارجي لمنزلنا فأطلقت رجليك للريح ..و كيف طاردك الجميع حتى أمسك أحدهم بك ..وقد رأيتك بعد ذلك من خلف الباب ترقبنى و تندفع للاختباء تمقت وجهي لالوم عليك  ... لست مجنونة  ..أنا لا أحبّ القتل فهو فعل شنيع و اثم كبير و قد أثقل كاهلي بك يا مسكينا ساءت به الظروف فوطىء منزلنا..أنا أستغفرك يا رب لذنبي ..أنّي سجنت الدّيك خوفا عليه من الكلبة و نسيته في غمرة الجهد اليومي فلا أنا تركته يخرج و ينال حظه من النجاة منها ولا أنا أطعمته أو سقيته . انّ ما فعلت ذنب جسيم ..ومع علمي بطاعة الاستتار من الذنوب التي علينا سترت فاني أسوق هذا ليتملّى غيري فلا يرتكب ما فعلت..         

Tuesday, October 6, 2009

الانتصار للأقصى ..الآن

بيت المقدس ليس حجارة فقط انه قبلة أولى لكل المسلمين وهو عنوان هويّة لمن يفهم ..وقف للمسلمين جاءه طواغيت الدنيا وادّعوا فيه حقا مزعوما اسموه هيكلا ..يحفرون من تحته أنفاقا ويتداعون عليه من فوق الأرض كيأجوج وماجوج و نحن كمن أشرب العجل لا ننتفض ولا ننصر المرابطين فيه ..يذودون عليه بأجسادهم..انتصر اليمين المتطرف داخل الكيان المحتلّ و باتوا على مرمى حجر من تدنيس قبلتنا ولا من منتصر ..لا حراك بهذا الوطن المريض من البحر للبحر..وكأنّا صادقنا على أن نقول لنبيّنا كما قال قوم موسى لنبيهم "اذهب أنت وربك فقاتلا انّا هنا قاعدون" ألا يحسن بنا تدبّر من نكون ..فان نحن أيقنّا بأنّا مسلمون عقيدة فلنستيقن حقيقة بديهيّة  : القدس لنا جميعا و ليست للفلسطيين فقط..حتما ان عدم التواجد هناك يخلق صعوبة في التحرّك والفعل ولكن ما يمنع كل المؤسسات الأهلية والشرعية في التحرّك على الصعيدين الاقليمي و الدولي للمطالبة بالطرق المشروعة دوليا في حماية مقدساتنا . ألم يأت شرذمة من الصهاينة وادعوا حقا مزعوما لألف سنة خلت واتّخذوا من حائط البراق مبكا لهم  . و لا معترض وهم يحجّون اليه قريري الأعين .ولمن لا يعلم هنك قرار دولي يضع القدس تحت وصاية دولية الا أن الصهاينة يتحرّكون لتهويد القدس و فرض الأمر الواقع . وأنا أدعو من لا يرضى لنفسه أن يكون كمن كفر من قوم موسى.. أن يكون مهاتميّ النزعة و ينتصر لهويّتنا بالتحرّك الفاعل و القيام بتحرك ثقافي أو قانوني أو ما تسنّى له أن يفعل لنصرة الأقصى .ان حب بيت المقدس ليس انتصارا للحجارة و انّما هو انتصار للهويّة و العقيدة  وهذا لنك للانضمام لجماعة تسعى للتحرك ثقافيا لنصرة المسجد الأقصى لمن يريد ذلك .عفى الله عنّا بفضله وغفر لنا .


 http://www.facebook.com/group.php?gid=163793180768#group.php?gid=163793180768

رحمة الله

يوجد في الدّنيا نحو ستة مليارات انسي .. أو هذا آخر تعداد بلغ لعلمي.. في هؤلاء لا يوجد سوى مليار ونصف مسلم والبقية موزعون بين مسيحيين و يهود ووثنيين والقليلون من الملاحدة ..في كل هؤلاء يوجد المتجنون على الله الذي أنزل من السماء ماءا بمقدار فهو يرزق من أشرك به فجعل له ولدا والعياذ بالله ولكنه سبحانه قيّض من رحمته رزقا حتى لهؤلاء ..ولكن مع ثبوت آيات كرمه وجدت أن هناك من له من السفاهة ليتسائل عن رحمة الله كقوم موسى الذين قالوا من قبلهم ان الله فقير .. وتسائلت السفيهة عن سبب مرض الأطفال وعذابهم و الكوارث الطبيعية وغيرها - و كأن الحياة الدنيا جعلت لتكون جنة - لتدحض بظنها صفة الرحمة عن الله عزّوجل ..والكثير مما لا تفهم هو دليل عليه سبحانه تعالى فالحياة الدنيا ما جعلها الله لتعمّر و انما لتعبر وفي ذلك مناط التكليف و الجزاء فلو نظر الانسان مما خلق أدرك عظمة الله ولو نظر لعجائب خلقه و تنوع الكائنات و كل ذلك لذهل من رحمة  الله الذي يملي للمشركين ..بل ويتعجل أحدهم آيات الساعة الكبرى ويتسائل عن الحجر الذي سيخاطب المسلم.. وسبحان الله ما أشبه ما قال بقوم نوح ..الذين سألوه أن يأتيهم بما وعدهم ان كان من الصادقين ..وما وعدهم هو عذاب الله ..وقد جاءهم ..ومن له محبة للتاريخ فلينظرلمنازل الأقوام السابقين اللذين عذّبهم الله فقد تركها الله للاحقين عبرة .. أما عن تعارض بعض صور الدنيا من مرض الطفل و تعذيب للكافر و تقدير للرزق فهنا الجواب يسوقه الامام ابن الجوزي للعقلاء فقط أما الحمقى فليتريّضوا بعضّ أصابعهم كما فعل أسلافهم عندما حلّ بهم عذاب الله ..وهذا قول الامام من كتابه صيد الخاطر بعنوان :"التسليم للحكمة العليا ..يقول : "رأيت كثيرا من المغفلين يظهر عليهم السخط بالأقدار وفيهم من قلّ ايمانه فأخذ يعترض .وفيهم من خرج الى الكفر ورأى أن ما يجري كالعبث وقال ما فائدة الاعدام بعد الايجاد و الابتلاء ممن هو غني عن ايذائنا .فقلت لبعض من كان يرمز الى هذا .ان حضر عقلك و قلبك حدثتك .وان كنت تتحدث من غير نظر و انصاف فالحديث معك ضائع ويحك أحضر عقلك واسمع ما أقول :
أليس قد ثبت أن الحق سبحانه مالك وللمالك الحق أن يتصرف كيف يشاء ؟أليس ثبت أنه حكيم والحكيم لا يعبث ؟
وأنا أعلم أن في نفسك من هذه الكلمة شيئا وقد سمعنا عن جاليانوس أنه قال ما أدري ان كان حكيما هو ام لا و سبب قوله هذا أنه رأى نقضا بعد احكام فقاس الحال على أحوال الخلق وهو أن من بنى ثم نقض لا لمعنى فليس بحكيم .
ولو كان جاليانوس حاضرا لكان جوابه :فبماذا بان لك أن النقض ليس بحكمة ؟ أليس بعقلك الذي وهبه الصانع لك ؟ وكيف يهب لك الذهن الكامل و يفوته الكمال ؟ و هذه محنة ابليس فانه أخذ يعيب الحكمة بعقله فلو تفكر أن واهب العقل أعلى من العقل وأن حكمته أوفى من كل حكيم لأنه بحكمته التامة أنشأ العقول .وهذا اذا تأمله المنصف زال عنه الشك ...فلم يبقى الاّ أن نضيف العجز عن فهم ما يجري الى أنفسنا ونقول هذا فعل عالم حكيم ولكن ما يبين لنا معناه و ليس هذا بعجب فقد خفي على موسى وجه الحكمة في نقض السفينة الصحيحة و قتل الغلام الجميل فلما بين له الخضر وجه الحكمة أذعن .
فليكن المرء مع الخالق كموسى مع الخضر . ألسنا نرى المائدة المستحسنة بما عليها من فنون الطعام النظيف الظريف فنقطع و نمضغ و يصير الطعام الى ما نعلم و لسنا نملك ترك الفعل لعلمنا بالمصلحة الباطنة .
فما المانع أن يكون فعل الحق سبحانه له باطن لا نعلمه .
ومن أجهل الجهال :العبد المملوك اذا طلب أن يطلع على سر مولاه فان فرضه التسليم لا الاعتراض ولو لم يكن في الابتلاء بما تنكره الطباع الا أن يقصد اذعان العقل و تسليمه لكفى .فأما الشاك و الكافر فيحق لهما الدخول الى النار واللبث فيها لأنهما رأيا الأدلة ونازعا الحكيم واعترضا عليه فبقيت نفوسهما على ما كانت عليه .فلما لم تنتفع بالدليل في الدنيا لم تنتفع بالموت و الاعادة وأما الجاحدون المبهمون المتألّون على الله "
.فأسوق لهم قول الامام هذا :
غير أن الحق سبحانه و تعالى وهب لأقوام من العقل ما يثبّت عليهم الحجة و أعمى قلوبهم كما شاء عن المحجة" "  

Friday, September 18, 2009

مخاوف عمياء سابقة

يكاد ينقضي رمضان و تنطلي كل ألحاظ الرحمة التي سخرها الله لعباده ليتطهروا من كل أدران الأشهر الماضية و تكاد أبواب الجنة يغلقن و تفتح أبواب الجحيم ..قد تكون الملائكة قد نزلت للسّماء الدّنيا  في ليلة خير من ألف شهر فأجيبت دعوات السعداء بطلب العفو و العافية و عتقت رقاب من النار ..وقد تكون ليلة القدر هذه الليلة . ان من سعد بصحبة الله وبالمواضبة على العبادة لن يفترض مثلي و لكن اليقين الذي منحه ربه لا بد أن يجعله موقنا بالاجابة..قريبا تأتي تلك الأيام العاديّة تلك التي نرجع فيها كما نحن فاقدي الادراك بنعمة العبادة  .. مفرّطين في جنب الله سوى من صلاة سريعة متثاقلة .. ينقبض قلبي لما أكتب فو الله لا أرغب في التقهقر دون النظر اليك يا سيدي .. أنا ابنة الدّنيا صنيعة الثقافة المهترئة و لكنّي بك أبصرت و آمنت .. وجدت الرضا بقلب أناب اليك أمره وتوكّل عليك ... يكاد قلبي يفيق من غفلة و لا أدري ان كان سينهض يوما ليحيا حقا .. أبصرت بعض النور و آمل ألاّ يعاودني ذات الظلام فأشقى .. تعاودني المخالطة القسرية بعد انقطاع ارادي .. و أخطىء الكلام أقول "رجعت للقراية" ثم أضحك حين أتذكّر أني انتهيت من الدّرس منذ عشر أعوام و أني الآن أعمل... ان عقلي الباطني ينسيني بعض ما يشجي قلبي تلطّفا بي لألاّ أهلك من الغيض .. انتهى الصيف أيضا و مضى معه الكثير من الهدوء و بعض الخواطر المتغابية ظلّت بعده عن شارع ببلدي اسمه جودة الحياة .. نعم هكذا  .. مسمّى جعلني أفكّر في أشياء عديدة أصابت رأسي بالصداع .. عدت للعمل منذ بضعة أيام و حدث القليل ووجدتني مظطرّة للكلام ..علّني أغادر بعض عاداتي المتعبة أقسم أنّي سأحاول..   ان كان من الممكن أن أنتبه الى ذلك الجهد القديم الذي كنت أبذل في التّغيّر و مراقبة الذات مع هذا النور الذي أبصرت عيناي في هذا الشهر وبعده حين يعود قرين ليوسوس لي بما يهلك المضغتين سأجهز عليه ببعض تصميم الصّبا و بقليل من النور الذي اكتسبت من رمضاني هذا..لن أهتمّ ان حذفوا اسمي و أعطوني غيره فيكفيني ألاّ أكون بفكري هامة عابرة..        

