Tuesday, October 20, 2009

ادبار

حضر اللّيل متسربلا بشبهة نهاية ..و انكفأ دوني يصيخ السمع للنّهار المدبر..  في حديث الملائكة العارجين للسماء محمّلين بسجلاّت خلق كثيرين ... يصّعّدون وقد تثاقل اللّيل يغرس ألف حكاية مملاة من وهم تلطّف الخلق بعضهم ببعض وحديث عن الوسطية و القبول بالآخر و المحاكمة مرافعة متماثلة للتشدّق باحتكار الحكمة .. و الليل يدري أن مكمنها السماء . قال لا تلومي برودتي.. فأنا أتحجّر  من عسير ما أجد على هذه البسيطة من جمود البشر .. و أقبل الفتى بجهده المعتاد يمسح عن وجه الدنيا ما عبثت به أيد لاهية و الليل يدني عليه نظرات جليدية قاسية ... يأخذ القمامة و يرميها في  الحاوية و يعاود الدفع أنظر اليه كلّما شقّ عليّ النّوم .. و أنصت لحسيس نعليه أتبسّم لجرّه رجليه المنهكتين و أكاد أعبث بجدّه لأثنيه عن ارهاقه لذاته بتزيين وجه المدينة القبيح ,الذي خبّرني الليل بأن لا جهد يجمّله أبدا و مرّت سيّارة عابثة ...  ألقى البليد منها علبة جعة فارغة للطريق  مرّ المعذّب لمنتصف الشارع وحمل العلبة و ألقى بها بالحاوية و انقبض صدري . ليتك تكون على غيرجدّيتك يا فتى و ترحم عظامك المهترأة من كيدك المتزايد في اجهادها .و أفّ لذلك المسخ ما أقبح فعله .. دنا الليل من نافذتي وزأر قال كفي عن لؤم التّجسّس .. فقلت انما أحنو على الفتى باهتمامي  ولا أكيد الاّ لنفسي أشقيها بمراقبة عذابه .. فانصرف بأذيالك عنّي يا أيّها المدبر باقبالك .. ثمّ جاس أحدهم تحت النافذة يتقيّأ رعونته والليل يشتهي طحن عظامه يصيح بي ما أشدّ ابتذالكم للزمان يا هذه و انقطع النفس عني من الدّهشة حتى اختنقت ..  ما لي و الدّنيا ومن فيها .. جلست لفراشي غير بعيد عن النافذة وعلى جنبي الأيمن اقتداءا بالحبيب اضطجعت و غالبت نفسي في التململ نحو اليسار و بالكاد تذكّرت التشهّد ..  قمت بحساب صنف من البشر ممن عرفت أحصيت قرابة أربعينا منهم , ثمّ التقمني الكرى فنمت   ...  دون تفصيل الحديث مع ليل منهجيّ اخترق الوجود ليكون من الماضي فغير بعيد لصباح مدبر جلست ..             

No comments:

Post a Comment