صار للترقب معنى مرفأ ألوذ به و تدركه امكاناتي ملجأ لكلماتي النافرة و حصن منيع لكل ترهاتي حديث الآخرين لي و ترجمة لما هو آتي بعض الظن و شيء من التعقل اذا شئت أو جميل ارهاصاتي
Sunday, August 23, 2009
زعم الرياسة
البارحة ألقي القبض على الأرنب وهو متخفّ بذيله داخل المفازة ...الأبله تمرّد على جنسه و ادّعى الرّياسة .. فجاءته ضباع الذّيب وأخذته الى حيث تغرب الشّمس و علّقت أرجله في الاتّجاهات الأربعة .. وأخذ برأسه و صدره و أليتيه بالسوط و العصي و الفرقعة .. هرب صوته الجبان بعد أول صرخة ألم.. و لم يسمح له الفحيح الخارج من حنجرته بتقديم الأجوبة فزادت مساحة الضّرب لتطال مفاصله الأربعة ..و بعد زمن انقطع عن الوجود و ظلّ في سباته يصدر ذات الفحيح المجهد من العجز عن النطق ..ثم بعد زمان فتح عينيه المجهدتين و قطع النّفس فقد كان الضّبع يميل اليه برأس جشعة.. سأله مجددا عن آثامه التى طالت أولياء النعمة .. فأجاب المغدور بارتعاشة و استماتة مشحونة ببعض حماقة ... قال نعمتى بعض الحشيش في أطراف المفازة تخرج من الأرض طوعا وقليل من الماء النّازل من السماء أفتح له فمي ببعض الكياسة .... أروي ضمئى و ألتحف الجهد في القفز بين ثنايا الفلاة . .. لم أقرب يوما حيث أنتم .... و لم اتنطّع و لم أقرب جحر الذّيب ولو في أعوام الطّيش و البلاهة .. قيل ما كان ادعاءك للبوم اذن بأنك أحق بالرياسة .... قال يا ضباع الذيب و الدّماثة... أنزلوا هذا الجسد للأرض و اجمعوا أوصاله.. ذلك البوم الحاقد أغلظ في نقل الرّسالة... بل انّي زعمت الرّياسة للحمر و اغبياء المفازة.. أولئك الذين ما كان لهم أن يدّعوا للسيّد الذّيب انتماءا و لا ولاءا و كان كلامي مزاحا رفعا لشان الذّيب من رعاع هذه المفازة .. أخذت منه بالكلاّب أسنانه الأربعة حتى صار ألثغا تضحك من نطقه الشمس لحظة غروبها تدنو منه تدفّىء بحنو مفاصله ..الأربعة ... لم يعد للزمان بعد العدّ أهمية كان أرنبا فتيّا بالكاد يطال من الحشيش و الماء مأربه .. فقط كان حرا في الاعتقاد بأنه طالما كان عاشبا لن تطاله أعين الضباع ولا الذيب و لا كل الوحوش الكاسرة .. ذلك كان ظنّه الغبي حتى اذا ما غابت الشمس ذات يوم ألقي بجسده المنطفىء لها لتمكّنه من آخر شعاع قد يطاله ..
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment