Monday, August 24, 2009

كرامة امرأة

البارحة وعلى غير عادتي قررت دخول المدينة العربي اختزالا للوقت و المسافة نحو و جهتي المقررة بالرجوع للمنزل و بدأت السير متجاوزة بعض وزارات الدولة ثم قرّرت زيادة الاختزال و تقريب المسافة.. ثم انتبهت برعب الى أن رجلي الغبيتين التين تركتا لرأسي الجاهلة بجغرافية البلاد تأخذاني الى حيث لا أدري .. اختلج قلبي الكهل بصدري و ماذا لو وجدتني بجوار .. قلتها بصوت خافت لعين قلبي .. الماخور.. ذهلت و تسمّرت حيث أنا و كدث ألطم رأسي التي تكاد تهديني المهالك .. استعرضت بعض الحلول التي لم تكن كثيرة سؤال احداهن أو الرجوع على الأعقاب .. نظرت من حولي اختفت كل اللّطافة من الزقاق و لم يكن هناك سوى الباعة .. و نظرت خلفي لم أكن لأعرف الرجوع على عقبي بعقلي الغبي .. ولم أتردّد حيث طال وقوفي.. تقدمت من أكثر الباعة سنّا لأنه برأيى كان أحقّ بالثّقة قلت من فضلك يا أخي هل تدلّني على أأمن طريق للوصول الى باب البحر .. أطلعني على خارطة للطّريق و أسرعت في تطبيقها بدون نيّة في النكول ولا الاجتهاد و لا الحصافة .. كاد جهلي المضني بالجغرافيا أن يقودني الى المهلكة .. و ظللت أفكّر بعدما وصلت الى الأمان لماذا يحتفظ ببلدى الفرح دائما بمواخير علنيّة لماذا تذبح كرامة الأنثى على مرمى من الجامع و الناس .. و أي تجارة مربحة تلك التي لا غنى عنها مقابل حفظ الكرامة البشريّة .. تذكّرت تلك الجارة التى بعد طلاقها من زوجها لأسباب عادية .. شقت طريقها نحو أحد دور البغاء العلني أذكر ... وجهها الجميل ذلك الذي صار قبيحا بفعلها ... سمعت أنّها لم تكن تلوي على شيء سوى التكسب وان كان بجسدها .. كان لها ابنة شرعيّة من طليقها .. ظلّت معها .. اذ لم يكن لديها غيرها .. تلك البنية الموصومة بذنب أمّها كانت ذكيّة تشهد لها بذلك شهاداتها المدرسيّة .. ظلّت لمدة لوحدها تنتظر رجوع أمّها لها كل جمعة يرافقها الخوف عند الوحدة و عدم استيعاب عمل أمها الذي يجعلها تغيب عنها ... بعد أعوام زادت العاهرة ولدا غير شرعيّ نتيجة لعلاقاتها الآثمة تركته وليدا لاحداهن للاعتناء به وبنتها صارت يافعة تعاني الكثير من انحراف السلوك و الوحدة ... لماذا يحافظ على دور البغاء العلني بهذه البلاد و هي اهدار لكرامة المرأة .. لماذا تبقي مفتوحة وهي انتهاك للأرحام و السّمعة و محضنة لتفريخ المآسي و قبل ذلك شقّ للنواهي و تسهيل لارتكاب المعاصي .. الذّهول عن حقيقة اختزال جزء من نساء هذه البلاد في تجارة المتعة وان كن قلّة وقد أذن رب العباد بالتستر عند المعصية أثقل قلبى المهموم بالاجهاد و الاحساس بسوء السّمعة .. متى يقع ازالة هذا الامتهان المبتذل للكرامة .. حتى اذا ما ظلّ أحدنا المسير يوما عن العيش نام هانئا لم تتعثر ببلاده دابّة و لم تقع بعلمه ولا علاقة آثمة يحاسبه بها رب العباد .. لأن الجرأة على المعصية محض غباء و اسفاف وجهل بالعاقبة ..

No comments:

Post a Comment