Sunday, January 10, 2010

حديث بينهما

جلس مضغة للضّيق يلوكه ..كان عائدا من هزيمة فريقه المفضّل لا يدري ان كان ذهابه للملعب قد سرّع الهزيمة بحكم ذلك اليوم من الأسبوع هو موطن نحسه .. و لكنّه كان مدركا لحجم الاحتفال  الذي ضاع عليه .. كان سيملأ حلقه و بطنه باللّذائذ و يرقص حتى نهيق الحمار برأسه وعوضا عن  ذلك لاكه الضيق وهو يقضم أضافره البشعة بتروّ و تفكّر ... ثم انتبه الى زميلته الجالسة أمامه وهي تنهي على ما يبدو جملتها الواحدة بعد ما لا يدري .. أليس من السخف احضار تلك الحمارة و دفع مائات الآلاف من العملة الصعبة اليها لتقف ساعة ونصف تشهق و تنهق يا علي..كانت تلفظ اسمه   بطريقة غريبة وكان ذلك يغيضه  ورغم التّصحيح و التكرار الا أنها لزمت تقصير الياء ومدّ العين أمسك رأسه براحة يده و رفع سبّابته أمام وجهها و قال أصمتي .. هل صرت الآن تخوضين في السياسة..عديمة الاحساس .. ألا ترين مقدار ألمي ..مالي و عملة الآخرين الصعبة ..احتجّت بوهن ..  لن نجد سبيلا لاستيراد القمح يا غبي .. لقد عصفت الأزمة الاقتصادية بثمن الغذاء و صار بالعالم الآن مليار جائع ..شهق ..أيّ أيّام التّعس هذا ألا تكفّين عن غزل أخبار الجزيرة . اسمعي أنا لا أهتم .. انظري أجّلي كلامك ليوم آخر فلديّ صداع ..ندم لقراره الالتحاق بمكتبه في آخر العشي .. ذلك الممرّن اللعين لو تطاله يدي لأقبضن على رقبته لا أتركها حتى تزهق روحه .. الملايين تدفع لهذا لأحمق الذي لا يهتم .. يظلّ يحيك رداءته ليدمّر أعصابي.. من الممكن أن يهزم من فريق من القسم الخامس عشر بمثل هذه الخطط الدونكيشوتية ..ممّا تبرّمت من فنّانة .. على الأقل تلك تبرز أكثر من صوتها .. أمّا هذا فيأخذ مقابلا لقاء  تحطيم آمال الجماهير .. فماذا أفعل لأنفّس عن مأساتي التى حوّلها هذا المدرّب لملهاة اغريقية.. أين سأولّي وجهي بعد هذه الهزيمة النّكراء ..قالت حازمة هيت لك والاّ جلبت عليك صديقك اللّدود ليفرح فيك ألن تكفّ عن تعاطي الأفيون .. مثلك في الغباء كان يدفع في سوق الرقيق مع جارية ليقع الخلاص منه..ألن تكفّ عن الزّمجرة أم تراك تبكي رهانا عاشرا خسرته..شهق ..هل جاء ذلك الوغد لمكتبي ..قالت.. بل سيأتي ..هاتفك منذ برهة لقد أجبت .. وقد أعلمني أنّه عليك أن تجد لك مخبئا لأنّه قادم لا محالة .. أظنّكما أغلظتما هذه المرّة في الرهان .. نظر من النّافذة ..كان الشارع مزدحما بالمحتفلين بالهزيمة و كان يحبس أنفاسه كان لذلك أثر الضرب المبرّح على وجهه..تهالك على كرسيه و التفت نحوها .. أيتها الكاهنة جدي لي مخرجا..قالت أيّها الغبيّ الذي لا يحسن التدبير تذكّرني بالعرب أتناء حرب التحرير.. لا تفاوض و ستكون بألف خير . لا تظهر رجولة الحمق بالايفاء بالرّهان .. قل  لن أدفع فذلك حرام وقد تبت لله لن أفعل بعد اليوم منكرا .. أمّا اذا أصرّ فأعلمه أنّ ذلك الفراق بينكما .. ويكن أفضل لك ..صرخ كفوّا.. لعن الله كرة القدم.. قالت لا تهتم أيّها الغرّ الاّ متى حشر ذيلك مع الباب في تفاهات يومك ..أفّ لك ..نظر لها بدون مبالاة ثم قال هاهو سيدخل الآن و يسمعني ما أكره هلمّي أسمعيه كلامك فسيكفيني شرّه .. أنقذيني و أعدك أن أهتمّ بعد الآن بمقدّرات الأوطان و بمبايعات الاستسلام كما تقولين و سياسات الأحزاب الوطنيّة وحديث الحرّية الأخير بالصحف المستقلّة و الفنّية لينقذني لسانك السّليط و سيكون استمتاعنا بعد الآن فقط بالقضيّة و المقاطعة و مراجعة المبايعة لذاتي و سأنسى الكرة و الحفلات الفنّية .. ها عليك به .. و اختفى ..كانت الساعة تشير للخامسة مساءا و كان الكثير من العمل قد سقط من رسم الانجاز ...  ذلك كان يوم اربعاء .. لطالما كان فيه للأحاديث بقيّة         

No comments:

Post a Comment