اليوم عدت لشرب القهوة في مرارة الحنضل ،أردت أن أعطيها بعض الواقعية لكي لا تكون نشازا على حاضر النّاس الذي إستوى في طعم العلقم .وفكّرت و أنا أشرب أن أخطّ لك استفهاما خارج أروقة النّفاق الوطني : سيّد الوطن متى ينقشع الضّباب ونرى حقيقة البلاد ؟
ما خلف مزامير النّبيّ الّذي لم يكن لغيره من بعده ملكا كاللّذي كان له ..إجتهدتُ في الفهم إن كانت الشياطين قد أطلقت بعده ..والجنّ و الطّير قد إستقلّتا بأسرارهما والظِّلّ ..فلماذا يا سيّدي لن يدُلَّنا على قضاك الّا دابّة الأرض زمن إنشغالها بك ؟هي الفضيحة تشغل النّاس بردِّ السّتْرِ والتّداعي على آدميَّتِنا كما تَدَاعَى الجياع إلى القصعه .وعندما قضى الرّضيع نحبَهُ صريعَ الذُّلِّ أوهمتنا بالتّريُّض و العصبِيَّة ونسينا الفتى قضى عليه السرطان ..ما دمتم فِينا شُبِّه لنا من جهلِنا أنَّا بِخيْر .. ما فهمت كيف إحتكر الغراب بيع الدّجاج فصارَ يُفَاصِلُ نفْسه ..إضحك بلُؤم فلا حول للمرِّ و لا قوّه ..لقد نظرت يا سيِّدي إلى منازل من قبلنا ولم أجد فيك رِيادة سوى التّباه بِحسن الصَّنْعه ..مددت يدي للضّباب أعضُّ على عضُدهِ ..سقطت كلُّ أسناني وقد تحجَّر ..صرتُ أرقُص لِتجنّيك عليّ ضُمّني لنعاجِك واعتقِد فوق صرْحِ من سبقك أنّك بلغْتَ الأسباب .. فإنّك ناجِ ببَدنِك وحينَ تُسؤَل قُل إنَّك لم تَعُزَّ قومَك في الخِطاب و أرسلت عليهم رجْلَكَ و خيلَكَ واحتنَكْتَنا وادّعي أنّك آتيتنا ما وعدتَنا وليكُن أمْرُ الاستفتاء اللّذي إجترحته ما بينَك وبيْنك على إحتكار أَرواحِنا و أموالِنا وأنفُسِنا وادّخِر لنفسِك ما شئت . يا جاري لا تأخُذْ برأْسي و لا بأسمالي فقَد خِفتُ أن تقول أهلكتِني بفعل الفضول فآليت أن أدعك لولدك فلا يأخُذوك منه وقد إختلط المرُّ بالمرّ وهامان قد شبّه لنا أنّه قد قَضَى وهاك إنّهُ لا يزال بيننا يسمعُ ويرى .
No comments:
Post a Comment