Thursday, September 3, 2009

خواطر عمياء سابقة

خرجت مسرعة لا ألوي الاّ على الصّلاة و أخذت مكاني كالعادة بين الصفوف و تحضّرت للانصات .. قضيت صلاة العشاء و دعي المصلون للتراويح و أنقطع النّور ليحلّ الظّلام بعد ركعة أولى كانت بداية لتلاوة مبهجة للقلب لسورة الحج لم يتوقّّف الامام و أكمل الركعتين الأوّلين و ظلّ الناس في الصفوف في حالة سكون مترفة للاصغاء لصوت الامام الذي خفّ لانقطاع مكبرات الصوت. توقّف الامام قليلا ظنّا بأن الشركة الوطنية ستصلح العطب و لكن لم يتحقّق ذلك و لساعة أخرى أقيمت الصلاة في الظّلام و ظلّ الناس على هدوءهم واقفين بين يدي الله ينصتون .. و أنصتّ بعين قلبي -و قد غفل عن الدنيا - لقول الله "أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم  قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فانّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور " و تفكّرت أني عميت طوال ما فات من عمري عن تدبّر عجزي عن التبصّر و أني بعفو الله لم تعمى بصيرتي بتفكّر مني بل بفضل الله وحده فقد ظللت في جنبه رحمة منه ... فالحمد لله على نعمة الايمان.. وتلى الامام "يا أيها الناس ضرب  مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا و لو اجتمعوا  له و ان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب و المطلوب " هذه الآية وهذا القرآن وهذه أنا التي عجلت لربي ذات ظلام في مسجد في بلدي فأبصرت كلام الله الحق .. هذا الكتاب الذي اتّخذناه مهجورا.. أطبع عليه قبلة الحمق كلّما عنّ اليّ تنظيف رفوف مكتبي .. وبه الحياة مشرعة للعيش .. اي ربي لو سلبني الذباب شيئا ما قدرت على أن أسترجعه منه .. وتدبّرت قول الله "و جاهدوا في الله حقّ جهاده هو اجتباكم و ما جعل عليكم في الدّين من حرج ملّة ابيكم ابراهيم هو سمّاكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرّسول عليكم شهيدا وتكونوا شهداء على النّاس فأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة و اعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى و نعم النصير " و أدركت أنّي فرّطت في الطاعة ولولا رحمة من الله بي لهلكت كأولائك الذين ستكون أعمالهم الطيبة حسرات عليهم لأنّهم مثلي لم يتّخذوا القرآن نهجا في الحياة و أن الايمان بالله لا يكون أبدا محض الفطرة و انما تدبّرا لخلق الكون و الاعجاز القرآني..  وأن التدبّر عبادة للمؤمن بأمر الله .. اليوم في ذلك المسجد الطيّب نظرت لأوّل مرة بعين بصيرتي فأبصرت ما قال الرسول "تركت فيكم ما تمسّكتم به لن تظلّوا أبدا -كتاب الله وسنّتي-وشعرت بأني أتنّفس لأوّل مرّة بل و أحيى  ..   فالحمد لله أنّي بفضله لم أهلك قبل أن أبصر النور و قبل أن تغشاني ظلمات نفسي لقد ظللت على فطرة الاسلام نعم و لكنّي اليوم أبصرت ..  فالحمد لله كما ينبغي لجلال سلطانه .اللهم أحيى قلوبنا بالقرآن و أجعله لنا اماما  و اجعلنا اللهم من المجاهدين فيك لأنفسنا حقّ جهادك حتى ترضى  ..  يا نعم المولى و يا نعم النصير              

No comments:

Post a Comment