صار للترقب معنى مرفأ ألوذ به و تدركه امكاناتي ملجأ لكلماتي النافرة و حصن منيع لكل ترهاتي حديث الآخرين لي و ترجمة لما هو آتي بعض الظن و شيء من التعقل اذا شئت أو جميل ارهاصاتي
Friday, November 27, 2009
جودة الحياة ببلاد الفرح الدائم
جمعت شتات ذاكرتي داخل خبىء و ألقيت بها على الرّف ثم عدت و سوّيتها داخل نضد من ذاكرة الأيام و وقفت أدير ظهري لجدار المعرفة أستطيب سكون الركون اليها و أستدلّ على الجهد ببعض الظّن حول قليل من تفاصيل الناس لأدّعي أنّي بالدّاخل أهتمّ تماما بما يجري كما أتجنّد لتتبّع ما يدور خارج الحدود الفاضحة لتفاصيل الذات .. مدّ يده اليسرى أو اليمنى وطلب حسنة كان البرد قارسا وكنت في زيارة ميدانية لمستشفى الأمراض العقلية ببلاد الفرح الدائم كان لا يلبس ما يجنّبه قسوة البرد ووجدتني حينها أفكر ان كان المريض العقلي أو عليل النفس عموما يهتمّ بما يشعر به من برد .. انتبهت اليه وجاءني غيره ثان وخامس و احتبست الدموع داخل قلبي .. لما لا يوفّر لهؤلاء الضّعاف ما يجنّبهم ذلّ السؤال و قسوة البرد ..حين مدّت احداهنّ يدها من خلف نافذة تطلب سيجارة تدبّرت أمر الحصول عليها و التكفّل باشعالها لها بعد أن سمحت لي الممرضة الواقفة خلفها وراء النافذة بذلك ..يومئذ شعرت بي تتنازعني المرارة و الأسى والفرح برحمة ربي وبما أنا فيه من النعمة .. وكانت الغلبة للألم حتى تدبّرت أمر التناسي وقد عاد أحد المدوّنين ليخرج ذات المرارة ويرميني بها في وجهى فتذكرت مستشفى الرازي للأمراض العقلية ذلك الذي يمتد على بضع هكتارات و ينقصه الكثير من العناية وبه مرضى بحاجة ماسّة لمن يكفل أقصى الرّفاهية لهم الا أنهم لا يجدون الا الحدود الدّنيا من العناية و هم بحاجة لدعم الاطار الطبي و شبه الطبي وصيانة البنايات الموجودة و احداث غيرها .. انهم بأمسّ الحاجة لما يسمّى بجودة الحياة وليس من المعقول التعويل على عوائل المرضى بل على الدولة القيام بذلك بالاستعانة بجهد الجمعيات الأهلية والمؤسسات الاقتصادية والقيام بتوعية وطنية لصالح هؤلاء الأبرياء الذين يحسون الجوع و البرد والقيض و العطش و تنهكهم قلّة الرفاهية في المستشفى وهجر ذوي القربى لهم وبحاجة ليعيشوا انسانيتهم بالترفيه عليهم و ابتكار ما يقرّب الناس منهم ..لنخرج من ظلال الجفوة التي يعاملون بها و ردود الفعل الشائنة نحوهم .. هؤلاء الذين لا يملكون وسع الدّفاع عن أنفسهم و يتألّمون بصمت وجوههم العادية الجميلة الضعيفة سترونها مثلي..صادقة في علّتها طيبة المظهر و الوضوح .. علّك يا وطني المشاحن لجودة الحياة تنتبه على قدر وسعك لهؤلاء وتغيّر من تسمية شوارعك الواهمة .. للجهد في خدمة من ضاقت الدّنيا وذوى القربى بهم الاّ منك .. تمدّ لهم يد الحنوّ و تكفل ضعفهم يا وطني المداوم على ما تدري..
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment