لم نولد لنموت كلّما أرادت فكرة أو جماعة أن تتأبّد

أحيانا يكون اللّؤم باهتا كانتكاسة للضّوء زمن عبور الغيم لا أكثر .. و بهتان الظنّ بحسن السّريره يناهضه سخط النّاس منك وفيك ، زمنا يركن فيه الحمق للحكمة ويتحدّث بها ، لم أكن أهذي فهذا الكلام مع إختلاف عقيدة كلينا صدرت عن رجل حق وكلامه حجّة له وأجد كلامه نافذا وقد فرحت عندما توقّفت أمم كتابه و أشرعت منتصفه فعاودني حنين الدّرس من معلّم حتّى وإن كانت عقيدتينا على طرفي نقيض فأنا أقرّ له بالحكمة وهذا ودّي لكم إسمعوا ما كتب أولاد  أحمد  في مجموعته القصصيه " تفاصيل " ستذهلون بلذّه :
يحدث في تونس ما لا يجب أن يحدث !
وأعصابنا ليست حجرا ، أو زنكا حتى تصبح المشنقة و السّجن والرّصاص كلمات عاديّه في مرتبة صباح الخير.
يحدث في تونس ما لا يجب أن يحدث !
ونحن لم نولد لنقدّم أجسامنا قربانا لأحد .
لم نولد لنموت كلّما أرادت فكرة أو جماعة أن تتأبّد .
لم نولد لنموت في غير الحروب  الواجب خوضها 
فهل بهذه السّرعة ندخل زمن الموت ، بعد أن فشل المشروع الدّيموقراطي الذي لم يتخطّى عتبة الكلام ، والإمكان ، وسين المستقبل النّاتئة كسنان منشار حديدي غليظ .
هل كتب علينا أن نظلّ شعبا يمدح علانيّة ويقهر علانيّة ؟
وعن أيّ حكومة سندافع ، ولكل حكومة رصيدها الوافر من الضحايا و العاطلين والرافظين ؟
يحدث في تونس ما لا يجب أن يحدث !
وليس صحيحا أنّ القانون الذي لا يسنّه كلّ النّاس يمكن أن يعلو على كلّ النّاس .
 تلك دعوة قديمة حفظناها عن ظهر قلب .
ولو كانت فيها لحظة معقوليّة واحدة ، لما أجبر أصحابها على تكرارها .
وليكن واضحا من الآن أنّ الأسود ليس أفضل ألوان الطبيعة .
وأنّ البكاء لا يمكن أن يكون نشيدا وطنيّا .
وأنّ نعمة الصّبا التي تربّت عليها آذاننا لا تزيد المواطن إلّا مزيدا من الوعي بعمق مأساته . 
هل كتب علينا أن نظلّ نمدح علانيّة ونقهر علانيّة ؟
وأن نظلّ نعامل دائما على أساس أنّنا لم نبلغ سنّ الرّشد المدني ؟
أيّتها الأخبار كفّي عن أن تكوني مزعجة !
أيّها الخراب المسرع باتّجاه وطني : تأخّر قليلا !
إفعل أيّ شيء !
إربط خيطي حذائك على الأقل !
حتّى نجد دقيقة واحدة لمنطق آخر غير منطق الرّصاص ، والسجون و المشانق .
أيّها الخراب المسرّح باتّجاه بلدي : مالّذي نفعله لنقنعك بأنّك ضيف مستحيل ؟  "