Friday, August 21, 2009

مرفأ ..الغباء

  1. ّجلست أنظر الى الخواء أريح عقلي من الفراغ الذي يعتمر رأسي ...لم يطل بي الانتظار فلحظات المتعة قصيرة تماما كالعمر أو كشذى الورد العربي الذي يزهر ببلدي ...لقد انتبهت أنّي ومنذ نعومة جهدي قد أقضّت مضجعي بلاد كثيرة وعلى رأسها فلسطين والوطن العربي ثم ازدادت القائمة فصرت أتّبع أخبار قوميات أخرى و أملأ رأسي بآلامهم ..الشيشان وباكستان وأفغانستان و أدركت أن وطني حيث الانسان المسلم.. لا يهمّني لسانه ولا عرقه ولااثنيّته ولا فريقه المفضّل ..أقسم ..قلت أني وجدتني كامل يومي في تتبّع محموم لأعراق كثيرة و كالغراب تماما نسيت من أكون ..ولكني عكسه قد صرت لما أنا عليه ليس بحكم الأنانيّة وانما كضرورة حتميّة لما يسمّى بالانفتاح...ينعقد ظنّي على أن تشرذمي و جهلي لكلمات السلام الوطني ليس بعيب ..فالولاء من وجهة نظري يتطلّب أكثر من ذلك ولا بلاء في جهل كافّة أسماء أعضاء الحكومة ..فعلمانيّتي الظّرفية تجعلني أغرّد داخل السّرب حتما وبكل .. انفتاح .. انتهت اللّحظة أقصد تلك التي تعني الاسترخاء والنتيجة واحد لصفر بيني وبين جهدي المضلّل لأنانيّتي المفقودة بصدق ..دفعت الأذى عني بالعبارات المسوّفة التي لا تنطق بما أريد ..لا عزاء للبلهاء لن أسرّ قولا, اذ أن لي في الغباء دار مقام استوطنت به عن سابق اضمار وتصميم ..وهو مرفأ معلوم لكل النّجباء ..داخل وعيى يجعلك تحيا حياة الكرام وتصل مبلغا من الدنيا يضاهي صيت فرعون وهامان و تفوقهما اذا أردت ..كن غبيا ..وانعم اذاكنت مثلي غير مهتم بالتسلّط ..بالشّعور بالرّضا عمّا يفوتك من الدنيا ..لأن وطنك داخل رأسك متغيّر الحدود وهو حرّ وصلب العود ..ديموقراطي وبه الأخلاق ريعها داخل خزائن مفاتيحها في جيب كل مواطن يغرف منها بقدر ما يشاء و له اذا شاء على الانسانيّة أن يجود ..الغباء هو موطن لي منذ بلغت الوعي وبه سيستظل جهدي من كضم الغيض الذي أنهكته صروفه ذات ربيع ..اليوم وغدا لن أستبيح الادراك لطواغية بني جلدتي ولا فراعنة الدنيا لأن عقيدتي أنّ كيد الشيطان ضعيف و أن أولئك السلطويّون قد بلغوا بعد خريفهم ما قبل الرحيل وأكاد أسمعهم من لجّ البحر يصرخون أن آمنا بما آمنت به بنو اسرائيل ..أستعير خطابك ياسيدى فالملك لك من يوم خلقت الأرض و يوم تبعثنا من مرقدنا و تضع الموازين بالقسط و أنا على غبائى لن أشهد لسواك بالرّبوبية فالحمد لك أن قيّضت لي بفضلك هذا المرفأ أجلس فيه لأنادم نفسي و أفرح بذلك ..عدت للفراغ أنشد الاسترخاء و ...التريّض ...نعم

No comments:

Post a Comment