Friday, December 17, 2010

نهاية الخبر بلا مبتدأ

تجتمع نهاية العام ومناقشة ميزانيّة الدوله للعام المقبل على خلق جو جائزي داخل الوطن . فالعام و مجلس النوّاب كالميّت لا يردّون للشعب خبر . حين ينتهي العام نكون قد طوينا زمنا في جهل ما نحن عليه فعلا وما تبقّى لنا من الوقت في الجهل أيضا بما سيكون عليه الوطن لمن نخلّف وراءنا . حين ينقضي العام قد نكون غير واعين أصلا بجنائزيّة وضعنا فنستمرّ في ابتلاع حيواتنا ولا نكسب إذا قضي الأمر إلّا قولا بأنّا مضينا على حين غرّه . أمّا مجلسنا الموقّر فتبّا للملهاة الإغريقيّة كم توجز تفاصيله في تكرر المأساة بدون أيّ نهاية ممكنة ، لا يردّ للشعب خبرا كهذا القبر مهما عالجت صمته بالتنقيب لا يردّ لك جوابا و لا يفصح عن أمره . تخضع  الإرادة  الشّعبيّة على مقاعده لموت سريري وكذا الجمهوريّة .. يبترون إرادة الشّعب ويمضون فرحين مسرورين لدورة نيابية أخرى يحترفون الإماء عن آخر إصدارات القوانين الأجنبيّه ولا يدركون أبدا أن للشّعب في الأصل هويّة .. يلطموننا بقوانين عجائبيّة ، بعضها يختلق عناوين مبهتة ، بهتانيّة أو باهتة تقام لها سرادق جنائزيّة للتّثمين و لا يتأدّبون في حضرة الموتى فهم يثمّنون إيلامنا ويسارعون في مسيرة التّهليل بجدّيّة . تدهشني فرحة النّاس في هذا الوقت من العام ..مرحبا ! أنظروا هذه جيفنا وإراداتنا العجائزيّه لا تطالنا الحياة إلّا في انتقاص أعمارنا .. تبّا حين نموت هل تكون تلك ميتتنا الأولى أم إنّا جُبِلْنا على الملهاة ونحيا بالموت كمن يصرع ثمّ يبعث حيّا !؟

No comments:

Post a Comment