صار للترقب معنى مرفأ ألوذ به و تدركه امكاناتي ملجأ لكلماتي النافرة و حصن منيع لكل ترهاتي حديث الآخرين لي و ترجمة لما هو آتي بعض الظن و شيء من التعقل اذا شئت أو جميل ارهاصاتي
Saturday, October 24, 2009
السّير على الحافّة
كالعادة حينما تردادني الكلمات بدون سابق انذار تتطفّل على عقلي و تملي عليه ما تريد حين يغادرني الأنا و يحل بي ذلك الأنا الآخر ليختلط أمري عليّ بالحاح ..توقّفت عن العمل و قد ضجّ قلبي بكلمات لم اكن متيقّنة ان كانت تحتمل أي معنى بعد أن ظلّت تقنيات اللغة امكانات الماضي . كنت قد خرجت بحثا عن العلف للخروف الذي قرّر أبي احضاره قبل شهر من موعده و أنا أفكّر بيني وبين حالي من اضطراري القسري للعناية به لما ظلّ من الوقت و التفكير فيما اذا كان من الهيّن بعد مرور الوقت التقدم به كقربان لربّ العالمين . سامح الله أبي فكلّ هذه الأعوام كانت عيناي تفيضان من الدّمع عند ذبح خروف ظل عندنا ليوم وليلة .. و ما ترى يكون حالي مع هذا الضّيف الذي سيمكث لشهر و ليس هناك غيري للعناية به .. توقفت عند البائع الأول و سألت عن سعر العلف .. تردّده في الجواب جعلني أشكّ فيه ولذلك فقد قمت بالتجوّل في المنطقة كلّها حتى لقيت بائع علف غيره و أيقنت أنّ الأوّل سارق و فرحت أن كهولتي قد أسعفتني بأذن يمكنها التّمييز عند محاولة التّظليل ..ألقيت بالعلف بالسيّارة و رحت أنفض ما التصق بأدباشي منه و أنا أتحسّر على ما نال السيارة من أوساخ وانطلقت في طريق العودة الى المنزل كان هناك سبعة صبية على جانب الطريق الواحد تلو الآخر يتبارون في عدم السقوط عن حافّته ..كانت تلك أحد البهلوانيات التي مارست طيلة أعوام الصبا .. أطلقت نفير السيارة سعيا لتشتيت انتباههم علّ بعضهم يسقط عن الحافّة و لم ينتبه منهم أحد.. ظلّوا على تركيزهم و كدت أتوقّف لملاحقة خطوهم و السّير على الحافّة مثلهم .. كنت في ما مضى أرفع يديّ كتقنية للمحافظة على التوازن تماما كما رأيتهم يفعلون الاّ أنّي وبخلافهم لم أكن أتبارى مع أحد ..كنت ألهو بالسير على الحافة و كلّما قلّ عرضها كنت أجد متعة في عدم السقوط .. وأحيانا كنت أسقط بدون سبب و تدمى يداي وركبتي فأغضب و أحرج قليلا من ضحك البعض من رعونتي و لكنّي كنت أرجع للسير على الحافة مجدّدا ..تمنّيت لو وقفت و لكنّي لم أفعل فلم يكن من الممكن أن أفعل ذلك و قد يظنّ بي الخبل .. ظلّ عقلي مشغولا بذلك و قد تهيّج بلهفة لعمر الصبا .. لمجرّد حدث واحد هو السّير على حافة لا يزيد ارتفاعها عن عشرة سنتمترات و عرضها كذلك ..الكثير من العمل ينتظر الانتهاء منه .. أمّا أنا فأجدني أقلّب فرصي الممكنة للسّير مجدّدا على أيّ حافّة
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment