قال موسى لقومه و قد أفاض الله عليهم من رحمته الكثير فنجّاهم من الطّاغوت "من أنصاري الى الله" ولم يجد الا قلّة أنابت معه لربّ العالمين .و كدأب الجبناء تفوح رائحة جبنهم بصفاقة المتسرّع نحو حماية نفسه من الزوال و كأنه يملك ناصيته و جدت أمّتنا على غير عادة الوهن و الضّعف باتت و حشا هجينا تدّعي أن الجبل سيعصمها من الطّوفان و غاب عنها أنّه لا عاصم من الله الا من رحم ..وهل يرحم الله من فرّطوا في المقدّسات و أتّخذوا أعداءه أولياء من دونه .لقد تتبّعت بكمد أخبار تهويد القدس وسعي اليهود لتجزئته و قد رموا بالناس في الشارع و صادروا منازلهم و لا من صريخ و كأن القدس صار أثرا بعد عين أو أنه لم يعد قبلة للصلاة لكل المسلمين و جزمت أنه لو كان موسى حيّا و سألنا النّصرة لخذلناه ولعلّنا كنا في صفاقة قومه لنقول له اذهب و ربّك فقاتلا انّا هنا قاعدون .كنت صغيرة السن لم أتجاوز العاشرة .. و أذكر أنه كنّا نتلقّى دروسا في اللغة العربية و أن أحد نصوص الشعر كان عنوانه "معلمة لاجئة" ولا أزال أذكر بعض ما جاء فيه.... "مع الفجر و الفجر لا يشعر مع الفجر راقبتها تعبر الى أين قبل انبلاج الصباح الى أين .. فقيل لها في شقوق الخيام تلاميذ من أجلها بكّروا ..تعذّب في البرد أجسامهم و أقدامهم من دم تقطر.." خيال الكلمات التي تحضرني اليوم بعد ستة وعشرون عاما و قد كان الشّعر وصفا لحال أهل المخيّمات ممّن هجّروا داخل فلسطين أما اليوم فالتركيز على كلمة القضية في حدّ ذاته بات سمجا وغير مقبول فقد هرمت التّسمية و ظلّ الشّعب الفلسطيني تحت نير أعدائه و المنافقين من هذه الأمة قاتلهم الله أنّ يِؤفكون.. وبات تسويق الكيان المحتل على أنه حقيقة ثابتة سلعة رائجة بلغة الضاد لا يخجل منه قائل.. وبعد أن كان مسرى الرسول مقدّسا بات ظلاّ لفتح تاريخي لصلاح الدين .. ثم صار شأنا داخليا لأهل فلسطين و المطيّة أنّهم في شقاق و الحقيقة أنّ النّزعة الوطنية لكل هذه الفئات المسلمة بل والتواطىء و الصّفاقة و العذاب الربّاني بأن ران على قلوب أقفالها وتلك عقوبة الله الدّنيوية لمن أعرض عن دينه و قد سبق بالوعيد لا نصرة للضعيف و لا تحيّز لدين الله ولا لأوامره ولا لنواهيه ... "من أنصارنا الى الله" لا أحد... ما عدا فئة قليلة لازالت مرابطة .. نسأل الله لهم الثّبات وأدعوه برحمته أن يخلفنا عاجلا غير آجل بقوم يحبّونه و يحبّهم أشدّاء على الكفار رحماء بينهم لعله بعزّته يجفّف منابع النّفاق في هذه الأمّة فيخلع عنها وجهها القبيح وهذه الروح النّزقة التى أعدمتنا واليا كعمر أو هارون الرشيد..اللهم استجب ..
الاخت الكريمة تدويناتك فعلا متميزة
ReplyDeleteوكما قال لك احد المتدخلين من قبل لماذا لا تقومين بالترويج لها من خلال مجامع المدونات، والامر سهل لايتطلب علما ، اذ يكفي النظر لتلك المواقع وستجدين حتما رابطا يؤشر على التسجيل
لانه في واقع الانحطاط الذي نعيشه على كل المستويات، فلعله يكون من الاحسن ان تقع اعين الناس على بعض العفة والنظافة
الحمد لله
ReplyDeleteأعوذ بالله من العجب ولكن كلامك أفرح قلبي ..لأني لم أكن أظن أن صياغتي لأفكاري قد تكون مستساغة من الآخرين فقد هجرت الكتابة لمدة طويلة حتى صدأ عقلى و قلمي . و شكرا لكلماتك يا أخي فهي مشجعة جدا ..أما بالنسبة لمجامع المدونات فكما قلت للأخ سابقا انني بالكاد أجد طريقي للحروف لكتابتها فأنا أعمل في مجال القانون والنت عالم مجهول بالنسبة لي .. ولكن سأحاول ..تقبل الله صيامك