جلست الى وحدتي أنادمها كما اتّفق و أذكر بخير أهل الكهف و أنا أتشبّه بهم في أنّه لو اطّلع عليّ أهل الأرض لولّوا منّي فرارا ..فأنا أبدو لذاتي موميائية النفس شرنقيّة الروح فأنّ لي مخالطة الناس ..أتفاجأ بالتفكير كفتاة في العاشرة.. ويكأني لبثت من زمني ألحاظا أتعقّل الأشياء بدون أن أفقه ماهي ..نظرت للناس من بعيد و قد زاغ البصر ..انّهم يعيشون بكثير من المخالطة و المشاعر ..و كصبيّة في العاشرة أظلّ أعتقد أن السّماء لوح أزرق .. و أن القلب لا يعرف تعدّدا في المشاعر لكونه لا يقدر على ضخّ سوى احساس واحد و لأنّي بحمد الله بليت بالشّغف بفكرة الأمّة منذ زمن فلم أعرف غير الكمد .. لن يصدّقني أحد اذا ما أقسمت أنّي لم أسعد يوما ولم أحبّ و لم أغضب مرّة لنفسي .. ولم أجاهر سوى بالنّكد من أجل هذا الوطن المنبتّ عن عزّته... قلبي المسكين لا يعقل سوى ذاكرة الوهم التي أشربته الأمل في زمن للعزّة لأكون غيري ... جلس ينظر للفراغ الممتدّ لعينيه ونصّبني أميرة للمجانين كذا قال على الملأ بعد أن تجرّع من قنّينة الكحول التي كانت ترابط بيده ... دون أن يستبين ما كان للكحول من أثر على جوفه .. ضحك من حولى لقوله وكادوا يباركون ما استقرّ عليه زعم المجنون أو السكّير.. لا أدري ولم أغضب ..فكرت لبرهة في قوله.. أي امارة تلك و أين اقليمها و شعبها وهل أنصّب عليها لوحدي .. قطعا لن أقبل فالشّمولية قبح بل هو اثم لن أرتكبه ولو اجتمع عليّ كافة مجانين البلد .. ولماذا يعقد بلفور البذيء وعدا مع بعض الصهاينة فيختفي كلّ الوطن باقليمه و شعبه وحكومته لستين عاما ثم يعودوا ويدفعوا بالقوم بصفة ملاحظ في هيئة الأمم المتحدة و يسمّون ذلك مكسبا..و منذ عشرين عاما قيل للقوم اعترفوا بغاصبكم و سوف نعيدكم لخارطة الدنيا عام ثم عام و آخر انقضى حتى تمت العشرون ..كذبوا كما تعوّدوا دائما أولم يخلفوا نبي الله وعدهم و اتّخذوا من حليّهم عجلا له خوار أسرجوا له دينهم ..و الله من فوقنا أهدانا قصصهم و العبرة بأن لا نتّخذهم أولياء من دونه ..الوطن لا يحتاج لموعد للاعتراف به فهو لم يغادر مكانه .. وكذا شعبه .... لا تحاوروا عدوّا بل عالجوا الهامات لتنهض من كبوتها و ادّاركوا نفس الانسانيّة الأخير لكي لا تصيروا كالدواب بل أظل .. لا تقيموا حروبا لطواحين الهواء و تكونوا كالسامري أشرب قومه العجل بقبسة من أثر الرسول فأهلكهم الله جميعا ..أسرجوا للكرامة ما ترهبون به عدوّ الله وعدوّنا .. فالدّنيا كما اتّفق صبر ساعة .. قالها الله .. أنّا يوم الميقات كأن لم نلبث بهذه الدنيا سوى ساعة للتعارف أرجع لمطالعة النّاس بعين زاهدة ... لا يجد قلبي ضالّته في انتظار ما سيأتي على أمّتي .. تغمّدنا الله برحمته ...
No comments:
Post a Comment