صار للترقب معنى مرفأ ألوذ به و تدركه امكاناتي ملجأ لكلماتي النافرة و حصن منيع لكل ترهاتي حديث الآخرين لي و ترجمة لما هو آتي بعض الظن و شيء من التعقل اذا شئت أو جميل ارهاصاتي
Sunday, January 3, 2010
من وحي شهادة
تشبّث بها لحظة النفس الأخير أوغل نظرته الأخيرة في وجهها وحين غاب لم ترتخي يده .. و لم تجزع لكي لا تروّع نفسه الأخير .. اقتربت منه بوجهها ليشمّ دمه المسكوب من حولها .. و ظلّت ترقب منه شهيقا بعد زفير .. بعد جوع و عري و تمرّغ في التراب يلهو مع صحبه قرّر سليلوا المدنيّة اغتيال طفولته ..فغادر على عجل يلبّي نداء الهناك طيّارا أخضر ..ينظر أمّه تزفر حبّه لها وتقيء آمالها و أيامه القليلة حول حضنها .. لا يكاد يملّ النظر لجسده الممتدّ فوق مأدبة غذاء أولي الأمر يشربون دمه المسفوك من عدوّه و يحنو على أمه تؤبّن نظرته لها ..عند معبر الموت طار فوق رفح وزبانيّتها كان يأمل الوصول لحجر يأخذه معه قبل العروج للسماء ليلقيه في وجه ذلك الجندي الجاثم عند معبر اريتز و ذلك الوالي الذي يتجشّأ عشاءه المستورد و يلغي حفلة رأس السنة لكي لا يجد مناهضو الحصار تجمعا للوعي يولولون فيه بذاءة الانسانية و صلف الصّمت الجنائزي .. ارجع يا ولدي حيث أنت .. لا تذهب حيث لن أكون .. حينما يأتيني أبوك ذات يوم لن أجد مثل جمال وجهك و نظرتك لي تقنعني بأني أنجبت سليلا للنبوّة يحتمل البقاء حيث نحن .. وغدا لا أصدّق أن رحمي سيسلّيني بغير روحك يا ولدي ما أغلى ذلك الكلام الذي لم تقله لحظة فغرت فاك لتعلمني بما ترى زمن المغيب و لم تتكلّم ..أحصي الكلمات الممكنة و أحسن الظن بك تهدهدني ألاّ أجزع .. أطلّ على عينيك أمنعهم أن يغلقوها .. لتظلّ حيث أنت تنظر لي .. لا أولول يا ولدي .. فعند الشهادة أشتهي أن أبشّر كغيري من الصابرين .. تأتيني عند الحوض نلتقي مجدّدا حيث اللقاء مسطّرا من ربّ العالمين ..أدرك لولا الوجيعة رهبانية الصّبر على البقاء بعد الرّحيل .. أسمّي أخاك القادم بعدك على اسمك و لا أدري .. ان كنت أحدث للخديعة مطيّة بأنّي أحيا بعد مضيّك ..يستعملون تصميمي بنشرات الأخبار للقول بأنا شعب الجبّارين تتالى المسمّيات عنا يا ولدي .. كذرّ للرّماد على العيون .. ملّنا الوجع و الجار الجنب بات يعدّد كالعدوّ فرضيات حصارنا لم يعد بامكاني أن أطعم شقيقيك خبزا ولا زيتون فنحن صرنا أسرى جدار بني صهيون و أعراب الدّجل و عتاة المنافقون .. ها أنا أبيت في العراء لليوم الرابع بعد العام و يناور الذّيب على رقادنا و غدا بعد البارحة أذكر بطولتك في رشق المزنجرة بحجر فيطيب قلبي لرحيلك شهيدا و أستلذّ ذكرى عينيك المواليتين لوجهي فتقرّ عيني بك يا ولدي ..
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment