Friday, November 20, 2009

حزمة تفاهمات

لا أرى الهدهد قال ..ضحكت من قوله وتسائلت وهل في بلاد الوحوش ظلّ للهدي عنوان .. علّها الحمّى أذهبت عقله و صرفت ادراكه عن النّظر .. كنت قد بدأت أحسب بنات آوى الحاضرات و أنا أميل لتجنّب زبد البحر و ملوحة النسيم عندما حلّ ظلام جديد   .. لم أتمّكن بعده من الحساب كنت كمن يتخبّطه الاجهاد من المس لا أنظر خلفي و لا قدّامي..  أسمع تنفّس صاحبي المقعد في شهيق يتلوه شهيق كان لحلول الظّلام دائما على نفوسنا وقع شديد فقط بنات آوى لم يكنّ يهتممن به ...  يواصلن الفحيح  ....  و في طفرات يعوين..   يصدّعن الأقدام والرؤوس و يماثلن طقوس أزلام العصور القروسطية في استعباد أرواحهن بمجانيّة المصروع على جيفة الفتاة . ونظرت لحزمة التّفاهمات المملاة على عجل .. و طبخة الفتنة السريعة بين قطيع الهنا والهناك و ان كان الجميع سواء في أكل فتاة الجيفة و الصدّ عن النّظر .. وبكيت غياب الهدهد .. علمت أنه رحل .. عن الدّنيا بلا ريب .. أكلت دابة الأرض منسأة الرّسول و دلّت أفّاقي الأرض على افتتاح سنوات أن لكل امرء ما سعى    ..  و تذكّرت كيف أنّ المستحيل ممكن بلا ريب ... في الظنّ حينما تهشّ على غنمك بأنّك سفير لحزمة التفاهمات تلك تأتي لتمليها على جزء من القطيع و تصعّر ظهرك لباقي البقيع وتقول يا غنيمتي امسحي فمك اليوم لا ثغاء بعد الآن و لا اختلاف في الألوان ... هناك حاجة مرحليّة لألقي ببعضكم في البحر حفاظا على حزمتي الغالية التي تضمن لي قيادة القطيع و قهوة مستوردة غالية و بعض امتيازات لن أخبر عنها حفاضا على الآداب العامة .. لقد شأت ياقطيعي أن أهشّ عليكم بأكثر قسوة ... بعد الآن لا صوف و لا لبن سيمضى لثاني القبلتين فلتنزع عن نفسها القبلة شوكها و دهان التعب عنها و الجوع ... اليوم أهتم للجلد المكوّر بعد انتهاء اللعبة ستنفخن يا بنات آوى تلك النار التي اشعلتها وبعض الحلفاء ..تطلّب ذلك منى قليلا من الجهد فما أشدّ العصبيّة ههنا ..ستزول العلاقات بين القطيعين مرحليا حفاظا على كرامة المرحلة الراهنة وانظروا لابني يثغو مثلكم لا أقبل تمرير عصبية ذلك القطيع الآخر بعد الآن .. أطلق صاحبي زفيرا بعد شهيق مجهد وبكى و سألني ان كان سيطلق النّفير الآن ..كنت واياه نبكي مفازة جاست فيها الضباع وبنات آوى و الذيب و كلّ سبع جائع و شبعان .. كانت الظّلمة الجديدة قد جمعت فصولا للتّيه لغير القطيع المخزي للمرّة  الأولى  ..بين الوطن السعيد و الأخضر وأم الدّنيا و الشهيد بعد المليون و شجرة الأرز و الرافدين ما أغبى سير القطيع على صوت الغربان النّاعقة وحزمة التفاهمات و المكر المتعالي في كوننا نشهد كلّ مرّة مخاضا جديدا لوجودنا ..زفر رفيق الدّرب زفرته الثانية المحكمة .. كان يجيد الكلام أفضل منّي و اشتهى أن ينبت له من فوق الجلد الأملس صوفا ليفنى كعلامة فارقة ..و يدخل ذلك القطيع حتى يهشّ عليه من بين الغنم ..ويكأنّه ابتذل عقله لما اشتهى ... وتلك أمنية النّعسان عندما يحلّ بفنائه النّعاس...  فيبدأ في التّشاغل بحساب القطيع الافتراضي .. أي صاحبي اجمع كيدك كيفما شئت .. لا يفلح القلب الولهان بدعم القطيع في التحوّل لبعض تلك الشّياه ألا ترى ..حينما أنام على وطن يأكلني السّهاد و يلفظني جاحظة العينين و سأسرّ اليك يا صاحبي بعيدا عن بنات آوى بأنّي مثلك رأيتني في المنام وقد نبت لي الصّوف و طالت أذنيّ و قد أطرقت رأسي آكل من العشب و عصا الذّيب تهشّ عليّ من كلّ حدب و أنا لا أكترث لباقي القطيع و لا اليك و لا لغياب الهدهد و لا لنتيجة المباراة ولا للنائمين في العراء ولا لمن ماتوا أمام ناظريّ على شاشة الجزيرة الاخبارية ولا لحقنة الانسولين التي يجب أن أعطيها لأمي و لا لكتابي و لا لحزمة التفاهمات المعلنة ولا الخفيّة .. كلّ لام النّفي الى انقطاع النّفس تحظرني حينما في المنام أرى نفسي شاة يهشّ عليها الذّيب و لا تجفل بل تظلّ حيث هي الآن  .          
 

      

No comments:

Post a Comment