Saturday, December 18, 2010

داخل هذا الوطن مفقود

هل من الممكن أن نؤبّن من قتل نفسه أم من الممكن أن نهجوا جلّاديه هل نضع اليد على الجرح لنتركه ينزف حتّى نموت فلا يظلّ لهؤلاء شعب يؤلمونه ولا يهدّدونه ولا ينكّلون به ولا يخافونه .. هل العذاب صار شأنا داخليّا تحت العاده يلوكنا ولا نصرخ ونموت في لجّ البحر محترقين لحظة فرح بالفرار من البلد وها نحن أتينا نحو الساحة هذا الوقود إشتريته بعد الزّياده ، عود كبريت لأفجع أمّي بنبأ الموت ..كما فُجِعْت بنظراتها المتسائلة . متى يا ولدي تدفع عن أمّك التّعب وتبلّط أرضيّة المنزل ومتى لا أظطرّ للسّؤال لنأكل .. أيّها الوالي إفتح نافذتك لتشُمّ دمي المغلي ، أيّها الوالي إفتح عينيك لترى صرختي، أيتها الشّرطة البلديّة تبّا لك لا تغضّي البصر عنّي فهذا عمل إضافي لأعوانك لهذا اليوم ..يا أيّها الغرّ يا من لطمت وجهي تعال أعُدّ معك على مسامع الحكومة أيّام السّهر على الدّرس لم أُعطى الشهادة إلّا بعد الظنى .. ونادوا أبي يعلمكم مبلغ جهده و أعيدوا له ماله المسفوح على أيديكم يا لكذب نشرات الأخبار والأحداث الفردّية ..لست بحدث فردي إن صدّقتم . إفتح النّافذة أيّها الوالي وانظر لوجهي المشتعل وأخبرني ماذا أكلت هذا الصّباح فأنا شربت المر و سيجارة رخيصه على الخواء .. أدعكم مع كلام للكاتب الصحفي أولاد أحمد فما كتبه هنا منذ ما يزيد عن العشريّة يلخّص الأفكار عنّي :
"لم يعد هناك موجب للخوف 
بعد أيّام ستصدر الصحف بعناوين مرحة كشارلي شابلن ، وزاهية مثل حديقة في هذا الشهر ، وستتجوّلون بسلام مع أطفالكم ونسائكم ، وتأكلون البيتزا و تشربون حليب الدجاج في وضح النهار .. كل شيء جاهز ، التعليمات واضحة و صريحه أغصان اللّوز ستتحوّل إلى عصي ،وقوارير الغاز إلى قنابل ، وكلاب الشرطة إلى شرطة إضافيّة ، و الأقلام إلى سلاح أبيض ، وأحمر الشفاه إلى صواريخ عابرة للولايات ، ومضارب التنس إلى شباك للصيد البرّي ..كل شيء جاهز للقضاء على الديموقراطيه : هذا المجرم الخطير الذي أفسد علينا حياتنا ، فظللنا نلاحقه ـ طيلة ثلاثين عاما ـ دون أن نعثر عليه أو من يدلّنا عليه .
والمصلحة الوطنيّة تقتضي ـ في هذه اللحظة بالذات أن نؤجّل خلافاتنا مع أولي الأمر منا ، وأن نضع أرجلنا في أرجلهم ( أيدينا موثوقة إلى خلف ظهورنا ) من أجل إعادة الطمأنينة إلى هذا البلد الطيب .
إن إلقاء القبض على هذا المجرم ثمّ شنقه عاريا في السّاحة العامة ، ودفنه هناك بعيدا في المياه الدوليّة ، هو الطريق الوحيد لتقدم بلادنا نحو ماضينا السحيق : ذلك الزمان الذي رضعنا فيه مبادىء الفاشية السمحه ، وأصول العصبية التي لا يستقيم بدونها عمران .
إنه لا يليق بنا ، بعد كل هذا الماضي من التخلّف و الشعوذة أن نقبل بالتساكن مع مجرم يريد أن يساوي بين السيد والعبد وبين العمامة والبنطال ، بين سوسه وسيدي بوزيد و أخيرا بين الرّجل والمرأة ...
لم يعد هناك موجب للخوف (أصلا لم تعد لنا مشاعر) 
الرجال ، القوانين ، الفتاوى ، المذيعون ، الصحافة الأجنبية ، التاريخ ، الأوسمة ، ، لصوص المعرفة ، الشعراء الصغار ،الخطب ، الأكف ، الأطفال بالمدارس ، كواعب المعامل ، الإعلام ، الخرفان ، الكسكسي ، الشّاي ، اللبن ، الزرابي ، الدقلة في عراجينها (حيث هي في بلاد العكري ). 
نعم كل شيء جاهز للقضاء على الديموقراطية : هذا المجرم الخطير الذي يريد تهجيرنا من جنّة التخلّف إلى جحيم الحضارة ." 
ما دمت قد فجعت يا أمّ فيّ وزاد في صحائف مرّك كأس للعلقم لتشربيه بعد ذلك الذهاب.. أسألك بالله ألاّ تقفي أمام قصر الوالي و الرّجل مهم يا أمّي قد علمت عند مصرعي بأنّي مواطن من درجة يتكتّمون على تصينفها كلّ الشعب يعلم فبالله لا تزيدي من عنجهيّة السيّد ولا في حزن الغوالي ..

8 comments:

  1. Aussi beau que véridique que douloureux :'(
    Rabbi m3ahom wakahao

    ReplyDelete
  2. 3indi dam3a fil 3ine we 4ossa fil galb,
    guiddach nosbor we guiddach n3addi,il youm il kas fathet, il youm netha77i be3omri il fani, bach il wali yasma3 klami, il youm na5tar nbi3 iddenya we nsamma3 l 3lam sot alami

    ReplyDelete
  3. anonymous:
    نحن بحاجة للدموع لننوح على ما آلت إليه ذاتيّتنا من تنكيل ولنرثي بؤسنا و جرينا خلف غد مشرق لا يأتي ما قُلْتَه يبدو أقرب الرّسائل الممكنة لما أراد أن يقوله محمد البوعزيزي نشرا لألم الجميع و انتصارا لذلّ الكافّه ..الحزن يمنعني أن أسب في حضرة ما فعل بأمِّه .

    ReplyDelete
  4. mr aidoudi:
    وهل ظلّ في هذا الوطن بغافل عن الحقيقة وهم لا يتخفّون بلؤمهم كدأب الجبابرة من قبلهم ..الأمر جاوز الألم .. إلى الخراب يعتمر قلوبنا بفعل فاعل و أنا أفضّل أن أحتسب الله في كلّ علي بابا وكلّ مرجانة قاتلهم الله أنّ يؤفكون

    ReplyDelete
  5. oh je ne peux me permettre que la tristesse pour feeling je ne saurais me sentir humaine sinon ..la frustration me tue et j'essaie de m'en défaire voilà !

    ReplyDelete
  6. ça tue tout court!!

    ReplyDelete
  7. anonymous : je sais ,parfois je me qualifie autant qu'une morte -vivante ceci est juste dans 99.99 pour cent de mon existence ..mon humanité je ne la sent que lorsque je m'en dort et que le vécu me déchaîne de son impact mortifiant

    ReplyDelete