هو الشتات حتما والتأخر في ظبط الثوابت والنعيق بما لا نعلم .. ليس من الممكن أن يسقط الإنسان في بلادنا في أزمة قيم أكثر مما نحن فيه ..
لا يمكن أن ننفي أبدا تورطنا جميعا بكلّيّتنا في انتهاك ذاتية الفرد وهتك إنسانيته بأكثر مما هو حاصل اليوم .. حين أحوصل آداء حكومة تصريف الأعمال لخمسة أشهر من تاريخ الوطن فيما يتعلق بكرامة الإنسان أجد أنهم إستعانوا بآليات قروسطيه في التنفّذ . أما الكرامة التي مات لأجلها فلذات أكباد البعض منا وقرّة عين من تجرّعوا مرارة الفراق فهي هدف للنسف و التآمر لا شيء غير ذلك وأرى ..
مئات الشهداء ينصرفون عنا مشدوهين .. نحو السماء يشيرون لقبحنا في التصامم عن القصاص لهم ..
ما أقبحنا حين يعوي دعاة الحداثه بالوجيعة .. لما لا يؤذن لهم في أذيّة مشاعرنا وسب من نحب : الله ورسوله .. ولما لا يترك لهم العنان لمعالجة تكدّر المثليين في هذا المجتمع من إنتهاج العلنية للتنفيس عن كبت حقيقتهم الآن وليس غدا ما دخلنا نحن في التحفظ على إنشاء علاقة غير متكافئة مع كيان صهيوني ثبت خطره على حلفائه ..
يعملون بكدّ لتكريس تمثّلهم الإقصائي لكل من لا يشاطرهم العداء للعقيدة ومن لم يذنب مثلهم بالإستيلاء على المال العام فهم لا يعرفون الحياء وهذا أمر مفهوم لقد أخبرني رسول الله أنه شعبة من شعب الإيمان .
ضج الشهداء بالبكاء شربت الأرض دماءهم و بسطت الريح آثارها فلم يعد يراها من التونسيين سوى من إكتووا بنار الغدر وقلّة غيرهم تذكّروا حاجة الفتية الراحلين لمن يذكرهم ..
نحن في دولة قضى حكامها على سمعتها فلم يعبئوا بالبناء بل تكرّشوا وأحالوا الجمهوريّة لزير خلّ نتن يتمايلون حوله وعائلاتهم وبطانتهم فقضوا على المناهج التعليمية ومنهجوا إعتداءاتهم على الأفراد قتلوا الكثرين وسجنوا الآلاف وفبركوا الحجّة على الإرهاب لينالوا الأموال الأجنبية .. لذلك ألفنا أذيتهم ..حكامنا أرسلوا تونس للمراتب المتقدمه للدول التي إنغمس متنفّذوها في الفساد المالي و السياسي و الحط من قدر الإنسان ضيقوا علينا في عقيدتنا حتى صار صوت الآذان يكدّرهم واليوم كما البارحة يدفعون بأفضل أراضينا الفلاحيه للأجنبي ليتريّض فيها بالصيد وما ظل سوى تهديدهم لنا بأمننا الغذائي ليجوّعونا كما أفتى بذلك زميمهم الذي فتح للفاشيين سبل التعشيش داخل أوصال الدولة
نحن شعب غريب لا نتألّم لعدم تحقيق العدالة لمن صرعوا على الإسفلت .. وإذا تحرك الشرفاء للمطالبة بذلك قال السفهاء عليهم بأنهم متواطئون على أمن الدولة و اقتصادها .
تتلهّى الهيئة بميثاق الجمهوريّة ! أيّها القاصرون .. أستعير لحظة التاريخ للقذّافي من أنتم .. من أنتم ! إذا كان هذا الوطن خلا لخمسين عاما من فعل البناء فمن أنتم لتعقدوا أولوياتنا وتخالفوا المبادىء الدوليّه وتظنوا أن الشان العام يقدّره القلّة للأغلبية ومن أين أتيتم بشخوصكم الوطنيه ومن منحكم صكا في ذلك كل أخباركم تنعق بالفضيحة والتواطىء على تونس وقبلها علينا ..
تحسبون أن لكم القدرة على تأبيد الفساد و الإسهام في حفظ جنوده ومادام الشارع لا يتحرك بكليته لهدم منازل الطغيان والقصاص للشهداء فامرحوا لوقت لأن بعضنا سيخلقون ربيع الإنسان داخل تونس وسيخرجون من ساحات إعتصام المصير ليضربوا مكركم وصفاقتكم وقبل ذلك سيجلبون للشهداء أسماء قتلتهم ليقرّوا عينا ويخلصوا من فجيعهتم بنا ولن تتمكّنوا من الدعارة بعد اليوم ولا أن تتقدّموا حكّاما علينا بل سنتدبّر الإستمرار في الثوره حتى نستيقن تطهير تونس منكم وسنعالج أنفسنا من حكم العادة ونعود فننتصر لكرامتنا وليظل شيء في الوطن بعدكم لمن سيأتون بعدنا
No comments:
Post a Comment