Saturday, November 3, 2012

ما بين الخيبة و الرداءة




أحيانا يكون الكلام متعبا والصمت يكون أكثر إجهادا لذلك فتحت صفحة بين المنزلتين فعلى كل حال ليست الرداءة أمرا مجحفا في حقكم بصدق .. تذكروا كل خيبات الأمل التي منيتم بها .. لا تحفروا بعيدا وإلا طالت بنا القائمة .. أولى هزائمي أني ولدت لأب عروبي النزعة تبا .. كنت أسمعه يكني رئيس سوريا الهالك بحافظ النعجة ويحاول إقناعي بأنه لقبه الفعلي وقد غيّره للأسد مستغلا وصوله لسدة الرياسة وهو اليوم يبكي لتآمر الجميع على سوريا الممانعة إييييييييششش .. لا أريد إثارة حفيظتكم بالتفاصيل لقد صارت خصومتي معه كلما دعا بالخير لبشار النعجة مبعث إحباط حتى لكلبي الذي يسرع لاهثا كلما ارتفع صوتنا خلال الحديث دون أن يحل الشيفرة ..
ووصمني أبي بذات الخيبة أتتبع أخبار فلسطين منذ ثلاثين عاما وهو ما أورثني كل الأمراض المزمنة .. وزاد التاريخ شعوبا أخرى ..الجزائر و لبنان وليبيا ومصر وأرض الشام وقبلهم العراق .. أي خيبة أن تؤسر إنسانيتي في عصبية عرقية " بيضاء " لن أقول سوداء فأنا أعشق الأسود ولن أزج به في طرح سلبي أبدا .. أبي ! لما فعلت بي هذا .. كيف تربيني على ألاّ أهتم سوى بعار أهل السياسة .. في بلاد نعامل فيها أسوأ مما يفعل بالكلاب الضالة .. أي خيبة .. طالما تمنيت أن أكون بدون هذه العصبية  ولكن بعض خيباتنا تفتقر لحس الدعابة وتلتصق بك بإصرار كجلدك .. آسف أني سأموت عروبيا وأحتفظ برداءة كوني سليل نظام لم يقرر بعد ستين عاما إن كان من حق الفرد أن يكون مواطنا ..
دخلت معرض الكتاب وشعرت كما في الخامسة أنني أطأ الجنة وفجأة لطمتني رداءة إنتاجنا المحلي .. بصدق ! نحن في تونس نبالغ في الجهل على نهج بني إسرائيل وقصتهم مع العجل صاحبوا الرسول ، عبر بهم النهر ، إمتنعوا عن قول حطة.. ودفعوا للسامري ليصنع لهم ربا .. بخوار من أثر الرسول .. من الضفة اليسرى يبدو لي الجهل مقيتا لتعتيمه على إرث المواطنة الفاسدة للقول جهارا بمكتسبات الحداثة .. ياااااااااخ وهل لنا دولة .. عندما تحتكر السياسة ممن أفسدوا عيشنا ويتناطح الحمقى في المجلس التأسيسي لمكاسب المرأة أذكر أننا خضنا بما يسمى ثورة رسكلة لذات المزبلة .. أليس التأسيس يستهدف نظام الدولة ثم أليس المطلب العاجل أن يمنح للفرد حقه في المواطنة ذكرا وأنثى .. وإذا كان الرب لا يفرق بيننا إلا بالتقوى وسندفع إما لجنة أو لنار ذكرا وأنثى ؟! فلما تفتعلون شجارا لا يهم شعبنا إلا إذا كنتم محافظين على سيرتكم الأولى : لصوص تافهون جاء بكم ربكم بو  رقيبة  الذي سرق وطنا ، لم يبقى فيه إلا على إقليم الدولة فلم يصنع شعبا بمواطنة كاملة ولا نظام حكم سياسي  لوفرة الصعاليك الذين أثث بهم وزارات الدولة  يتحاصصون مزارع المعمر الفرنسي ورخص بيع  الخمور والوضائف السامية للدولة ويقبلون من زعيم الأمة أن يضربهم "بالباكيته " (شهادة محمد مزالي في برنامج شاهد على العصر ) تبا .. أي خيبة أن يولد المارد كسيحا يأكله العجز وذات الضباع ممن يصمون أنفسهم بحراس الحداثة يتنادمون على مقدّراته ويورّثون أجيالا ذات الخيبة .. 
النص رديء بعد التملي فيه جيدا ــ بعض معانيه مبتورة .. ولكن تفهموا أني لن أكون إلا برداءة موروثنا الثقافي قرأت آلاف الكتب والصيغ التعبيرية ولكني لم أستطع تطوير تعابيري حيث أبى عقلي التافه إلا أن يتطبّع بأخلاق القوم فتفهموا ، نحن شعب مسكين .. لا يحسن التفكير وعقلاء تاريخنا لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة ..  
بعد التفكير ، أعتقد أن إحتمال الرداءة شيء هين في هذا الطور الإنتقالي مع تسلحي البسيط بالغباء مع سابق الإضمار لن أشير أبدا إلى ترسانة القوانين الجائرة وأولها قانون المنافسة والأسعار الذي كرّس الإحتكار ومنح أغنياء البلاد مطيّة ليزدادو غنى بمفعول ما يسمى التشجيع على الإستثمار ولكي يضع شخص كالمؤدب يده على مادة إستهلاكية إستراتيجية كالحليب فيرسله إلى ليبيا أو يكنزه بمخازنه للتضييق على أطفال تونس .. أو أن تفعل بنا شركة المزرعة  ـ التي تقريبا تحتكر بيع الدجاج ـ ما تشاء ..
الرداءة حسب ظني شيء يمكنني إحتماله لأنني لا أكاد أطيق ذلك التعزيز الأمني اللافت للخيبة أمام مغازات كارفور وإذاعة بنت المخلوع وأمام المقر الإجتماعي لبنك الزيتونة .. ألم يكن من الأجدى التخطيط لحماية العامة بخلق بؤر أمنية دائمة بالمناطق الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية بعد أن ثبت أنهم الهدف الأول لمثيري الفتن من منتسبي النظام السابق أو أن فرع كارفور بالكرم أهم من حياة الناس .. هو قرار للداخلية على صورة الغباء التي يظهر عليها خبيث . وأنا الموصوم بالرداءة يشعرني أننا لم نرتقي كشعب ليفكر أصحاب السلطة فينا كمواطنين لحياتهم قيمة .. وقد دهشت عندما سمعت بتتبع ذلك الإمام بجامع النور لمجرد تلويحه بكفن وغضبه المبالغ فيه لموت مؤذن الجامع .. لماذا يستهين إسلاميو الحكم بحقيقة أن للفرد عند الرب قيمة حتى القاتل لا يقتل إلا بعد إعذاره .. فإن كان الموت سهلا فلماذا تعتبرون من يلوح بكفنه مستعدا للموت محرضا عليكم .. الحبس لا يطال إلا أيمة الجوامع وكذلك القتل تذكر جيدا ياعلي العريض أن المحشّدين ضد ما يسمى بالسلفية هم أعدائكم المباشرون ومنافسوكم على الحكم .. القتل الأخير من وجهة نظر مهنية يبدو لي ضربا من إستعراض القوة والإنتقام الذاتي الممنهج لأعوان الشرطة .. لأننا نعرف أن من يرفض تسليم نفسه يحال بحالة فرار ويحكم عليه غيابيا ثم يقبض عليه بعد مرور التوتر.. فإذا كان شخص المعتدي على حافظ الأمن ليوم السبت معلوما فلماذا أصررتم على الملاحقة الأمنية حتى قتلتم شخصين يوم الإربعاء .. يدعو عدنان الحاجي لانفصال إقليم عن الدولة ويدعو للقتل يخرّج لإشاعة توقيفه ، ثم يعتذر منه رسميا ويقع تتبع آخرين فقط على الهوية ، يتم التغاضي عن كل الجنايات المرتكبة من العلمانيين والنقابيين ومن يدعون أنفسهم بأهل الفن والإعلام والسياسة ويطارد آخرون بسيناريوهات مخابرتية  .. 
هذه المزرعة التي يطلق عليها إسم الدولة التونسية لسنا في وضع للخوض فيها عن مصيبة فقْد المواطنة بل عن كولاك من الدرجة الأولى والعاشرة .. 
حينما أسمع الرديء سمير بالطيب يتحدّث عن الضاهرة السلفية أعتبرك أيها الوزير للداخلية شرّا لا بد منه ليس لشخصك طبعا فأنت تافه في نظري ولكن لخلفيتك الإسلامية فقط أعتبر أنه لا بد للدولة من أن يحكم بعض منتسبي حزبكم هذه المرحلة الإنتقالية .. لأن كل مصائبنا خلقها دعاة  الحداثة وقد نجحوا مجددا في خلق فزاعة الإسلاميين برعاية من حكومتكم وتحت أنظاركم سمحتم بخلق عدوّ جديد يبعد النظر عن المجرم الحقيقي الذي أفسد البلاد لأجيال متعاقبة جلّادو البارحة يرفعون نباحهم بالإصلاح ولا تتجرّأون حتى على قول الحقيقة  . أليس لهذا الشعب حق أن تكون للدولة هوية وأن تحترم الأغلبية أم تعتبرون أن دكتاتورية الأقلية قدر لنا يجب أن نقبله لأننا محكومون جميعا بالرداءة .. رداءة القاتل والقتل والضحية ..
ههنا كلام جيد من الوطن العربي لتنسوا الرداءة التي إجترحتها أعلاه  


No comments:

Post a Comment