Tuesday, September 8, 2009

شيء من الاسلام

لطالما ظننت أنّ مجموع واحد وواحد يساوي اثنين الى أن انتبهت أنّ الأمر قد يصير الى عشرة أو غير ذلك من الأرقام لدى البعض ..نعم ما كان ليستهجنه العقل لدى العامّة صار ضربا من العقل و الفكر لدى من يحسبون أنفسهم من الخاصة .فصار كل يتقيّء جهله و شذوذ فكره و حسّه على غيره .و رغم يقيني أن فساد الفكر لا تسلم منه مجموعة بشريّة  الاّ أنّ الوجود في حيّز جغرافي ما يقيّد الفكر بارهاصات بنى الجلدة من هذا الوطن . وضع أحدهم صورة لعاهر تلبس حجاب و عنون الصورة "لا  للحجاب لا للظلاميين أو الظلامية"وبما أن آخر همي الخوض في عدم ايمان ذلك الشخص لكونه أمر يهمّه لوحده و أنا بفضل الله على يقين بأنّ الله يهدي من يشاء و أنّ من ظلّ فعلى نفسه .فأنا أريد تناول المسألة في محورين أولا ان كان الحجاب واجبا على المسلمة و ثانيا ما أبعاد فرض الحجاب على المرأة المسلمة مع التذكير أن المعنية بالحجاب هي المرأة المسلمة فلا تلزم به غيرها . يقول الله تعالى فى الآية 31 من سورة النور "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهنّ ويحفظن فروجهنّ  و لا يبدين زينتهنّ الاّ ما ظهر منها و ليضربن بخمرهنّ على جيوبهنّ ولا يبدين زينتهنّ الاّ لبعولتهنّ أو آباءهنّ أو آباء بعولتهنّ أو أبناءهنّ أو أبناء بعولتهنّ أو اخوانهنّ أو بني اخوانهنّ أو بني أخواتهنّ أو نسائهنّ أو ما ملكت أيمانهنّ أو التّابعين غير أولي الاربة من الرجال أو الطّفل الّذين لم يظهروا على عورات النّساء ولا يضربن بأرجلهنّ ليعلم ما يخفين من زينتهنّ وتوبوا الى  الله جميعا أيّه المؤمنون لعلّكم تفلحون " وبهذا فانّ أمر الله واضح لكل مسلمة بأن تضع خمارا على رأسها تسدله على رقبتها بحيث تغطيها و ذلك تفسير قوله تعالى "يضربن بخمرهنّ على جيوبهنّ "و عليه فلبس الخمار هو جزء من الزّيّ الاسلامي الذي قضى الله بأن تلبسه المرأة المسلمة وقد قال الله تعالى أنّه اذا قضى الله أو رسوله أمرا فليس لمؤمن الخيرة في ذلك الأمر وكل مسلم يعلم بعين قلبه أنّه ما قضى الله أو رسوله شيئا الا كان الخير مرجوّا منه .وبدون الاستفاضة في الحكمة التى شرّع من أجلها الخمار لأنها معلومة لكلّ مؤمن  وهو اعفاف المرأة المسلمة ولذلك من يرون في لباس المرأة المسلمة اختيارا منها للخمار و ستر جسدها ظلاميّة فهؤلاء لن يقولوا أشنع مما قاله أسلافهم من الملاحدة والمنافقين طعنا في الحق و ليعلموا أن الحرّيّة في اللباس يجب أن تكفلها الدولة العلمانيّة و أنّ احترام المعتقد شاؤوا أو أبوا هو من بين الأخلاقيات التي يجب أن تكون الحدّ الأدنى الذي لا يسوغ لكلّ شاذّ تجاوزه أو ما اصطلح دينيّا ايجازه بالقول القرآني "لكم دينكم و لي دين "بما معناه أنّ ما يهمّ عقيدة النّاس هو خطّ أحمر و ليس للجهلة أو الأغبياء أو المنافقين أو معادي الدين وكل أردافهم تجاوزه . والأمر سهل من لم يؤمن فليعكف على الحاده و ليلهى نفسه به ولا يدّعى نبوّة من نوع جديد (آسف على الاستعارة من أحد الاخوة)..  