Tuesday, September 8, 2009

شيء من الاسلام

لطالما ظننت أنّ مجموع واحد وواحد يساوي اثنين الى أن انتبهت أنّ الأمر قد يصير الى عشرة أو غير ذلك من الأرقام لدى البعض ..نعم ما كان ليستهجنه العقل لدى العامّة صار ضربا من العقل و الفكر لدى من يحسبون أنفسهم من الخاصة .فصار كل يتقيّء جهله و شذوذ فكره و حسّه على غيره .و رغم يقيني أن فساد الفكر لا تسلم منه مجموعة بشريّة  الاّ أنّ الوجود في حيّز جغرافي ما يقيّد الفكر بارهاصات بنى الجلدة من هذا الوطن . وضع أحدهم صورة لعاهر تلبس حجاب و عنون الصورة "لا  للحجاب لا للظلاميين أو الظلامية"وبما أن آخر همي الخوض في عدم ايمان ذلك الشخص لكونه أمر يهمّه لوحده و أنا بفضل الله على يقين بأنّ الله يهدي من يشاء و أنّ من ظلّ فعلى نفسه .فأنا أريد تناول المسألة في محورين أولا ان كان الحجاب واجبا على المسلمة و ثانيا ما أبعاد فرض الحجاب على المرأة المسلمة مع التذكير أن المعنية بالحجاب هي المرأة المسلمة فلا تلزم به غيرها . يقول الله تعالى فى الآية 31 من سورة النور "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهنّ ويحفظن فروجهنّ  و لا يبدين زينتهنّ الاّ ما ظهر منها و ليضربن بخمرهنّ على جيوبهنّ ولا يبدين زينتهنّ الاّ لبعولتهنّ أو آباءهنّ أو آباء بعولتهنّ أو أبناءهنّ أو أبناء بعولتهنّ أو اخوانهنّ أو بني اخوانهنّ أو بني أخواتهنّ أو نسائهنّ أو ما ملكت أيمانهنّ أو التّابعين غير أولي الاربة من الرجال أو الطّفل الّذين لم يظهروا على عورات النّساء ولا يضربن بأرجلهنّ ليعلم ما يخفين من زينتهنّ وتوبوا الى  الله جميعا أيّه المؤمنون لعلّكم تفلحون " وبهذا فانّ أمر الله واضح لكل مسلمة بأن تضع خمارا على رأسها تسدله على رقبتها بحيث تغطيها و ذلك تفسير قوله تعالى "يضربن بخمرهنّ على جيوبهنّ "و عليه فلبس الخمار هو جزء من الزّيّ الاسلامي الذي قضى الله بأن تلبسه المرأة المسلمة وقد قال الله تعالى أنّه اذا قضى الله أو رسوله أمرا فليس لمؤمن الخيرة في ذلك الأمر وكل مسلم يعلم بعين قلبه أنّه ما قضى الله أو رسوله شيئا الا كان الخير مرجوّا منه .وبدون الاستفاضة في الحكمة التى شرّع من أجلها الخمار لأنها معلومة لكلّ مؤمن  وهو اعفاف المرأة المسلمة ولذلك من يرون في لباس المرأة المسلمة اختيارا منها للخمار و ستر جسدها ظلاميّة فهؤلاء لن يقولوا أشنع مما قاله أسلافهم من الملاحدة والمنافقين طعنا في الحق و ليعلموا أن الحرّيّة في اللباس يجب أن تكفلها الدولة العلمانيّة و أنّ احترام المعتقد شاؤوا أو أبوا هو من بين الأخلاقيات التي يجب أن تكون الحدّ الأدنى الذي لا يسوغ لكلّ شاذّ تجاوزه أو ما اصطلح دينيّا ايجازه بالقول القرآني "لكم دينكم و لي دين "بما معناه أنّ ما يهمّ عقيدة النّاس هو خطّ أحمر و ليس للجهلة أو الأغبياء أو المنافقين أو معادي الدين وكل أردافهم تجاوزه . والأمر سهل من لم يؤمن فليعكف على الحاده و ليلهى نفسه به ولا يدّعى نبوّة من نوع جديد (آسف على الاستعارة من أحد الاخوة)..  كما أنّ المرأة المسلمة التي تغطّي رأسها منذ  أربعة عشر قرنا لم تصب بأيّ نصب ... والسّؤال يطرح فيما يتعلق بحماية المرأة التي يدّعون السعي اليه حول النساء الذين يوضعن سلعة في تجارة المتعة و يعاملن كرقيق أو أولئك اللاتي يهلكن في تدبّر لقمة العيش لأنّ دورهم خلت الاّ من أنصاف رجال لايتدبّرون طاعة الله فيما أمرهم من اعفاف أمّهاتهم أو شقيقاتهم أو أزواجهم .كما أنّ عليهم النّظر في حماية المرأة من كلّ تلك الهجمة الاسهلاكيّة التي تطوّقها بخصوص جسدها فهي يجب أن تضع مساحيق و تقيس حجم بدنها حسب الموضة و لنرى لما لا يسارعون بالدّعوة لحمايتها من الصورة النمطيّة المفروضة من السنما و الشركات التجاريّة التي أدّت الى هلاك الكثيرات نتيجة اصابتهنّ بالشّره المرضي .انّ اهتمامهم بالواجب الشرعي المحمول على المرأة المسلمة انّما هو استعداء محض للدّين وان كان واحد زائد واحد يساوي عندهم نتيجة أخرى غير اثنين فهم أحرار ولكن لتقف حرّيتهم عندهم .ثم ان الغاية من الحجاب هو اعفاف المرأة و بغضّ النّظر عن مدى التزامها بتعاليم دينها فالحجاب فرض تتقيّد به لأنّه يساهم ايجابا في التزام المرأة المسلمة في سلوكها و الأمر أشبه بالقاعدة القانونيّة التي توضع على أساس أن يلتزم بها الكافة فهي أشبه بالقالب الذي يظبط به السلوك ولكن ذلك لا يعني حتما الاّ يكون هناك اخلال فالناس عادة ما يخرقون القاعدة وهو ما يترتب عنه الجزاء و بالرجوع لمسألة الخمار فالمعلوم أنّ من هنّ متحجبات يكون لهنّ عادة تصرّفات لائقة و تلك النظاميّة مع مرور الوقت عادة ما تستقرّ في وجدانهنّ كنوع من احترام الذات و اجلال فكرهنّ بالأساس فيتوصّلن الى النجاح داخل المجتمع و المتحجبات في النهاية كغيرهنّ من الناس لسن ملائكة يمشين على الأرض و لهنّ مثل ما لنا جميعا من تجاذبات و لكن تنزيل صور فاضحة لعاهرة تلبس الحجاب و الزّعم بأنّ ذلك تصرّف أرعن لأحد المحجبات فهو أمر مردود على كاهنه فلم نسمع يوما بأنّ الحجاب يصيب بلوثة عقليّة و لم أرى ببلادنا هذه من لبست الخمار مكرهة حتى تتمرّد عليه بل معضمهنّ لبسنه طائعات منيبات لربّهن . و مع علمي أنه لا دين لمن يتعرّض لأحكام الله فليعلموا أن كلامهم الممجوج لا يؤثر الاّ فيهم و اذا شاءوا فنصيحتي لهم بأن يتريّضوا بما فعل أسلافهم و يعضّوا الأنامل فلن يعاجزوا في الأرض وبعد موتهم لن يحدثوا ذكرا و ليتدبّروا آثار قوم سبقوهم قد تركت منازلهم لغيرهم عبرة و أيّها الجاهلون سلاما ..      

Monday, September 7, 2009

خواطر عمياء سابقة 2

اتّخذت لها مساحة للجهد القليل  بما يجب أن يكون عليه شأنها حسب مساحة الادراك الضيّقة الممكنة لمن يشهد النّور لأوّل مرّة بعد طول ظلام .الخسارة لكل السّنوات الماضية أمر موجع حقا ..والتكهّن بحجمها مؤلم أكثر ..كلّ السنوات التي تدبّرت فيها اللّهاث وراء الشّهادات العلمية مدعومة في ذلك بأب لا يرضى بغير التميّز شهادة والا فالمحاولة في غير ذلك الاتجاه لم تكن محمودة العواقب .. ذلك السّعي الدّؤوب الذي لم يواكبه أعوام الشباب التفكّر في الحياة و ما تحسبه اليوم خديعة العيش الكبرى . و حسبها اليوم أن تذكر قوله تعالى وما خلقت الانس والجنّ الاّ ليعبدون و رغم قناعتها أن العبادة لا تختزل في الاركان المعروفة للدّين وانّما في العيش لله وبالله فانّها تحسب أنّها لطالما ظلّت الطريق وان كانت تدبّرت المكارمة .. و ذكرت قومها وكلّ أولئك الذين اتّخذوا من دونه أولياء .. أولئك المتزلّفون و المبهتون و المطبّلون و المجاهرون بما ران على قلوبهم من زيف فهم يحدّثون بما لا أتى الله به من سلطان .. النصيحة لا يعرفونها و انما كلّ همّهم الدّنيا   يفتون بما يخالف ما جاء به القرآن والسنة وعلى ذلك يدّعون العلم و الكياسة والمدنيّة و يعرّضون بمن لم يقرّ بقلوبهم سوى الخوف من الله و تذكّرت سؤال الله لموسى "لما عجلت عن قومك يا موسى " و جواب كليم الله لربّه "عجلت لك ربي لترضى " ذلك الرسول الذي اصطفاه ربّه و أكّد له انّه اصطفاه لنفسه يسارع لربه يتعجّل الخطى محبّة و خشية أما من هم دونه ففي غفلة تغشاها غفلة . سبحان الذي أحسن الخلق قيّوم السماوات و الأرض و ما بينهنّ .. تسبّح له الخلائق جميعا و تسجد له ماالذي يبرّر الجرأة على القيّوم مالك الملك .. طول الأمل ..وهل تحلّ التوبة لظالم ... ألم يقض الله أن لا تضالموا بينكم .. تتطلّعت للسّماء بها ملائكة لا يعلمهم الا الله بعضهم يسبّحون بحمد الله لا ينقطعون عن الذكر .. أمّا ههنا ففعال النّاس تميّز منها السّماء غيضا من ذا الذي يكبر الله في قلبه و يحبّه ... وهل تصحّ عبادة بدون محبّة و اكبار يسبقانها  .. ظلّت لأعوام مديدة   تجلّ الله و لم تعرف طعم محبّته بقلبها حتى سألها أحدهم ذات غفلة ان كان بقلبها لله بعض من محبّة و ادّاركت بعض أمرها أو هي أسرجت بعض الجهد لتنقذ نفسها و ظلّت عمياء حتّى أبصرت نور ربّها و سألته أن يلهمها شيئا من الاسلام تلتحف به فيما ظلّ من عمرها فهو الميسّر لكلّ عسير والقادر على العفو سبحانه              

