صار للترقب معنى مرفأ ألوذ به و تدركه امكاناتي ملجأ لكلماتي النافرة و حصن منيع لكل ترهاتي حديث الآخرين لي و ترجمة لما هو آتي بعض الظن و شيء من التعقل اذا شئت أو جميل ارهاصاتي
Wednesday, October 14, 2009
ما بعد التّيه ..عود على بدأ
خرجت بنات آوى للغابة و الضّباع والثّعالب يرفعون آيات العرفان والتقدير ..و ظلّت الأرانب يتهافتن على أكل العشب الذي رزقهم ربّ السماء ..ضجّت الغابة بالأهازيج و ضاقت ببعض أهلها بما رحبت لا يجدون حيث تصرف رؤوسهم بمنأى عن آي النفاق خوفا من أن تتلبّسهم فيهلكوا دون وعيهم ..علت النتونة أرجاء الفلاة حتى اختنقت الملائكة فضجّت بدورها وعرجت للسّماء ما ظلّ على الأرض مقام و قد كثر فيها الكمد و العناء ..اقترب الحمار من الحشد فالتقموه وعادوا للهتاف و التصفيق ..اقترب آخر و لقي مصير سابقه ..و اقتربت الأفعى فلقيت التّرحيب ..الوحوش تعرف بعضها بعضا و تنتخب شرارها باعتراف فطري و بدون اقتراع و لا تشبيب فكلما هرمت عظام الأوحش منها عشقوه و كأنه نبيذ كلّما تعتّق غلا و لو أنّ بذرته الأولى فعل اختمار و عنب رخيص و اسم مذاع لغير العلوّ دنا و الثرى أشرف منه يعلمه الحمار و الأرنب و الضبع وحتى الفراشة و ان لم يظهر عليها اكتراث و لكن العلم لا حدود لاختراقاته ..هكذا وقد على بالغابة الصخب و العواء و النباح لا بلابل في الغابة فقط منكر الأصوات علت بالتطبيل و قالوا هذه الأشجار و هذه السماء و أديم الأرض و عشبها من صنعنا فوقّّعوا معاهدة الصلح وادخلوا في السّلم سنجعل منكم للغول ترياقا و نعدكم بالحفاظ على عديد أجيالكم فمن جاء دوره اقتراعا فليتقدّم و لا يكبّدنا عناء الجري في أثره ..و تلى الضبع نصّ المهادنة كان ..ذجلا بما كتب و ان تعدّدت أخطاء النحو و الصّرف ..صفاقة الضبع لا تجعله يفهم خطئ الكلام واللغة و الذيب ظلّ سيّدا للوحوش يدّارك ارهاقه وقد بلغ الوهن فرائصه يجتهد في البقاء واقفا على مؤخّرة سمينة.. يرسم على محيّاه القاتم وجها حكيما لذلك الذي يربّط على ذيله ينتظر أمرا ليقبضه ..و الأرنب الألثغ العائد من التّيه لمن يعرفه ..يتسائل كيف تفتّح الأرض عن هؤلاء مجدّدا ألم يردهم التيه فكيف عادوا الى الغابة و كيف اجتمعوا و تذكّر أنّهم كغيرهم سيعلون في الأرض مرّتين ... لم ينطق كلاما و حدّث نفسه همسا فلم يظلّ بفيه سنّ وهو يعلم بنات آوى لن يشفي غليلهنّ بعد هذا سوى طحن عظامه فادّارك أمره و حيّا على النّجاة وهو يعلم أنه قد يدفع في الغد للغول ليدفع به لخبر كان ..ظلّي يا وحوش ارتعي و اجتمعي وقرّري واقترعي على حياة الأرانب و اتّفقي غدا ربّ السماء ينزّل بك التّيه مجدّدا فامرحي ما شاء لك أن تفرحي..
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment