!!! كفى نفاق

جئت اللّيل ألقيت في وجهه صحائف المدينه ..فغر فاه و أقسم أنّه ملّ أضغاث أهلها زمن عسعسته ..وضع قدمه عليها واقترب بوجهه منّي وزأر..أمر منه لي صدر.. لا حديث عن الملك و لا الكولاك و لا الإقطاع يا هذه..ولا زمن الجاهليّة الجديد و لا أوجاع ذلك اليتيم و لا تضاعف تخزين الخمور للصّيف هذا العام ..أخطأ رمضان حين استقرّ فيه ..ذهلت ..قلت دعني أسألك ..فدفعني اللّيل حتّى سقطت قال ما تَزَاوَرْتُ عن نهارِكم إلّا دَفْعا لبشاعة التَّدبير، يا نَتَن نفوسِ بعضِ البشر ..صمّمْتُ و أنا أغتاله ببعض الرِّقّة دعْني إذا أحدِّثْك ..إضطجعت على جانبي الأيمن و طردت وجه الشّيخ يكنس الرّصيف  وسعلت .. أهلك الله أصحاب الشّر رُفِعت الرَّحْمة من ظَهرانينا يا ليل ..إدَّعَى أنّه رحَل .. قلت بصوة عال لقد قتل الفتى نفسه بالغ في السُّكْر و جاءه النّادل يعلمه أنّ الصباح قد حلْ و أن الحانة ستغلق فتقدّم بخطوات مترنّحة لسكّير ومن النّافذة العالية ألقى نفسه الغِر و استدْركتُ .. لا تتجَنَّ على مدينتي ففيها يجرّم السّكر الواضح ..وانتبهت إلى سكرة الشَّهوَه وقد هجرت الأمُّ فتاها .. في لحظة عشق خلف منزل متداع كان إبن الزِّنا يلملمُ جسده المسرج للامبالاة ويُؤكِّدُ اعتياده لقذفه بابن الحرام ..لا تَسُبَّ بلد الوضاعة الدَّائمة ..البنفسجي . كلُّ ولَد آدم خطَّاءون وخيرهم..تعلم ..البنفسجيُّون .وانْسَ ألنْ تنْسَ لمّا جِئتَ و تلقَّفَ اللَّيْلُ غفلَتِي و كادَ أنْ يدبِر ..أسرعْتُ للثلاجه شربت ماءًا باردًا و حشرْتُ بحلْقي قطعتَيْ مرطّبات و تحسَّست تداعيَ بطْني عَليْ ..قلت لقد صادر الحزب الدِّكتاتوريُّ الزَّكاة و استبْدَلها بالضّرائب و المكْس ..قاتَل اللهُ المكّاسين لقد رفعوا عنّا البركه ! ثمَّ عدتُ للأكْل فأتْخَمْتُ بطنِي و سَأَلتُ كم أحصيْت من الجياع اللَّيْله .. كانَ اللّيْلُ قد أدْبَرْ و تركَ لي ما بدا إستباقًا منْه لسؤالي الأخير ..كفِّي عن النِّفاقْ ..فأُسقط بيديْ فغفَوْتْ .