Saturday, September 5, 2009

التيه 2

كان الأرنب يلاحق نفسه الأخير حينما حلّ التّيه كان قد ترك ليفنى بشهادة شعاع شمس أخير .. و لم تحلّ نهايته لاحظ باستغراب ..  كان عقله قد جفى ذاكرته و لم يعد يتذكّر .. فقط  الألم نبّهه أنه لم يكن في أحسن حالاته فظلّ حيث هو لا يرنو الى شيء ما عدا الفراغ و ذلك الشيء الذي لم يفهم ماهيته .. ما تراه يكون ..غاب عن الادراك زمنا .. كانت الغابة هامدة كلّ وحوشها خامدون لا يلوون أمرا .. كانت الضّباع تتهافت على نفسها تعضّ بعضها بعضا نكاية ..ما ترانا نكون .. تنظر حولها الى غيرها من الأجسام لا تعقل سوى ذلك التخبّط الذي أفنى احتمالها لترقّب ما سيأتي و انطلق الجميع صراعا ينسلون الى المتاهة .. غرباء يجمعهم الجهل بمن يكونون ..  هو التّيه اذن ساور غابتهم فأنكروا حتى جحورهم وطفقوا  في رحيل مهموم لا يتطلعون لصنمهم المقدّس و لا للذّيب الذي كان يحكمهم ...  لم يكونوا ليتعرّفواعليه و لم يكن يعرف بدوره من يكون  نجّي ببدنه ليكون لمن خلفه عبرة .. رحلت  الغربان والبوم وبنات آوى. لم يكن لهم البقاء فيما كانوا فيه من تظالم و مكر ضعيف فقد حلّت بهم بداية النهاية ليعيشوا كما رغبوا في انقطاع عن السماء ... نهض الأرنب من سباته كان المكان مقفرا و لم يكن له من سبيل لاستكشاف ما حوله سوى عيناه  ... كان غيرآسف على انعدام ملكة التذكّر فكان الألم ينبئه بأن ما انقضى لم يكن من كل بدّ جيّدا ..غريزة أعلمته بأنه جوعان فقدّم شفتيه للعشب و انتبه لم يكن بفمه الدّامي سنّ واحد للمضغ فاجتهد في البلع.. كان الزّمن قد أدبر فشبّت الحياة مجددا في ذلك الأرنب الذي انتبه أنه ذات تيه أسعفه الظّلم الواقع عليه في أن يظلّ بوطنه ثم بعد أن شفي أن يتذّكر ..  لقد اختفى الطّاغوت و أعوانه و كأنّ الغابة ابتلعتهم .. جميعا  .  و رأى عوضا عن ذلك كائنات سامية العصافير الرقيقة و النمل و الهدهد و و تأكّد من أنّ الأرض يورثها القدير لعباده الصالحين و أضمر في نفسه لن أزعم أبدا الرّياسة .. ما خطبه في أن يشقي نفسه بتحمّل أوزار تعثّر ذلك الحمار في أحد شعاب الغابة ... لن يهلك نفسه بالحمق كذلك الذّيب الذي غرّته الأماني و الكبر- بكسر الكاف- ..                        

Thursday, September 3, 2009

خواطر عمياء سابقة

خرجت مسرعة لا ألوي الاّ على الصّلاة و أخذت مكاني كالعادة بين الصفوف و تحضّرت للانصات .. قضيت صلاة العشاء و دعي المصلون للتراويح و أنقطع النّور ليحلّ الظّلام بعد ركعة أولى كانت بداية لتلاوة مبهجة للقلب لسورة الحج لم يتوقّّف الامام و أكمل الركعتين الأوّلين و ظلّ الناس في الصفوف في حالة سكون مترفة للاصغاء لصوت الامام الذي خفّ لانقطاع مكبرات الصوت. توقّف الامام قليلا ظنّا بأن الشركة الوطنية ستصلح العطب و لكن لم يتحقّق ذلك و لساعة أخرى أقيمت الصلاة في الظّلام و ظلّ الناس على هدوءهم واقفين بين يدي الله ينصتون .. و أنصتّ بعين قلبي -و قد غفل عن الدنيا - لقول الله "أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم  قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فانّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور " و تفكّرت أني عميت طوال ما فات من عمري عن تدبّر عجزي عن التبصّر و أني بعفو الله لم تعمى بصيرتي بتفكّر مني بل بفضل الله وحده فقد ظللت في جنبه رحمة منه ... فالحمد لله على نعمة الايمان.. وتلى الامام "يا أيها الناس ضرب  مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا و لو اجتمعوا  له و ان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب و المطلوب " هذه الآية وهذا القرآن وهذه أنا التي عجلت لربي ذات ظلام في مسجد في بلدي فأبصرت كلام الله الحق .. هذا الكتاب الذي اتّخذناه مهجورا.. أطبع عليه قبلة الحمق كلّما عنّ اليّ تنظيف رفوف مكتبي .. وبه الحياة مشرعة للعيش .. اي ربي لو سلبني الذباب شيئا ما قدرت على أن أسترجعه منه .. وتدبّرت قول الله "و جاهدوا في الله حقّ جهاده هو اجتباكم و ما جعل عليكم في الدّين من حرج ملّة ابيكم ابراهيم هو سمّاكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرّسول عليكم شهيدا وتكونوا شهداء على النّاس فأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة و اعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى و نعم النصير " و أدركت أنّي فرّطت في الطاعة ولولا رحمة من الله بي لهلكت كأولائك الذين ستكون أعمالهم الطيبة حسرات عليهم لأنّهم مثلي لم يتّخذوا القرآن نهجا في الحياة و أن الايمان بالله لا يكون أبدا محض الفطرة و انما تدبّرا لخلق الكون و الاعجاز القرآني..  وأن التدبّر عبادة للمؤمن بأمر الله .. اليوم في ذلك المسجد الطيّب نظرت لأوّل مرة بعين بصيرتي فأبصرت ما قال الرسول "تركت فيكم ما تمسّكتم به لن تظلّوا أبدا -كتاب الله وسنّتي-وشعرت بأني أتنّفس لأوّل مرّة بل و أحيى  ..   فالحمد لله أنّي بفضله لم أهلك قبل أن أبصر النور و قبل أن تغشاني ظلمات نفسي لقد ظللت على فطرة الاسلام نعم و لكنّي اليوم أبصرت ..  فالحمد لله كما ينبغي لجلال سلطانه .اللهم أحيى قلوبنا بالقرآن و أجعله لنا اماما  و اجعلنا اللهم من المجاهدين فيك لأنفسنا حقّ جهادك حتى ترضى  ..  يا نعم المولى و يا نعم النصير              

