Sunday, March 18, 2012

جريح الثورة يتسول العلاج ؟ أي عار !


يقول الراوي وقد شهد صيام أمي وأبي عن الطعام أن أصل الشقاء فيّ أنا .. كانا قد استبشرا بي حين احتظنني أبي أول مرة وسماني محمد الجندوبي ويقول الراوي أنني أدعى رشاد العربي ثم أربكني حين قال عني وائل القرافي كنت خالد و مسلم قصد الله وجهاد مبروك ونبيل الهبلاني وشكري الرياحي وطارق الدزيري  ومنتصر ونبيل الجنداني ..لم أكن أعرف من بين من أعدمت عافيتهم من أكون أنا ..  إلتحف أبي صبره حين سقت هذرات من دمي إسفلت أرض الوطن وولوت أمي بالدعاء . وبعد تأجيل مراسيم تأبيني فرحت أمي وأملت أن يكون مولدي الجديد صفحة أخرى لكلينا .. لعنت رجلي المبتورة  بوجهي .. ووقفت حذو رأسي بفم باسم تصر علي بأن عيشي فضل من الله و تسقط فوق وجهي تلثمني وتديره جيدا نحو عينيها تحجب دموعها عني وتبالغ في تقبيلي عيني وتردد " يا روحي .. ياروحي " كان رأسي فارغا .. معاملة الرضيع تشعرني بعدم الفهم .. تصر علي لكي أتكلم فأرفع رأسي لأرى قدمي .. أرى واحدة فأبهت .. وقد شعرت بالثانية فتلاحقني محبوبتي برأسها وتحجب عني كل شيء عدى أرنبة أنفها .."أمي .. النفس " .. " عيش ولدي قول  حمد لله .. عيش ولدي غيرك تحت اللحود " ..
أشرق بدمعي فتمسك بكأس تسقيني الماء وتتشاغل بي تديرني ، تغسل حزني ، تغير ألمي ، تضع العطر حول وجهي ولا تتوقف حين أشخص بعيني حيث يجلس أبي مهزوما ينتظر دوره ليريحني على الجنب الآخر يخاف تقرح جلدتي فأموت بعد عام مثل محمد بن رمضان .. أتأوّه  أنا فيبكيان ..
ومضى الزمان ، يقول الراوي أنني عدت للعجز وكأنني لم أبلغ سن الواحدة ، وأن من سرق عافيتي ظل طليقا فقد نفى مسيلمة الكذاب خبر القناص وخرج لص البارحة ليقدر عافيتي  بثلاثة آلاف دينار وكان رئيس مجلس الدواب سابقا قد صار رئيسا مؤقتا توافقيا للجمهورية يتقاضى ثلاثون ألف دينار شهريا و أحيط بي المكر وظلت بين يدي ذلك الفاجر " الكاس النوار " .. وطرد محمد بن رمضان لموطنه النائي ليموت بعد عام ..
بحثت أمي موضوع حاجتي للعلاج بساحة بالقصبة .. نبهت عليها أن الأموال العمومية بعد إبعاد الشعب لممتهني اللصوصية لن يكون ممكنا إلا بأمر بالصرف وبعد مناقشة الميزانية التكميلية .. لطمت أمي صدرها  وأقسمت أن تموت قبلي قالت " سأضرب وأبوك عن الطعام لن أفرط فيك يا كبدي بالساهل وليكن لعذاب روحينا وجهة واحدة حكومتنا الشرعية " 
لوظننت أن خيبة الأمل أن تسلب روحك وتعيش غريبا داخل الوطن .. عاجزا أن تسير مرة أخرى تغلق دونك أبواب المؤسسات الإستشفائية العمومية .. ويداس عليك مرتين بالمماطلة : بأن ترى حكما نافذا على الجاني ورجلا صناعية عوض تلك التي منحتك العناية الربانية عيل الصبر بي أنا جريح الغدر وأحاط بي الظن يا أمي لا تجوعي .. ففي وطني لا نزال  نلاحق الصبر لإنسانية لا تأتي فتبا لوعينا النخبوي بما تكون عليه الأولوية .

2 comments:

  1. لا حول و لا قوّة إلاّ بالله

    في بلادنا، و في بلاد الاسلام و العرب بصفة عامّة، البشر ما عندوش قيمة

    ربّي يفرّج كرب كلّ جريح و يصبّر أهله
    آمين

    ReplyDelete
  2. من غير المفهوم أنه بعد ثلاثة أشهر لا تتوصل الوزارات المعنية إلى إغلاق ملفات الجرحى الأشد إلحاحا ويلقى هؤلاء المأزومون بالحياة راحة حتى يبكوا عافيتهم المهدورة ويمضوا بحياتهم ربي يرزقهم العفو والعافية ويهدي أولياء الأمر

    ReplyDelete