Tuesday, January 19, 2010

مفاعيل

صرخ : أشجب ..  أندّد .. و أعترض ..  أكذّب .. وحشرت الكلمة الأخيرة في حلقه الدامي بفعل ضراوة رجل البوليس السرّي الذي كان يجانبه في مسيرة التهليل .
همس : يحيى ..يعيش.. دام حكمك ..أصادق ..وجاءته التّوصيات برفع الصوت لكي لا يضرب قفاه كدأبه و كان ظّلّه هو الذي يحادثه ..
هذى : حرّيّتي ..انسانيّتتي ..وطنيّتي ..أمنيتي .. كان رأسه يتلمّس التّراب يحاول النهوض لرفع اليد  لتطال ما يسدّ الرّمق وكان حقا يهذي .
هتف : يا جار ما حال معدتك المتخمة بجهدي أرنيها .. انها لا تليق بانسانيّتك و حين نظر نحوه الجار ..قال :هل سمعت هذا  الهذيان .
تمطّى : أعاد حساب أيّامه و ظنّ أنّ الجوار تنهكه آلام كثيرة ..أولئك الذين أخرجوا من ديارهم بعد قرار الهدم المتخذ من السّلط المحلّية الموسومة باللامركزيّة .. يقضّون مضجعه البريء ..سيمدّ يده ليسدّ المنافذ أمام أنين سفيان الشورابي ..ووجعه .
تخيّل : أنّ للديموقراطيّة أشراطها ..بدءا بشفافية رزق البيليك والموازنات الوطنية و النّخب التمثيليّة .. رأى للدّواب مجلسا ينزل به كلّ صروف الوهن والايماء و الحدّ من احرّيّة ..فجمّد وعيه كلّيا .
ألحن : القول على مسافة من قصيد لمظفر النوّاب و صورة لحنظلة العلي .. واستيقن ضآلة وعيه .
نظر : لجاره صاحب الشعر المكوي و الثياب البنفسجيّة ..بهت لسماكة جلد وجهه و مهارته في ضرب البندير و النّظر من زاوية عينيه بكلّ جاهزيّة ..ودخل منزله حيث اعتقد أنّه بمنأى عن توثيق صمته و دخوله الخلاء و درءا لاتهامه بالدّعويّة .
بصق : آخر الكلمات التي لاكها تمجيدا لسيادته و استسلم لنوم حذر .
تقيّأ : جهده المتخاذل عن الكلام و بات في حمّى أوسعته كيل وطن من الهذيان . وغيّب الحقيقة كصباح زان السحاب سماءه فمرّ غير مشاهد من الكون الى الآن .    

No comments:

Post a Comment