Tuesday, September 1, 2009

أيها الجاهلون

حتما انّ وجودنا داخل أي مجتمع و التقّدم في السّن يفقدنا كل براءة . لأنّه و بدون مخالطة نجد الكثير من فكر الناس يمتثل بين أيدينا و يتطفّل على ذاكرتنا ... فمن منا لم يذكر حادثة أو أخرى قد حصلت لقريب أو لأي فرد من المجتمع المحيط به و بذلك تتوسّع دائرة خبرتنا....  الى حدود ما لم نجرّب ولم نختبر بأنفسنا . وردني هذا الخاطر و أنا منذ ثمانية أعوام على خطّ التّماس مع الناس و كل مشاكلهم و ذلك بحكم المهنة الا أني تمكنت من المحافظة على ذاتيتى بمنأى عن كل السوداوية التي كنت أختبرها في قصصهم  و لكنّي منذ وردت هذا العالم الافتراضي و جدته في مثل بذاءة عالمنا الواقعي بل أزيد عليه بصفاقة الجبان الذي يتخفّى بهويّة افتراضيّة ظنّا منه أنّه بمنأى عن المساءلة ...  فكلنا يعلم أن اجراما كسبّ الجلالة و التّطاول على رموز الدين هو فعل مجرّم في هذا المجتمع و عقابه السّجن .كما أن المّيولات الجنسيّة المنحرفة للمرأة أو الرجل مجرّمة أيضا وكذلك التّحريض على ارتكاب هذه الجرائم .الاّ أنه يبدو أنّ بعض الجبناء بعالم الافتراض يستخفّون بذلك متناسين وجود قانون جزائي يعاقب على الجرائم المعلوماتيّة كما يحيل فيما عدا ذلك على القانون الجنائي العام . و لهؤلاء وان كان نطاق مدوّنتي محدود جدا أقول أنّه لا يهمّني ان آمنتم أم لم تؤمنوا فلمّا توّعد الشّيطان باحتناك بني آدم الى يوم الدّين قال له ربّي اذهب فانك رجيم و لأملأنّ جهنّم من الجنّ والنّاس أجمعين و استثنى من ذلك عباده المخلصين . و لكن ما يهمّني هنا له بالكاد التزام ديني بالنسبة لي وهو بالنسبة لهؤلاء ما نسمّيه التزاما مدنيا أو لتقريب المعنى التزام المواطنة داخل المجتمع المدني و الذي يفرض علينا احترام القانون الموضوع من طرف السلطة التشريعية .وعليه  فليعلم من يتعّرض للذات الالاهية و لخير الأنام بالتّعريض أو بانتهاك مقامهما الجليل أنني ممارسة مني لحقي سأطالب بتحريك دعوى عمومية ضدّه و أقسم بالله أنني لن أرجع عن ذلك و لن يردّني عنه شيء ولن يقدروا على التخفّي فبموجب التقنيات الحديثة التي يعرفونها جيدا فسيقع الوصول اليهم .وليعلموا أن الحرية المكفولة لهم بموجب القانون لها ما يحدّها و هو احترام القانون ذاته . آمنوا أو لا تأمنوا ذلك شأنكم لكن احترموا خصوصيّة هذا المجتمع و لا تعتقدوا أن ثلة شاذة من حقها الاعتداء على مقدساتنا و التّجريح فينا من باب ما تعتقده .فهذا المجتمع المسلم بأغلبيته لا يمكن أن يصبح دنماركيا و لابلدا أوروبيا تحت طائلة الكره للمسلمين و الاسلامفوبيا يتهجّم بعض أغبيائه على الرسول  . وما دام هؤلاء الملاحدة يصرّون على أن الأخلاق موجودة فعلا عند اللاّديني فليرونا بشائرها في كتاباتهم و الاّ فلا يحسبوا أن الله غافل عمّا يفعل المجرمون ..  وهذا القول غير موجّه لهم بل هو حديث لروحي  ..     يا أيّها الجاهلون سلاما

Monday, August 31, 2009

التيه

علم أن الغابة كانت فارغة من أهلها فالجميع آووا الى جحورهم في انتظار ما سيأتي و ظلّ لبرهة يفكّر الى أيّ الاتجاهات الأربع يسير قبل أن يحلّ التّيه وينسى بدوره تماما من يكون ..وضع قدميه الأماميتين نحو الشمال و تردّد لا مكان له هناك فجلده الأسمر سيفضى لهلاكه .. لا لن يذهب الى هناك ..اذن ليتوغل أكثر في جنوبه ..وزاغ بصره كل أهل الجنوب محكومون بالتّيه و لن يفرّ من هلاكه الآتي الاّ للوقوع فيه ..توقّف حيث هو و استلقى على ظهره و نظر الى السّماء  ومال بأرجله الأربعة نحوها .. أنظري ألا يمكنك أن تلهميني الى أين يمكنني الاستخفاء منك و حيث يمكنني أن أكون غيري .. وضاقت به الغابة بما رحبت  أنصت الى الفراغ وتذكر غليان رأسه بصخب الغابة .. تلك الضباع الذي احترفت اللصوصية و كلّ بنات آوى اللاّتي مارسن المحسوبيّة و الحريّة و تلك الغربان المدّعية التي احترفت تزييف الحقائق و الخنازير البريّة التي كانت دائمة الهجرة السريّة المتسارعة دخولا و خروجا من الغابة ..وتلك الكلاب التي مارست رياضتها المطلقة  بطحن العظام بأمره ..  وتذكر خطيئة قرينه التي لم تغفر أبدا .. الكبر.. المرأ على دين خليله لم يشكّ أبدا وقد اختار أن يكون العجب زينته و قدّر أنه قد يكون له الوقت للتّراجع فأحيط به وبسكان الغابة جميعا.... انفظّ الجميع من حوله و تهدّل وجهه فلم يزيّفه اليوم كعادته اذ لن يراه أحد  .. يتوه بمعدة خاوية كأن لم يغنى فيها ولم يلبث في نعيم الدنيا أبدا. كان مجهدا بوضاعته ينظر لاقتراب النهاية حيث هو لا يكاد يخرج زفير النّفس الطّالع منه ..قتل كيف قدّر.. لمّا اغترّ بالفسحة التي أعطى و أحبّ أصوات الطبول تقرع لتحيّته و الأصوات تهتف له ..مال برأسه الى الأرض يتخفّى بها من النظر الى السماء التي غلّقت دونه لم يكن واهما فمنذ زمان أعلمته عضامه بهرمه وخبّره تهدّل جلده و رعشة يديه بأزوف خريف العمر و اشتهى النكّسة تلو النّكسة و لم يرقب في نفسه ذاتها الاّ و لا ذمّة ..و تذكّر مازال في الوقت بقيّة..  أيّتها الوحوش من أذن لك بالانصراف ..  أسرجي لخطوي أيامي الملاح   ..  ويا أيتها الضباع تعالي لا زال في غابتي ما تنهبين .. ويا حمير أصدرت عفوا عليكم سأرفع الطوارىء عنكم ولو الى حين .. أنا من تعلمون ..  فرعونكم أو تراني زعيم الحمير .. أنا الذّيب سأغمض عيني و أعوي و ستأتي بنات آوى ليصحبنني و يجمّلن ضاهرى مازال أمامي بعض الوقت أيضا لأعيش كما أبغي .. وحلّ التّيه بالغابة كان الجميع في جحورهم خامدون ما عدى الذيب كان بالعراء فاقدا صوته و أنفه ممرّغ بالتراب ..لمن الحكم اليوم...                      

