Tuesday, October 2, 2012

حالة حب قصوى





الكلمات متعثرة  كمشهد الطريق بإحدى القرى الريفية المبعثرة على جسد الوطن ..لا تعرف أين يبدأ الإسفلت حيث ينتهي أساسا مشربا بالتربة ، لا شيء واضح سوى إصرار الدجاج على السير حيث يشاء ..  إستمعت إليه حتى الملل وتضاهرت بالإهتمام . كنت صدقا أطلق السباب فلم يكن الأدب أبدا أحد فضائلي بيني وبيني .. وتلك عيوب ظبط النفس نظرت نحو النافذة وبدأت أعد البنايات الظاهرة من زاوية الرؤية المخولة لي وصار الكلام همهمة غير مفهومة وضحك الظل .. كان المكتب يرشح نفاقا إجتماعيا وكنت عند البناية السادسة حين انتبهت لذلك  الغريب الجالس أمامي , من السهل أن تقرأ على وجهه : مذهول في حالة تشتت واضح ،



 وكتمت ضحكة مجنونة ، ذكرني برفيق دراسة منذ نحو ثلاثين عاما .. لا أفهم كيف يمكن أن نحتفظ بذات الإرتباك لتلميذ في الثامنة .. 
راودتني أفكار مجنونة وتحلق حولي المغامرون الخمسة وأدهم صبري واندفعت أستيقن أن تختخ لم يكن على بعد كرسيين .. ثم تشتت أفكاري نتيجة النعاس وقد هاجمتها رأس أثقلها السهر .. إنتبهت مجددا للوجوه المتداعية ، تهيأت لرقصة النجاة بوجه غير قابل للتفسير فلطمت بخبرين .. ربما لو أتخذ وضع الدودة وأنسحب برفق يمكنني  أن أنجو من الصيحة .. لأسفي أصابتني نيران صديقة ولهج لساني بلغة القوم وتذكرت عنفوان أحدهم وأيقنت .. نحن نكتب تاريخا رديء واجتماعاتنا سريالية !قليل من نفس مؤتمر تجمعي و تضامني لأبعد الحدود  تماما كذلك اليوم الوطني الذي يدعى فيه الجميع لتقديم ما" كتب " مع حد أدنى مفروض لصندوق 26/26 .. المصيبة أنني وبالرغم من تحفيز ذكائي بالروايات البوليسية لآغاثا كريستي لنحو عشرين عاما ومتابعة كونان .. فقد كنت حمقاء بالظن أن ما يجمع يدفع لمناطق الذل وما أكثرها في وطني حتى تعثرت في حقيقة أن من بين دائني حوت مقاولة شرس ممن يبغض 3/4 الشعب التونسي ذكرهم : بنك التضامن ، في قضية تسوية أعيد جدولة الدين وأسقطت الفوائض .. وحسمت أمري بأن لا أعطي فرنكا واحدا لآلية النهب الوطني .. حتى لكزتني مجاورتي في المقعد لأنتبه من أحلام اليقظة تذكرت أني تركت الأغطية الصوفية على مرمى فم فليكا وكدت أنوح في العلن لا بد أن تكون قد أعملت أنيابها وقواطعها فيها كلها ! وكنت أتهيأ للرحيل تماما عندما لكزت ثانية .. كان الكلام موجها لي ، حللت شيفرة ما فاتني من الكلام وقدمت سوابقي في الترحال داخل الوطن ... مع ثناء على مدنين وأهلها واكتفيت من الكلام .. كان عقلي منفتحا على التفائل بأن فليكا ستسأم إحداث الضرر وتقرر الإستلقاء فوق الغطاء المفضل لأمي ببساطة وكنت أتميز غيضا عندما صرعت بالمقولة ذاتها للمرة السادسة " عشرون يوما من العمل الدؤوب وضيعت فيهن صلاة الجمعة فقدت من وزني الكثير وسيدخلني ربي جهنم ..." ضاع باقي الكلام .. أتفهم جدا هذا التبجح بتضييع الصلاة لإشهار حضور صلاة الجماعة في العادة .. نحن شعب لنا رياضة بورقيبية بامتياز ( عليه من الله ما يستحق ) : تضييع العبادات .. مع فواصل إشهارية زمن الكهولة : إنتبه أنا أصلي .. غادرت الإجتماااااع بباااااااع ، كم أحب مشهد الخرفان وهي ترعى على جانبي الطريق ولكني أحب بهلوانيات الماعز أكثر



 .. لهذا أحب مدنين فقد تسنى لي أن أراقب من نافذتي وحتى وقوفا على قارعة الطريق مشاهد دراماتيكية لوقوعها في المتاعب وذوقها الرديء في أن تترك ما هو أخضر لتأكل ما لا يؤكل .. وقد نهرتني عجوز وأنا في آخر أيام الشباب لأني حاولت إثناء عنزتها عن الإنتحار البطيء .. شعب غريب ، نبدأ تعارفنا بالقبل أربع مرات ، وبيد تمسك بك أكثر من اللازم ، كنت أقبض نفسي عن الصراخ في البهو إنتهت الحفلة .. مازال عام كامل من التعارف . وأسرعت نحو المصعد ثم الشارع ، الكثير من الغرباء ليوم واحد .. والطريق المؤرخ لنزول شهداء تونس بركب السماء فائض بالسيارات على نحو مذهل ، سرت وسط الشارع تماما .. تذكرت أن الوطن ساقط في حسابات العودة عند من يتصدر مشهد القرار فيه تذكرت ذلك الوثائقي عن أدبيات العودة في اليابان وكوريا الجنوبية وحتى الصين وزفرت حنقي من العودة تبا لبو رقيبة .. لكل من إستباح تغريب الوطن عن الغد وخنق الوطنية في منطق الربح والخسارة الذاتية ..

 فخلق شعبا تغلب عليه المكيافيلية .. يتعاطف مع الجلاد ويقارع الأخلاق مع الضحية . شعب مسؤولوه أشد رداءة من أشعار المزغني 


و أبشع أفراده من يزعمون أنهم مثقفوه ..  وأرذل دعاته خائنوه . هرم بقاعدتين لا قمة فيه !
 أكره أيام العودة ! لم تأت بجديد ، غير إغتيال الحاكمين جزئيا للحلم الوليد ، في وجه حقيق بوطن . 
عاد صعاليك السياسة ونجا جنود هامان .. لا أرى من يرغب إصطناع الفلك قبل أن يفور التنور لن نأوي إلى جبل حتى ، سيجعلها الوطن دكّا ليثأر لخياناتنا المتعاقبة . حمقى لأجيال عدّة .. 
 أيها الملاك الملتقم للبوق ! هلّا نفخت فيه مرّة أولى .

No comments:

Post a Comment