كما أنّ المرأة المسلمة التي تغطّي رأسها منذ  أربعة عشر قرنا لم تصب بأيّ نصب ... والسّؤال يطرح فيما يتعلق بحماية المرأة التي يدّعون السعي اليه حول النساء الذين يوضعن سلعة في تجارة المتعة و يعاملن كرقيق أو أولئك اللاتي يهلكن في تدبّر لقمة العيش لأنّ دورهم خلت الاّ من أنصاف رجال لايتدبّرون طاعة الله فيما أمرهم من اعفاف أمّهاتهم أو شقيقاتهم أو أزواجهم .كما أنّ عليهم النّظر في حماية المرأة من كلّ تلك الهجمة الاسهلاكيّة التي تطوّقها بخصوص جسدها فهي يجب أن تضع مساحيق و تقيس حجم بدنها حسب الموضة و لنرى لما لا يسارعون بالدّعوة لحمايتها من الصورة النمطيّة المفروضة من السنما و الشركات التجاريّة التي أدّت الى هلاك الكثيرات نتيجة اصابتهنّ بالشّره المرضي .انّ اهتمامهم بالواجب الشرعي المحمول على المرأة المسلمة انّما هو استعداء محض للدّين وان كان واحد زائد واحد يساوي عندهم نتيجة أخرى غير اثنين فهم أحرار ولكن لتقف حرّيتهم عندهم .ثم ان الغاية من الحجاب هو اعفاف المرأة و بغضّ النّظر عن مدى التزامها بتعاليم دينها فالحجاب فرض تتقيّد به لأنّه يساهم ايجابا في التزام المرأة المسلمة في سلوكها و الأمر أشبه بالقاعدة القانونيّة التي توضع على أساس أن يلتزم بها الكافة فهي أشبه بالقالب الذي يظبط به السلوك ولكن ذلك لا يعني حتما الاّ يكون هناك اخلال فالناس عادة ما يخرقون القاعدة وهو ما يترتب عنه الجزاء و بالرجوع لمسألة الخمار فالمعلوم أنّ من هنّ متحجبات يكون لهنّ عادة تصرّفات لائقة و تلك النظاميّة مع مرور الوقت عادة ما تستقرّ في وجدانهنّ كنوع من احترام الذات و اجلال فكرهنّ بالأساس فيتوصّلن الى النجاح داخل المجتمع و المتحجبات في النهاية كغيرهنّ من الناس لسن ملائكة يمشين على الأرض و لهنّ مثل ما لنا جميعا من تجاذبات و لكن تنزيل صور فاضحة لعاهرة تلبس الحجاب و الزّعم بأنّ ذلك تصرّف أرعن لأحد المحجبات فهو أمر مردود على كاهنه فلم نسمع يوما بأنّ الحجاب يصيب بلوثة عقليّة و لم أرى ببلادنا هذه من لبست الخمار مكرهة حتى تتمرّد عليه بل معضمهنّ لبسنه طائعات منيبات لربّهن . و مع علمي أنه لا دين لمن يتعرّض لأحكام الله فليعلموا أن كلامهم الممجوج لا يؤثر الاّ فيهم و اذا شاءوا فنصيحتي لهم بأن يتريّضوا بما فعل أسلافهم و يعضّوا الأنامل فلن يعاجزوا في الأرض وبعد موتهم لن يحدثوا ذكرا و ليتدبّروا آثار قوم سبقوهم قد تركت منازلهم لغيرهم عبرة و أيّها الجاهلون سلاما ..      

2 comments:

  1. جهد جيد

    دمت بخير

    ومرور اسعدنى

    ReplyDelete
  2. أخى محمود مربا بك أنا أيضا أحبّ ما تكتب و أسلوبك الراائع مرحبا بك بهذا الميناء متى وسعك التوقف

    ReplyDelete