Sunday, January 1, 2012

في حضرة الأنا وبعض الأنت




الألم ... ذلك الأسف الذي يخبرك بأنه كان عليك أن تعيد حساباتك ذات مرّة في أن تتّخذ ذلك الطّريق دون الآخر و أن تهدي أنفاسك لأحدهم دون آخر و أن تعانق ظلّ أحدهم دون الآخر و أن تملأ أحايين أحدهم دون الآخر و أن تجتهد في استرضاء أحدهم دون الآخر و أن تنعش ذاكرة أحدهم دون آخر و أن تحبّ يوما من أيام عمرك دون آخر و أن تقول كلاما دون آخر و يغضبك كلام أحدهم دون آخر و أن يضجّ قلبك لفقد أحدهم دون آخر و أن تدرك فيك سبيلا دون آخر و أن يصيبك الاعياء من أمر دون آخر ..الألم تلك الدهشة التي تحضرك و أنت تنظر لراحة يدك لا تفكّ رموزها .. و تستشرف أمسك لا تذكره ..و تذهل ذات مساء عن النّاس فلا تجد إلاّك ..بين الفينة و الدّهر تنقضي أنفاسك حين  ألم ...عالقا بين ذاتك و السّراب ..و تلعق من الجهد ذلك الخدر برأسك حيث لا يطالك الفهم الا بقدر .. و تنتبه فلا تحصي فرصة و لا  حادثة و لا أمرا يلتحى خطواتك السابقة.. لا تجد رصيفا ينتعلك حيث أنت بعيد المنال .. كفكرة ..تظلّ ام تبق.. تبادر أم تتحفّظ و تنسى.. كتلك الكلمات النّافرة تألفك فلا تنسى جهد المحاولة .. ..و تأبى .. الألم ذلك الشّرخ ما بين الفينة و الفينة في ألاّ تعبأ بؤولئك اللّذين حضروك و غيرهم ممّن لم تلق .. الألم حين بداهة يحضرك الغباء فتنس .. أن تحقّق النّظر من حولك لكي ترى ..  فأجريت العادة على الادراك فالتقمتك الملهاة ذات تصميم و ظللت شاردا دونك .. الألم .
تلك العدالة المبتورة ورد الفعل المجهد للتوقع .. ذلك الصلف في صرف النظر عن السيء بدعوى ملاحقة الأسوأ .. لا يتعلق الإمكان بي ولا بالراحلين عني هو الخطأ في تمثّل القوة و مراكمة الجهد دون حكمة .. حين نبالغ بالتفهم ونفتقر الحكمة في ردّ الفعل زمن مكر مضحك من الآخر ولا يكاد يلحقنا الألم بحكم العادة ..
الألم .. ذلك الضيق الذي يحشر النفس داخل صدرك بصعوبة فتخرج الزفير منه وتدرك أن الكلام ليس كافيا ولا لافتا وأنه ليس للمكن بد .. تخرج للدنيا وتنظر في وجوه الناس فتكون عابرا بميزة أو اثنتين و ترنو للسكينة  فتظل بعيدا حين يتجاوزنا الفهم ونقرّب شوارع البلد لمهجة قاحلة .. نحبه بعنف فيصير الألم لذيذا وممكنا .

No comments:

Post a Comment