Monday, November 2, 2009

خواطر مرورية

منذ عدة أعوام كنت أستمع لتبرّم البعض من معارفي من الحركة المرورية  سخطهم من الاكتظاظ ..الهمجية وبعضهم كان يزيد على ذلك بانتقاد هندسة الطرقات  وكنت أجد ذلك تفكيرا غير سوي .لأنه بالنسبة للاكتظاظ فلطالما اعتقدت أن لكلّ الحق في السّير بسيارة على الطريق العام وبالتالي فلماذا الغضب من أمر نسوّغه لأنفسنا و أما الهمجية فمن لازم الحيطة و الحذر سلم ما لم تسبقه يد القدرة في صرف البلاء و الا فالهمجية على الطريق أمر مبالغ في الهزلية أحيانا حتى أنك بقليل من العمق ستضحك كثيرا من تصرف بعضهم .فقط أني كنت أعتقد أن هندسة الطريق أمر بالغ التعقيد و فني بحت لا يجوز الخوض فيه من العامة لأن الحكمة في نظري تظل حكرا على بعض أهل الاختصاص ..حتى نظرت هذه المدة و قد غادرت حكمة القواعد و الاختصاص لنظرية المؤامرة .ههههههه ..على الأقل أنا أعترف بجنوح عقلي ...المهم أني و اعتبارا لكوني من مرتادي الطريق الرابطة بين الكرم و أريانة مرورا بالبحيرة و المطار كانت الطريق لمدة سالكة لا مشاكل و لا اختناقات مرورية ولا مطبات حفرية و لا مشاكل هندسية طريق مستقيم و يمكنني بالقليل من الاجتهاد لولا الحياء أن أكتب فيه مرثية ..نعم فقد انتهى ذلك الطريق و تغيرت معالمه على نحو كبير .فخلال الربيع حضرت شاحنات و أجهزة عجائبية  فتم نقره و ازالة ما كان صالحا منه وبدون أي مبرر أعيدت كسوته و حينها تأسّيت على ضياع الصالح و الأموال العمومية ليعاد للطريق نفس الوجه مع مخفّظات سرعة بديعة و كأنّا نسير جميعا بسيّارات هامر قادرة على تذليل الصعاب -مؤخرا تدخلت الشركة التي أتمت الأشغال لتحدث تعديلا في مخفضات السرعة لتسهيل السير فوقها -المهم أني لم أفهم سبب اعادة طريق جيدة على مسافة مهمّة و الحال أن الكثير من المناطق تندب التّعبيد و يا حسرة على مدينة مدنين الطيبة ..المهم .. المصيبة ما حصل بعد ذلك في هندسة الطريق الذي تم تعويج استقامته لندوخ في الدوران في بعض أجزاء البحيرة . وكأن البلدية تعمل على تكريس شعار اعرف بلادك ..الأمر في الواقع بنظرية المؤامرة يأخذ بعدا آخر ..فعلى مستوى السفارة الأمريكية و بعد أن كان الطريق سويا يفضي على مسافة قصيرة الى البحيرة مباشرة صار الطريق محوّلا نحو تفريعات متعددة  و عجائبيّة و اختناق مروري بائس و غريب حتى أنك بالفعل لا تفهم اذا دخلت في هذا الانعراج أو ذلك الى أين يمضي بك الطريق .. و ان كنت تسير عكس الاتجاه اللازم و في الثاّنية اللاحقة ستحدث كارثة مرورية تصيب أهلك و الكثير من العائلات بالكمد ..أنا لا ابالغ و لكن هندسة الطريق صارت كارثيّة و  تفوق أشد درجات الغباء في التصميم ..و من يعرف حالها كيف كانت لا يمكنه الا الرثاء لما صارت اليه  ..أما أنا فهذه الطريق علّمتني ألا أجلّ بعد اليوم أهل الاختصاص و أن أنصف المتبرّمين في تشدّقهم بحماقة مهندسي الطرقات و بخيارات المجلس البلدي ..و ثانيا أني صرت أجد انحرافات ذهني نحو نظرية المؤامرة نوعا من التّسلية فاليوم نظرت الى جانبي الطريق .. لتلك العمارات الفارهة التي تنتظر من يدفع المال لشرائها و جزمت أن الطريق الجديد بكثافته المرورية المتزايدة يوفّر لأصحابها اشهارا  مجانيّا..طبعا الأشغال لا زالت مستمرة و لم تنته بعد و لكنّ الأكيد أنها ستظلّ على تعقيدها الحالي فيا حسرة على البساطة التي كانت عليها و يا أسفي عليّ و على غيري من مستعملي هذه  الطريق ما أتعس أيّامنا مع كل هذا التعقيد ..اليوم لم أفتح نافذة السيارة لأترك النسيم يلقي تحيّته عليّ فهو على علمي مشحون ..بأمور كثيرة لا أفهمها ..في الأخير لم أشهد اختناقا مرورياّ قط الا ووجدت على مرمى حجر شرطي مرور يسير حركة ..المرور        









































































































































  ..

No comments:

Post a Comment