Sunday, August 30, 2009

" من أنصاري الى الله"

قال موسى لقومه و قد أفاض الله عليهم من رحمته الكثير فنجّاهم من الطّاغوت "من أنصاري الى الله" ولم يجد الا قلّة أنابت معه لربّ العالمين .و كدأب الجبناء تفوح رائحة جبنهم بصفاقة المتسرّع نحو حماية نفسه من الزوال و كأنه يملك ناصيته و جدت أمّتنا على غير عادة الوهن و الضّعف باتت و حشا هجينا تدّعي أن الجبل سيعصمها من الطّوفان و غاب عنها أنّه لا عاصم من الله الا من رحم ..وهل يرحم الله من فرّطوا في المقدّسات و أتّخذوا أعداءه أولياء من دونه .لقد تتبّعت بكمد أخبار تهويد القدس وسعي اليهود لتجزئته و قد رموا بالناس في الشارع و صادروا منازلهم و لا من صريخ و كأن القدس صار أثرا بعد عين أو أنه لم يعد قبلة للصلاة لكل المسلمين و جزمت أنه لو كان موسى  حيّا و سألنا النّصرة لخذلناه ولعلّنا كنا في صفاقة قومه لنقول له اذهب و ربّك فقاتلا انّا هنا قاعدون .كنت صغيرة السن لم أتجاوز العاشرة .. و أذكر أنه كنّا نتلقّى دروسا في اللغة العربية   و أن أحد نصوص الشعر كان عنوانه "معلمة لاجئة" ولا أزال أذكر بعض ما جاء فيه.... "مع الفجر و الفجر لا يشعر مع الفجر راقبتها تعبر الى أين قبل انبلاج الصباح الى أين .. فقيل لها في شقوق الخيام تلاميذ من أجلها بكّروا ..تعذّب في البرد أجسامهم و أقدامهم من دم تقطر.." خيال الكلمات التي تحضرني اليوم بعد ستة وعشرون عاما و قد كان الشّعر وصفا لحال أهل المخيّمات ممّن هجّروا داخل فلسطين أما اليوم فالتركيز على كلمة القضية في حدّ ذاته بات سمجا وغير مقبول فقد هرمت التّسمية و ظلّ الشّعب الفلسطيني تحت نير أعدائه و المنافقين من هذه الأمة  قاتلهم الله أنّ يِؤفكون.. وبات تسويق الكيان المحتل على أنه حقيقة ثابتة سلعة رائجة بلغة الضاد لا يخجل منه قائل.. وبعد أن كان مسرى الرسول مقدّسا بات ظلاّ لفتح تاريخي لصلاح الدين .. ثم صار شأنا داخليا لأهل فلسطين و المطيّة أنّهم في شقاق و الحقيقة أنّ  النّزعة الوطنية لكل هذه الفئات المسلمة بل والتواطىء و الصّفاقة و العذاب الربّاني  بأن ران على قلوب أقفالها وتلك عقوبة الله الدّنيوية لمن أعرض عن دينه و قد سبق بالوعيد لا نصرة للضعيف و لا تحيّز لدين الله ولا لأوامره ولا لنواهيه ... "من أنصارنا الى الله" لا أحد... ما عدا فئة قليلة لازالت مرابطة .. نسأل الله لهم الثّبات وأدعوه برحمته أن يخلفنا عاجلا غير آجل بقوم يحبّونه و يحبّهم أشدّاء على الكفار رحماء بينهم لعله بعزّته يجفّف منابع النّفاق في هذه الأمّة فيخلع عنها وجهها القبيح وهذه الروح النّزقة التى أعدمتنا واليا كعمر أو هارون الرشيد..اللهم استجب ..                 

Saturday, August 29, 2009

بل أشربنا العجل

تذكرت غضب  موسى من قومه لما زعموا أن ظلالهم كان بفعل السامري و تحقيق الله بأنهم انما أشربو العجل بقلوبهم بما كسبت أيديهم .. و أنا أتحين فراغ فؤادي من تدبّر بعض أمري ران عليّ أن أذكر المناهج التعليمية ببلدي و التي تفتقر للبعد القيمي .. وتذكرت قوم موسى فؤولئك انما استحقوا غضب الله عليهم بما كسبت أيديهم .. و عقلت السامري في كثير من الوجوه  و العجل في هذه العلمانيّة التي أفضت الى ظلالنا ..أقوم الى الصلاة متثاقلة لأخلع الفرض عن كاهلي فيما هي الشّفاء و البركة و أجتهد في النوم والتكاسل .. منذ ثلاثة وخمسون عاما لم أرى الثلث الأخير من الليل و لم أشهد صلاة الصبح الاّ لماما .. تدبرت مطالعة الأدب الفرنسي على نحو غير متزن حتى صار فكري مغتربا و اكتفيت بطبع قبلة على غلاف كتاب الله .. و كلها ضريبة المناهج العلمية التي أريد لها أن تكون علمانيّة بحيث أن الله في السماء اي نعم ..  و الأرض مكمن للعبثيّة  ننطلق فيها في سباق محموم لانهاء المراحل التعليمية حتى نشب بأفئدة فارغة.. ثم ننتهي حيث الحديث في العقيدة أمر غريب و أقول مستهجنا .. و صار القوم وحوشا في مفازة و بعضهم جاهل بالحقّ يدعي العلم بغلوّ و صلافة و آخرون ممّن بارك الله فيهم قلّة لا نكاد نعقلهم ونحن نجري جري الوحوش في ذات  المفازة و تذكرت أصحاب المغارم يوم الحشر أولئك الذين سيسألون الله القصاص لحقوقهم في عرصات القيامة   .. وكنت عقدت العزم على أن أكون حينها مهاتميّة النّزعة و ألاّ أطلب القصاص..  و لكنّي أعلن أنّي نكصت عن عزمي ذلك فوالله لأمسكنّ برقبة من أشربت العلمانية بقراره و لأسألنّ الله أن يقتصّ لي منه كائنا من كان و ان خلت سجلاّته من الحسنات ..لا شيء يبرّر تجاهل علوم الدّين و العقيدة لكونها نهج ربّانيّ في التربية بها يصلح كل شيء .. أما الغلوّ فهو ثمرة لجهل الدّين وليس نتاجا عنه و قد صاغ الله هذا الدّين ليكون قيّما و ليكون دور المسلم في  الدّنيا  شاهدا على الناس باتّباع نصّ القرآن و تحكيم السنّة في السّلوك ولم يطلب منّا غير ذلك فما عداه هو في حكم أمر الله لرسوله بالقول "لكم دينكم ولي دين" .حقائق قليلة من ديني الجميل كاد يمضي عليّ دهر دون أن أفقه وجودها تعرّفت عليها  ذات صدفة و حين دهشة أدركت أنّي أمضيت ما أزف من عمري أجري في الدنيا جري الوحوش بمفازة .. ربّنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك  اليك المصير ..  اشرح قلوبنا لهذا الحقّ الذي أتيت على لسان رسولك و علّمنا منه ما جهلنا قبل أن يؤخذ بالنّواصي و الأقدام .. ربّنا و لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا و اجعلنا ممّن اتممت عليهم نعمتك ورضيت لهم الاسلام دينا ..واني أشهدك ياسيدي على تقصيري و أسألك الفوز والغنيمة بكل بر ..اللهم و اهدي قومي فبعضهم مثلي لايعلمون بما تفضّلت به علينا من نعمة الاسلام .                    

صبر ساعة

جلست الى وحدتي أنادمها كما اتّفق و أذكر بخير أهل الكهف و أنا أتشبّه بهم في أنّه لو اطّلع عليّ أهل الأرض لولّوا منّي فرارا ..فأنا أبدو لذاتي  موميائية النفس شرنقيّة الروح فأنّ لي مخالطة الناس ..أتفاجأ بالتفكير كفتاة في العاشرة.. ويكأني لبثت من زمني ألحاظا أتعقّل الأشياء بدون أن أفقه ماهي ..نظرت للناس من بعيد و قد زاغ البصر ..انّهم يعيشون بكثير من المخالطة و المشاعر ..و كصبيّة في العاشرة أظلّ أعتقد أن السّماء  لوح أزرق .. و أن القلب لا يعرف تعدّدا في المشاعر لكونه لا يقدر على ضخّ سوى احساس واحد و لأنّي بحمد الله بليت  بالشّغف بفكرة الأمّة منذ زمن فلم أعرف غير الكمد .. لن يصدّقني أحد اذا ما أقسمت أنّي لم أسعد يوما ولم أحبّ و لم أغضب مرّة لنفسي .. ولم أجاهر سوى بالنّكد من أجل هذا الوطن المنبتّ عن عزّته... قلبي المسكين لا يعقل سوى ذاكرة الوهم التي أشربته الأمل في زمن للعزّة لأكون غيري ... جلس ينظر للفراغ الممتدّ لعينيه ونصّبني أميرة للمجانين كذا قال على الملأ بعد أن تجرّع من قنّينة الكحول التي كانت ترابط بيده ... دون أن يستبين ما كان للكحول من أثر على جوفه  .. ضحك من حولى لقوله وكادوا يباركون ما استقرّ عليه زعم المجنون أو السكّير..  لا أدري ولم أغضب ..فكرت لبرهة في قوله.. أي امارة تلك و أين اقليمها و شعبها وهل أنصّب عليها لوحدي .. قطعا لن أقبل فالشّمولية قبح بل هو اثم لن أرتكبه ولو اجتمع عليّ كافة مجانين البلد .. ولماذا يعقد بلفور البذيء وعدا مع بعض الصهاينة فيختفي كلّ الوطن باقليمه و شعبه وحكومته لستين عاما ثم يعودوا ويدفعوا بالقوم بصفة ملاحظ في هيئة الأمم المتحدة و يسمّون ذلك مكسبا..و منذ عشرين عاما قيل للقوم اعترفوا بغاصبكم و سوف نعيدكم لخارطة الدنيا عام ثم عام و آخر انقضى حتى تمت العشرون ..كذبوا كما تعوّدوا دائما أولم يخلفوا نبي الله وعدهم و اتّخذوا من حليّهم عجلا له خوار أسرجوا له دينهم ..و الله من فوقنا أهدانا قصصهم و  العبرة بأن لا نتّخذهم أولياء من دونه ..الوطن لا يحتاج لموعد للاعتراف به فهو لم يغادر مكانه .. وكذا شعبه .... لا تحاوروا عدوّا بل عالجوا الهامات لتنهض من كبوتها و ادّاركوا نفس الانسانيّة الأخير لكي لا تصيروا كالدواب بل أظل .. لا تقيموا حروبا لطواحين الهواء و تكونوا كالسامري أشرب قومه العجل بقبسة من أثر الرسول فأهلكهم الله جميعا ..أسرجوا للكرامة ما ترهبون به عدوّ الله وعدوّنا .. فالدّنيا كما اتّفق صبر ساعة .. قالها الله .. أنّا يوم الميقات كأن لم نلبث بهذه الدنيا سوى ساعة للتعارف أرجع لمطالعة النّاس بعين زاهدة ... لا يجد قلبي ضالّته في انتظار ما سيأتي على أمّتي .. تغمّدنا الله برحمته ...           

Friday, August 28, 2009

اللهم افرق بيننا و بين قومنا بالحق

منذ بضع أعوام و أنا في حالة انقطاع صوت و صورة مع المجتمع مع سابق اضمار لأني وجدت المخالطة مهلكة في مجتمع يدّعي العلمانية وهو في الواقع يمارس الصّبيانية و اهدار الكرامة و ظللت الطريق ذات مرة لأجد نفسي في عالم افتراضي وعاد المجتمع ليبسط وجههه المستقبح من باب الافتراض و عادت بي الذّاكرة الى سنوات العمر الأولى و المواجهات الفتيّة مع أدعياء احتكار المعرفة. ذلك الاستعجال المذموم الذي يدفع بعض الناس الى استعراض انحراف ميولاتهم على غيرهم فهم يجاهرون الجماعة بالمستقبح من تمظهرهم يعتدون على الذّات الالاهية وعلى العقيدة و هم في ذلك يدّعون الفكر و الوعي بحقيقة الخلق بل ينفون كل الخلق و دون الخوض في ما خفي على الملحدين من حقيقة أو بالأحرى ما عموا عنه من حقائق أجدني أتسائل حقا .. من جعلهم أوصياء علينا ليخوضوا فيما نحب و لينتهكوا عقيدتنا  ؟ و مما تراهم يسعون لانقاذنا  ؟  من الله الذي نعبد .. من الالتزامات التي يحملنا اياها ديننا .. من أمر الله لنا بالاحسان للجار و حسن المعاملة و الزكاة و الصدقة و كفالة اليتيم و الوصية بحسن معاملة النساء و طاعة الوالدين  و كلّ البنيان الطيّب الذي يكفل لنا الكرامة من دعوة للعمل و العفاف والى ماذا يدعوننا .. لم أكن لأنشغل بذلك وقد صرفت النظر عن المحاججة و الجدال العقيم مع البلاهة و قد شرح ربي صدري للحقّ تفضّلا منه ووجدت العزلة أفضل من المخالطة . ولكن البارحة و أنا أنصت للامام وهو يتلو سورة الأعراف تذكّرت الملحدين ووجدتني بعد ذلك أكرّر ما ردّد القرآن من قول الرسول 
 ربنا افرق بيننا وبين قومنا بالحق " و كان ذلك القول دعاءا من النبي على قومه بعد أن ياس من صلاحهم  ... و قد انتبهت بعد ذلك الى أنّ تطويع عقلى لفهمه للآية لم يكن متسامحا كما يجب أن يكون عليه المسلم خاصة و أن أمرنا جميعا لرب العباد وهو من يقدّر خواتمنا فاستغفرت الله لذنبي و سألته العافية في ديني بعد أن كادت الحميّة أن تهلكني  .. و عادت الأفكار نفسها لرأسي و أنا أنصت للامام وهو يقرأ سورة الأنفال و نظرت بعين قلبي لوصف المنافقين وجرأتهم على الله ورسوله والله ما أخطأت ببغض بني جلدتي من الذين يعرّضون بالدين ... فاللهم افرق بيننا وبين قومنا بالحق و أنت خير الحاكمين   ..          

