Monday, February 1, 2010

ماتت جدّتي أيّها النّظام

ماتت جدتي اليوم و ذهب جميع أفراد عائلتي لتوديعها و ظللت لارتباطات مهنية بمفردي بمنزلنا أحسب الساعات لبزوغ الفجر لأنطلق مثلهم نحوها لأراها و قبل أن توارى الثرى ويحلّ بي زمن الشوق المؤلم ..ووجدتني أحصي كلّ من هم مثلي يقبرون أحبّاءهم أو آمالهم حول أحبّائهم واعتكف عقلي بلظى ذوي الطلبة المسجونين .. كان الرّبط بين هذا و ذلك ضرب من الخلل و لكنّ عقلي أبى الاّ أن يربط بين الاثنين ..ألمي و ألمهم ..فكلّ أولئك الآباء اللّدين جاهدوا الدنيا و اعتمروا الألم ليصير لأبنائهم موقعا حيث الشمس أو هكذا أظن.. لا أكاد أظنّهم الاّ أمسوا على حزن وقد أبّنت آمالهم كلّها ..طبعا أنا لا أهتمّ بالتّوصيف القانوني لما نسب لهؤلاء الفتية ..فأنا أصرّ أّنّ لهم الحقّ المطلق في أن يأملوا كثيرا بأن يرفعوا الصّوت عاليا و أن يخطئوا ..فما أكثر ما زوّدنا الشباب باندفاع كان لنا فيه من  سوء التقدير ما يصحّ فيه الكثير من الخجل أتذكّر سرعة الغضب و أقول ما خطب القوم أليس موضع الفتية مقاعد الدّرس و الأمل ..حين تزرع و تجدّ في حفظ زرعك و تفيق يوما لتجد ثمره سرابا .. أيّها العدل أثخنت في بعض قومي ألما ..السّماء اليوم يعزوها القمر ظلّت سجينة الظّلمة ترقب الانصاف لآلام من جاهد الدّنيا ليمضي ابنه على صفحة اليوم فانتبه ذات يوم ليجده قد قبر حيث لا يدري و قد شطبت كلّ المخطّطات الخماسيّة والعشريّة في انتظار ما سيأتي .. نظرة أخيرة لجدّتي و جرعة مؤلّفة من الألم.. كيف يا جدّتي غيّب موتك عقلي فصرت أبحث عن الأشقياء مثلي ..ما أشدّ  الألم الجاثم على  القلوب .. أيّها النّظام  انتبه لتحطيمك للأمل ..صه ..  ستجد ما عملت محضرا              

2 comments:

  1. excellent texte!!!! vraiment extraordinaire...

    (tu peux agrandir un peu la police? elle est difficilement déchiffrable)

    ReplyDelete
  2. heureuse que vs soyez parmi ceux qui lisent mes postes et je suivrai votre conseil j'agrandirai la police =) merci pour le complément :)

    ReplyDelete