تذكرت غضب موسى من قومه لما زعموا أن ظلالهم كان بفعل السامري و تحقيق الله بأنهم انما أشربو العجل بقلوبهم بما كسبت أيديهم .. و أنا أتحين فراغ فؤادي من تدبّر بعض أمري ران عليّ أن أذكر المناهج التعليمية ببلدي و التي تفتقر للبعد القيمي .. وتذكرت قوم موسى فؤولئك انما استحقوا غضب الله عليهم بما كسبت أيديهم .. و عقلت السامري في كثير من الوجوه و العجل في هذه العلمانيّة التي أفضت الى ظلالنا ..أقوم الى الصلاة متثاقلة لأخلع الفرض عن كاهلي فيما هي الشّفاء و البركة و أجتهد في النوم والتكاسل .. منذ ثلاثة وخمسون عاما لم أرى الثلث الأخير من الليل و لم أشهد صلاة الصبح الاّ لماما .. تدبرت مطالعة الأدب الفرنسي على نحو غير متزن حتى صار فكري مغتربا و اكتفيت بطبع قبلة على غلاف كتاب الله .. و كلها ضريبة المناهج العلمية التي أريد لها أن تكون علمانيّة بحيث أن الله في السماء اي نعم .. و الأرض مكمن للعبثيّة ننطلق فيها في سباق محموم لانهاء المراحل التعليمية حتى نشب بأفئدة فارغة.. ثم ننتهي حيث الحديث في العقيدة أمر غريب و أقول مستهجنا .. و صار القوم وحوشا في مفازة و بعضهم جاهل بالحقّ يدعي العلم بغلوّ و صلافة و آخرون ممّن بارك الله فيهم قلّة لا نكاد نعقلهم ونحن نجري جري الوحوش في ذات المفازة و تذكرت أصحاب المغارم يوم الحشر أولئك الذين سيسألون الله القصاص لحقوقهم في عرصات القيامة .. وكنت عقدت العزم على أن أكون حينها مهاتميّة النّزعة و ألاّ أطلب القصاص.. و لكنّي أعلن أنّي نكصت عن عزمي ذلك فوالله لأمسكنّ برقبة من أشربت العلمانية بقراره و لأسألنّ الله أن يقتصّ لي منه كائنا من كان و ان خلت سجلاّته من الحسنات ..لا شيء يبرّر تجاهل علوم الدّين و العقيدة لكونها نهج ربّانيّ في التربية بها يصلح كل شيء .. أما الغلوّ فهو ثمرة لجهل الدّين وليس نتاجا عنه و قد صاغ الله هذا الدّين ليكون قيّما و ليكون دور المسلم في الدّنيا شاهدا على الناس باتّباع نصّ القرآن و تحكيم السنّة في السّلوك ولم يطلب منّا غير ذلك فما عداه هو في حكم أمر الله لرسوله بالقول "لكم دينكم ولي دين" .حقائق قليلة من ديني الجميل كاد يمضي عليّ دهر دون أن أفقه وجودها تعرّفت عليها ذات صدفة و حين دهشة أدركت أنّي أمضيت ما أزف من عمري أجري في الدنيا جري الوحوش بمفازة .. ربّنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك اليك المصير .. اشرح قلوبنا لهذا الحقّ الذي أتيت على لسان رسولك و علّمنا منه ما جهلنا قبل أن يؤخذ بالنّواصي و الأقدام .. ربّنا و لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا و اجعلنا ممّن اتممت عليهم نعمتك ورضيت لهم الاسلام دينا ..واني أشهدك ياسيدي على تقصيري و أسألك الفوز والغنيمة بكل بر ..اللهم و اهدي قومي فبعضهم مثلي لايعلمون بما تفضّلت به علينا من نعمة الاسلام .
No comments:
Post a Comment