مرجانه

 المدنية أجمعت خطابها على التنكيل بالقوم .. كان على بابا ومرجانه قد عقدا حلفا مع اللصوصيّه وبات اللّصوص داخل القصور الفخمة ، وحشر النّاس داخل جِرار الخلّ والزّيت الفارغة . لقد غلا العيش والخبز صار مرّا وكذِب جدّي في رَفْع الخرافة قبل أن يمضي .. كنت من محبّي الخرافة حيث أجلس لجدّي زمن إستلقائه على السرير وأتتبّع تفاصيله يرفع سبّابته يتتبّع خيالات الخرافة وكنت أسمع وأنا أريح رأسي الأشعث على راحة يدي وأقول " جدّي أليس علي بابا لصا من اللصوص ؟ "وكان يضحك ولا يجيب .
عندما وعيت وهم الخرافة كان جدّي قد رحل ولم يعد بإمكاني مراجعته في إبتذال علي بابا للبطولة ، لم يكن حسن السّريره ولا مجتهدا سوى في مضاعفة الجهد للفوز بما اجتمع اللصوص على سرقته حتّى صارت له في اللصوصيّة الرّياسه . لو تدري يا جدّي كيف عُقِد الحلف بين اللصوص ومرجانه و رأيت موضعي داخل جرّة الخل ألعق أحزان النّاس ..ووهم الخرافة تبّا لك مرجانه ! لا أقترب من الفهم حتى ..كيف تظل الخطيئة رهن النّساء وأشباه الرّجال ..كان جدّي طيّبا حينما ساق الحكاية وقد علمت عندما اشتدّ عودي بأنّ مرجانة قد قضت على كافّة النّاس دون أن يرفّ لها جفن وظلّت لتعيش ولصوصها الأربعين ومعهم علي بابا ..كان جدّي طيّبا لطالما أرْهقْتُه طلبا للخرافه .. يا أيّها النّجم الصّاعد كلّ ليلة تنطلي خُذ رأسي وأخرجني من الجرّه ..إدفع بي حيث تشاء و أنقذني من لؤم العيش داخل ذات الخرافة .. تتكرّر الصّورة داخل رأسي جنائزيّة .. هنا رقصت مرجانة على جيفنا ولاكت ذواتَنا  كَلِبان وبصقت التّاريخ في وجوهنا .. نشتدّ ونذوي داخل الجرّه لا قِبَل لنا سوى بالإحتراق عن سابق إضمار .. لا تهنىء روحي سوى بالألم ويرمونني بالبهتان كلّما قلت أنّ مرجانه و علي بابا ولصوصهم الأربعين يعيشون خارج الخرافة . ويقولون أيضا بأنّي تلبّسني الحقد و المغالاة في رفع الحكاية عن قومي . أَيْ نفْسي لن تَهنئى ما لم يمُدّ لك النّجم يد المساعدة أو موتي بتلك  النّار التي قادتْها الخرافه موتي ببساطه .