Monday, August 24, 2009

اليقين

أتمترس بقلبي ليظلّ حيّا و أبقي عقلي حاضرا للدّعاء ... يقول لي جاهل : مالذي تفعل فلسطين بكلامكم . و الكلام عنها يبقي قلبي حيا وبمنأى عن الغفلة التي تهلك الارادة و التفكر للدعاء . و النبي موسى ذهب لفرعون الدنيا , و بيده عصا و قد سبق بالاستعانة بربه... بالدعاء ... انه الايمان يا أخي بأن" كيد الشيطان ضعيف" .. كلمات قليلة تشرح حقيقة ربّانية لا تثريب عليها أن أتذكّر وأدعو لاخوة لي في ظهر الغيب بالنّصر و التّمكين .. سلاحي في دعم المقاومة أن من كان الله معه فلا يخاف عليه ولا يجزع عليه واذا أكرم ربي بعضنا باجابة الدعاء فأنظر كم أن للكلمات من فعل .. خطف منّا الادراك ذات خديعة و أشربنا فكر الهزيمة حتى صرنا نقول اسرائيل و ليس الكيان المحتل كانت الحرب مقدّسة و لنا قبلة في فلسطين ترنو اليها قلوبنا ثم عمت البصيرة وصرنا شعوبا استهلاكية مستوردة الفكر اذا ما طرحت نصرة الأهل في الداخل دعينا للهدوء و التفكّر في القوانين الدّولية و أن ذلك شأن داخلي ...ثم صار الأمر لا يعنينا أبدا وحتى الخوض في ذلك كره للآخر كما قيل لي ذات حديث .. لما أضرب على وجهي بتهمة الغلوّ الفكري اذا ما تحدثت عما يحصل حقا .. هل أكذب اذا قلت أنّ كل اليهود لا يؤمن لهم جانب أليس الله من قال في محكم تنزيله "ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم" ثم هل ان الحديث في الحقيقة صار غلوّا ... و هل عليّ أن أضع قائمة في المتعاطفين مع الكيان المحتل والحاملين لجنسيّته و المساهمين في اقتصاده و السّائرين في ركب رفاهه و أذكر أسمائهم قبل الحديث عنهم .. ان ما يجب أن نلتفت اليه هو استعادة هويّتنا و احساسنا حقا بمن نكون و أن ندرك أن ملأ الخمّارات ليس نحن و أن الرقص في الملاهي ليس نحن و أن الكذب ليس نحن و أن المواخير ليس نحن و أن المجون و الاعتداء على الحرمات ليس نحن ..ما يجب أن تذكره يا أخي قبل لومي على التعميم أن تدرك انما جعلنا لتزكية أنفسنا باتباع الصراط المستقيم وقد قال الله "ونفس وما سوّ اها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكّاها وقد خاب من دسّاها " التعميم لا يمكن أن يكون خطئا فذلك قول الله فيهم لا أزيد عليه و قد عادوه عز و جل و قتلوا أنبياء الله الذين أرسلوا لهم و هم مفسدون في الأرض منذ جعل الله الناس أمما مختلفة فهم سادة الدعارة والقمار والربا و هتك الأعراض و القتل و الخديعة و كل مآسي الدنيا منهم . و نعم ان من كان منهم ذمّيا لا سلطان لنا عليه ما لم يكن محتلا لأرض المسلمين ... من العار أن نلبس ثوب الحمامة و نحن نساق للذبح و من العيب أن نلام على الكلام الذي يتقيد بالحقيقة ... سأظلّ على تمترسي ويقيني بان العزّة لله جميعا و أنه مامن فئة قليلة الاّ وغلبت فئة كثيرة باذن الله .اللهم فانصر المجاهدين في سبيلك و ارفع المقت و الفتن عن أمة حبيبك محمد و ارحم شهداء الاسلام الأبرار و انتقم لهم عاجلا غير آجل يا أرحم الراحمين ..

كرامة امرأة

البارحة وعلى غير عادتي قررت دخول المدينة العربي اختزالا للوقت و المسافة نحو و جهتي المقررة بالرجوع للمنزل و بدأت السير متجاوزة بعض وزارات الدولة ثم قرّرت زيادة الاختزال و تقريب المسافة.. ثم انتبهت برعب الى أن رجلي الغبيتين التين تركتا لرأسي الجاهلة بجغرافية البلاد تأخذاني الى حيث لا أدري .. اختلج قلبي الكهل بصدري و ماذا لو وجدتني بجوار .. قلتها بصوت خافت لعين قلبي .. الماخور.. ذهلت و تسمّرت حيث أنا و كدث ألطم رأسي التي تكاد تهديني المهالك .. استعرضت بعض الحلول التي لم تكن كثيرة سؤال احداهن أو الرجوع على الأعقاب .. نظرت من حولي اختفت كل اللّطافة من الزقاق و لم يكن هناك سوى الباعة .. و نظرت خلفي لم أكن لأعرف الرجوع على عقبي بعقلي الغبي .. ولم أتردّد حيث طال وقوفي.. تقدمت من أكثر الباعة سنّا لأنه برأيى كان أحقّ بالثّقة قلت من فضلك يا أخي هل تدلّني على أأمن طريق للوصول الى باب البحر .. أطلعني على خارطة للطّريق و أسرعت في تطبيقها بدون نيّة في النكول ولا الاجتهاد و لا الحصافة .. كاد جهلي المضني بالجغرافيا أن يقودني الى المهلكة .. و ظللت أفكّر بعدما وصلت الى الأمان لماذا يحتفظ ببلدى الفرح دائما بمواخير علنيّة لماذا تذبح كرامة الأنثى على مرمى من الجامع و الناس .. و أي تجارة مربحة تلك التي لا غنى عنها مقابل حفظ الكرامة البشريّة .. تذكّرت تلك الجارة التى بعد طلاقها من زوجها لأسباب عادية .. شقت طريقها نحو أحد دور البغاء العلني أذكر ... وجهها الجميل ذلك الذي صار قبيحا بفعلها ... سمعت أنّها لم تكن تلوي على شيء سوى التكسب وان كان بجسدها .. كان لها ابنة شرعيّة من طليقها .. ظلّت معها .. اذ لم يكن لديها غيرها .. تلك البنية الموصومة بذنب أمّها كانت ذكيّة تشهد لها بذلك شهاداتها المدرسيّة .. ظلّت لمدة لوحدها تنتظر رجوع أمّها لها كل جمعة يرافقها الخوف عند الوحدة و عدم استيعاب عمل أمها الذي يجعلها تغيب عنها ... بعد أعوام زادت العاهرة ولدا غير شرعيّ نتيجة لعلاقاتها الآثمة تركته وليدا لاحداهن للاعتناء به وبنتها صارت يافعة تعاني الكثير من انحراف السلوك و الوحدة ... لماذا يحافظ على دور البغاء العلني بهذه البلاد و هي اهدار لكرامة المرأة .. لماذا تبقي مفتوحة وهي انتهاك للأرحام و السّمعة و محضنة لتفريخ المآسي و قبل ذلك شقّ للنواهي و تسهيل لارتكاب المعاصي .. الذّهول عن حقيقة اختزال جزء من نساء هذه البلاد في تجارة المتعة وان كن قلّة وقد أذن رب العباد بالتستر عند المعصية أثقل قلبى المهموم بالاجهاد و الاحساس بسوء السّمعة .. متى يقع ازالة هذا الامتهان المبتذل للكرامة .. حتى اذا ما ظلّ أحدنا المسير يوما عن العيش نام هانئا لم تتعثر ببلاده دابّة و لم تقع بعلمه ولا علاقة آثمة يحاسبه بها رب العباد .. لأن الجرأة على المعصية محض غباء و اسفاف وجهل بالعاقبة ..