ليغفر الله لي كم فرطت في جنب الله .. كانت تلك زفرة أولى لعقلي وهو يضيع دفة الحديث مع زميلة لي لم تجد في محيطها من " الإسلاميين " غيري لتنفّس عن غضبها من رد فعل وزير التربية الأخير على رقصة الهارلم شلايك بالتونسي .. هي تنسى تأكيدي المتواتر إلى حدّ اليأس أنني كصنيعة للعلمانية البورقيبية الفجة أراني والعياذ بفضل الله ممن يسألهم خزنة النار " ما أصبركم على العذاب " وأني لأستدل على طريق الهداية وضعت علامة لا أجرؤ عليها أبدا وهي أن لا ينكر قلبي حدود الله .. فإن أذنبت أو رأيت مذنبا لا أبسط رداء النفاق لأحلل الذنب بما يسميه بعض التونسيون " التدين في القلب " أو ما تسميه زميلتي على نهج رجاء بن سلامة أن الإسلام أن تشهد أن لا إلاه إلا الله وأن محمدا رسول الله وكفى .. صدقت يا سيدي وأنت تحدث عنا أن على قلوب أقفالها .. قلت لما تتحدثين عمن تسمين خوانجية تعلمين جيدا أن الوزير من حزب علماني ثم ألم يأتك نبأ جرائم التجاهر بما ينافي الحياء والإعتداء على الأخلاق الحميدة أليست هذه من الجرائم التي جاء بها القانون الجزائي ! فبهتت لقولي وقالت أنني أتناسى أن الأمر يتعلق بحركة ثقافية لتلاميذ في الثانوية فصدمت مرتين قلت إذن فمجلة الطفولة التي تجرم الأفعال الصادرة عمن جاوز سن الثالثة عشر ولم يتخط سن الثامنة عشرة هلا أفتيتني في مجال تطبيق المجلة .. ثم أفتيني في تجليات الثقافة في خروج فتيية في تبان داخلي نسوي وأخذهم لوضعيات شاذة لللواط داخل حرم المدرسة .
كان الجواب باردا أن تلك التجليات الفتية للحرية الثقافية كما يراها الأبناء .. كانت الزفرة الثانية لعقلي أن لا إلاه إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين . هذه بلاد ضالم أهلها عندما يصير واجب الوزير رجسا من عمل الشيطان ويكون الإنحراف الأخلاقي داخل الحرم المدرسي تصرف صبياني عابث بالفهم الإعلامي والحقوقي فأحسب أن تلك الطرفة التي تتحدث عن مغادرة إبليس لهذه البلاد لتحقيقها الإكتفاء الذاتي في شياطين الإنس ليست سوى حقيقة واقعة ! لم أكن أتصور أن خلو البلاد من الحس الوطني الذي يقتضي تلقين الأبناء أبجديات بناء الذات والحفاظ على براءتهم التي فطروا عليها ما استطعنا لذلك سبيلا ، خطيئة في العرف التونسي حتى تمليت في ردود الفعل على تلك الحادثة الأليمة في خرق النظام المدرسي .. ولم أتصور وأنا أراقب التشنج في تعامل السواد الأعظم من أهل البلاد مع مقتضيات النظام العام أننا ربما نكون بدون مغالاة من نسل يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض ليس أكثر .. سألت زميلتي وهي تخبرني أنها تفكر جديا في الإسهام في آداء الهارلم شلايك مع إبنيها بأحد ساحات الدولة .. ألا تشفقين على إبنيك أن يسألهما ربهما وشبابك فيما أفنيته ! ألا يحسن بك أن تمنحيهما الدربة على يسر الطاعة وتعطيهما أبجديات الإيمان في أن ينظر ربهما لهما فيجدهما حيث أمرهما هل يمكن أن تحبيهما إلى تلك الدرجة ! الجواب كان صاعقا .. ليسا بأفضل من أمهما سندخل جهنم لوقت ، آخر من فتحت له أبواب الجنة عبد الباسط عبد الصمد بل هناك شك في ذلك إذ قيل الكثير فيه ومادمنا لجهنم سائرون فليس أقل من متعة الدنيا .. زفر عقلى أنينه الثالث وأنا أذكر إمرأة فرعون وهي تدعو ربها " رَبِّ أبْنِ لِى عِندَكَ بَيْتًا فِى الْجَنَّةِ وَنَجِّنِى مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِى مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" حين قضى ربنا أنه لا يكلف نفسا إلا وسعها هل نزلت بعد محمد صلى الله عليه وسلم آية لمن يؤمنون بالله واليوم الآخر بغير ذلك حتى تقطع أم لنفسها ولولديها دخول النار لأنه لا قبل لإنسي بالطاعة في هذا الزمان أي منطق يستحل الخلود في العذاب " بسم الله الرحمن الرحيم وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْداً فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ{80} بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـئَتُهُ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ{81} سورة البقرة . اللهم نجنا من العذاب واجعل ما علمتنا حجة لنا لا حجة علينا واقسم لنا من خشيتك ما تحول به بينا وبين معصيتك ، ومن رضاك ما تبلغنا به جنتك وعافنا من الجرأة عليك وأحيي قلوبنا بطاعتك ما أحييتنا وتوفنا مع الأبرار . هذه الحادثة ذكرتني بقصص القرآن عن أهل القرى وصدهم عن سبيل الله .. كنت حين أسمع عن أخبارهم أستغرب ذلك التهافت الجماعي على إنكار الهدي كاتباع قوم موسى للسامري وقد جاءهم الحق من ربهم .. أنا ببساطة لم أعد أستغرب ذلك أبدا ولا حول ولا قوة إلا
بالله . اللهم إغفر لقومي فإنهم لا يعلمون
لا حول ولا قوة الا بالله... بصراحة على قدر تميّز وتفرّد وجمال أسلوب الكتابة على قدر عمق الألم الذي يسوقه الينا مضمونها... اللهم ردّنا اليك ردا جميلا عاجلا غير آجل ياااااااارب
ReplyDelete